على عكس العديد من القادة الأوروبيين الذين حاولوا الإبتعاد عن محمد بن سلمان بسبب سجله الأسود في مجال حقوق الإنسان، يتمتع ماكرون بعلاقة جيدة مع ولي العهد السعودي، وهذا ما جعل الرياض وباريس تربطهما علاقات وثيقة إلى حد الشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات ومتابعة المصالح المشتركة في القضايا الإقليمية.
محاولة بن سلمان التقرب من فرنسا
مع قدوم الحكومة الديمقراطية في واشنطن، قرر محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي الشاب، تغيير السياسة الخارجية للبلاد وأخذها باتجاه توازن إيجابي، بحيث لا يعود الحليف الاستراتيجي الوحيد للولايات المتحدة. وبهذا السياق، ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية في مقال بعنوان "هجوم دبلوماسي ام .بي . اس على باريس؛ "حيث لا تتوافق المصالح دائمًا"، كتب صراحةً عن رغبة السعودية في زيادة قوتها والاستقلال عن واشنطن. وعليه، فإن تطور العلاقات الاستراتيجية مع القوى الأوروبية، وخاصة فرنسا، يظهر سياسة محمد بن سلمان في النأي بنفسه عن الأميركيين وخلق التنوع في محفظة الشركاء الاستراتيجيين لهذا البلد. [1]
اهتمام فرنسا بدول المنطقة وخاصة السعودية
كما تشير الدلائل، فقد سعت فرنسا خلال السنوات الماضية إلى زيادة نفوذها السياسي وحتى العسكري في المنطقة من خلال إقامة علاقات اقتصادية ظاهرية مع بعض دول منطقة الخليج العربي، حيث تعد المملكة العربية السعودية من بين دول المنطقة الأكثر نفوذاً وهي ذات أهمية كبيرة بالنسبة لفرنسا. ولكن لماذا تعتبر المملكة العربية السعودية مهمة جدًا بالنسبة لفرنسا؟ هناك عدة أسباب وراء هذا النهج الذي تتبعه باريس، أولا، أن المملكة العربية السعودية لديها موارد طاقة عظيمة، ثانيا لقد أصبحت هذه الدولة بوابة العالم العربي، والشيء التالي هو أن باريس تحتاج إلى دعم الرياض في الشرق الأوسط، خاصة في حالات مثل لبنان. [2]
زيادة التعاون الثنائي بين باريس والرياض
في السنوات الأخيرة، وبسبب وجود ظروف معينة، زاد التعاون بين باريس والرياض، خاصة في بعض المجالات، على سبيل المثال، في منتصف هذا العام، ناقش البلدان تعزيز التعاون المشترك في مجال الطاقة النووية في المنطقة ضمن إطار أنشطة الآمن والسلام. وتوقيع اتفاقية تعاون سلمية وإدارة النفايات المشعة وتنمية القدرات البشرية. [3]
ومنذ وقت ليس ببعيد، ذكرت وكالة أنباء "رويترز" في تقرير نقلا عن صحيفة "تريبيون" الفرنسية، أن السعودية تحاول شراء 54 طائرة مقاتلة فرنسية من طراز "رافال".
وبحسب هذا التقرير، فقد تواصلت السعودية مع مسؤولي مجموعة داسو للطيران الفرنسية بشأن شراء 54 طائرة مقاتلة من طراز رافال. [4]
واستمرارًا لزيادة عملية التواصل بين البلدين، التقى وزير الدفاع السعودي مؤخرًا مع وزير دفاع فرنسا خلال زيارته إلى باريس وناقشا التعاون الثنائي وآخر التطورات في المنطقة. وبحسب التقارير المنشورة، فقد ناقش وزيرا دفاع السعودية وفرنسا، أثناء بحثهما وجهة النظر المشتركة للبلدين فيما يتعلق بأمن واستقرار المنطقة، آخر التطورات على المستوى الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى عدد من القضايا. من المواضيع ذات الاهتمام.
كما تم في هذا اللقاء التوقيع على مشروع الخطة التنفيذية للتعاون في مجالات الصناعة العسكرية والبحث والتطوير بين وزارة الدفاع السعودية ووزارة الدفاع الفرنسية. [5]
خلاصة الكلام
كما ذكرنا سابقاً، ونظراً لوجود بعض المصالح المشتركة بين باريس والرياض، فإننا نشهد تشكيل تعاون ثنائي بين هذين البلدين، خاصة في السنوات الأخيرة. وفي هذا الوضع يبدو أن باريس، التي تدرك ميزان القوى في غرب آسيا، تسعى إلى زيادة العلاقات مع السعودية من أجل إحياء نفوذ باريس في المنطقة وخلق فرص جديدة لفرنسا.
ومن ناحية أخرى، ومن خلال توسيع العلاقات مع هذه الدولة الأوروبية العضو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يسعى ولي العهد السعودي الشاب إلى إقامة علاقات وثيقة مع الشركات الفرنسية من أجل تسريع نقل التكنولوجيا في مختلف المجالات التقنية والصناعية للمملكة العربية السعودية بناءً على خطة رؤية 2030.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال