زيارة الأربعين هي رسالة إنسانيّة لكل العالم 3

زيارة الأربعين هي رسالة إنسانيّة لكل العالم

إن الحشود المليونيّة التي تندفع بقلوب ملئت بالشوق والمحبة للمولى أبي عبدالله الحسين عليه السّلام إنّما تعبّر عن حالة يقدّرها الإسلام عاليا لما تختزنه من مشاعر فيّاضة للإمام الحسين باعتباره مثلا أعلى لها، لذلك “نحن أمام ظاهرة إنسانيّة إجتماعية، ونحن أمام تظاهرة قلّ نظيرها في التّاريخ الإسلامي”.

هذه التظاهرة ليست عبثية ونرى أن لها أبعاداً تربوية وروحيّة وأبعاداً معرفيّة وعلى المستوى الروحي نتحسس الشوق من خلال الخطوات التي تسير والقلوب التي تتلهف للقيا الإمام وزيارة مشهده المبارك يلتمس خلالها الناس من الإمام عليه السلام جذوة روحانيّة و هي مظهر من مظاهر عبادة الله تعالى حيث يتقرّب النّاس إلى بارئهم بزيارة الحسين عليه السّلام وبالتّالي الحصول على شحنة روحيّة معنويّة تنعكس على مجريات حياتهم.

وفيما يخص البُعد الثّقافي، فإنّ هذه الزيارة تمثّل سياحة ثقافيّة حيث أن الزائر بمسيره إلى الإمام الحسين فإنّه يستذكر التاريخ ومواقف الإمام الحسين عليه السلام البطوليّة وأهل بيته وأصحابه، كما تساعد على تثقيف النّاس في موسم عباديّ روحيّ يوجّه النّاس إلى الأهداف الّتي قام من أجلها أبو عبدالله الحسين عليه السّلام.

هذه المسيرة والتظاهرة العظيمة حيث يسير الأطفال وكبار السّن العجّز إلى مهوى القلوب وهو ضريح الإمام الحسين تبعث برسالة مزدوجة

أولاً، هو دعوة للعالم لأن يدرسوا شخصيّة الإمام الحسين فمن هو ذلك الشّخص الّذي يشدّ العالم بهذه الطريقة، ومن هو ذلك الشخص الذي يدفع الشيخ العجوز إبن التسعين عاما إلى المشي إلى مرقده بكل هذه اللهفة والمحبّة.

ثانياً هي رسالة سلام للعالم فنحن ومن خلال أبي عبد الله الحسين نحمل رسالة حب للناس ولا نحمل الحقد مقتدين بذلك بالإمام الحسين الذي كان محبّاً ومشفقا حتى على قاتليه فهولم يُرد لهم بأن يدخلوا النّار بسببه، من خلال الإمام الحسين يمكن أن نرتقي بأنفسنا إلى هذا المستوى من المحبّة حتى بالنسبة لمن يخالفنا في الرّأي وأن نبيّن معنى التّعاون و التعاضد كما يحصل خلال مسيرة الأربعين حيث نرى الإهتمام بالزوار و السّعي لتأمين كافّة حاجاتهم.

ختاماً إن رسالة الحسين ع للعالم هي الحفاظ على القيم الحميدة لأن الإمام الحسين قد انتصر بالأخلاق في كربلاء وانتصرت قيمه، هو لم ينتصر إنتصاراً عسكريا، الإمام الحسين انتصر بالدّم على السّيف.


بقلم: روعة الشيخ عيسى


لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال