سراب من النيل الى الفرات 96

سراب من النيل الى الفرات

اغرب المزايدات السياسية التي سبقت مجيء الرئيس الاميركي للمنطقة ما صرح به رئيس وزراء كيان الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو باعتزامه التوصل إلى ‘اتفاقيات تسوية كاملة مع السعودية’ و’دول عربية أخرى’.

نتنياهو ولزيادة نكهة طبخته حال “عودته” لرئاسة الحكومة الاسرائيلية، كشف بعض المستور عن الدور السعودي.. وتحديدا دور ولي العهد محمد بن سلمان الهام والمساعد في التوصل الى “اتفاقيات التطبيع” السابقة مع “الامارات والسودان والبحرين والمغرب.

ذلك ما المح اليه الرئيس الاميركي جو بايدن في مقال له نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الأحد الماضي، حمل عنوان “لماذا سأذهب إلى السعودية”، بقوله ان السعودية ساعدت على استعادة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، وتعمل الآن مع خبرائي للمساعدة في استقرار أسواق النفط مع منتجي أوبك الآخرين”.

لماذا تبخرت دعاوى حقوق الانسان؟

النشطاء الحقوقيون الاميركان يتهمون بايدن بالتضحية بمبادئه “التي اعلنها خلال فترة ما قبل الانتخابات”، من أجل النفط، والحقيقة انه سيضحي بسمعته من اجل تحقيق أولوية الاهدف العاجلة من وجهة نظره ونظر المحرك الرئيس لدوافع بايدن ونقصد به “اللوبي الاسرائيلي” في الولايات المتحدة الاميركية في مسعى لجر المزيد من الدول العربية وعلى راسها السعودية الى قفص التطبيع العربي المذل مع الكيان الاسرائيلي، لتحقيق سيطرة كاملة على شبه الجزيرة العربية التي يعتزمون جعلها جزءا مهما لما يسمى مشروع ” إسرائيل الكبرى”.

المشروع الصهيوني الخيالي (اسرائيل الكبرى)، هو عبارة عن مشروع يشير الى حدود كيان اسرائيلي جديد مُرَقَّع يأتي سياقا مع تفسيرات اليهود لصحف مزورة مختلقة اطلقو عليها صفة القداسة لما يسمى بـ”عهد الله مع نبيه إبراهيم (عليه السلام)”.

ذلك ما اشارت اليه شبكة (CNN الإخبارية الأمريكية، التي ابرزت أواخر شهر حزيران/يونيو الماضي، دلالات رحلة بايدن المقررة من الكيان الاسرائيلي إلى السعودية قائلة انها تاتي وسط توقعات بدفع جهود التطبيع بين المملكة وتل أبيب، فيما اكدت وسائل إعلام عبرية في حينها، أن السعودية والكيان الاسرائيلي تسابقان الزمن لتحقيق خطوات تطبيع قبيل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة منتصف الشهر المقبل (بعد يومين من الان).

مزاعم هوائية فارغة..

في محاولة صد للنشطاء الحقوقيين في الولايات المتحدة بعد مزاعمه التي اطلقها سابقا بحق المملكة السعودية، زعم الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مقال له نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الأحد الماضي، حمل عنوان “لماذا سأذهب إلى السعودية” قائلا: “أعلم أن هناك الكثير ممن لا يتفقون مع قراري بالسفر إلى المملكة العربية السعودية. آرائي حول حقوق الإنسان واضحة وطويلة الأمد، والحريات الأساسية دائما ما تكون على جدول الأعمال عندما أسافر إلى الخارج، كما ستكون خلال هذه الرحلة، تماما كما ستكون في إسرائيل والضفة الغربية”.

ومن الامور التجميلية الكمالية الفضفاضة الاخرى التي زعمها الرئيس الاميركي في مقاله، والتي لا تعد اكثر من كونها هواء في شبك ولذر الرماد في عيون منتقديه، زعم بانه اصدر تقرير مجتمع المخابرات حول مقتل جمال خاشقجي، وأنه اصدر عقوبات جديدة، بما في ذلك على قوة التدخل السريع السعودية المتورطة في مقتل خاشقجي، وأصدرت 76 حظر منح تأشيرة بموجب قانون جديد يمنع دخول أي شخص إلى الولايات المتحدة متورط في مضايقة المعارضين في الخارج.

قال ايضا: لقد دافعنا عن المواطنين الأمريكيين الذين احتُجزوا ظلما في السعودية قبل فترة طويلة من تولي منصبي. تم الإفراج عنهم منذ ذلك الحين، وسأواصل الضغط من أجل رفع القيود المفروضة على سفرهم”.

أين ذهبت شعارات بايدن الانتخابية؟

يقال ان الرئيس الاميركي بايدن يفتخر كونه اول رئيس أمريكي سينطلق برحلة مباشرة من الكيان الاسرائيلي إلى السعودية، وانه يراهن على أنه سيكسب في سفره للشرق الاوسط أكثر مما يخسره حتى في الوقت الذي يتهمه فيه نشطاء حقوقيون بالتضحية بمبادئه.

من المقرر ان يقلع يوم 15 تموز/ يوليو الجاري وبصورة مباشرة من ‘مطار بن غوريون’ الاسرائيلي إلى جدة بالمملكة العربية السعودية في زيارة تستغرق يومين، رات فيها شبكة (CNN) الاميركية بانها علامة على تحسن العلاقات بين السعودية و’إسرائيل’، في منطقة كان حظر السفر المباشر فيها امتدادا للعداء العميق بين تل أبيب والعرب”.

الاولوية للتطبيع المذل

صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية اوردت أن الاستعدادات لزيارة بايدن تكتسب زخما، وانه على خلفية الزيارة يجري سباق مع الزمن خلف الكواليس في محاولة للتوصل إلى اتفاقات تطبيع مع السعودية، بهدف حل الأمر حتى قبل وصول بايدن إلى الشرق الأوسط.

لا يخفى ان اولى الاولويات للولايات المتحدة مصلحتها قبل مصلحة الاخرين، لذا نلاحظ ودون مجهر ثاقب لاغوار السياسية ومجاهيلها ان النبرة الاميركية وشعاراتها سرعان ما تتغير كلمح البصر كلما وصلت الى طريق مسدود يتعارض مع مصالحها.

انه لا يحرص على تقوية السعودية بالكيان الصهيوني بل يسعى لإنعاش هذا الكيان الميت سريريا، من هنا تأتي التصريحات الاسرائيلية السباقة لاستقبال السعودية بالاحضان ومن ذلك تصريحات رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي السابق نتنياهو الذي يعتزم التوصل إلى ‘اتفاقيات تسوية كاملة مع السعودية’ و’دول عربية أخرى’ فيما لو تم انتخابه مجددا لرئاسة الوزراء.

 

السيد ابو ايمان

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال