784
تظهر الأدلة أن لا شك في دور السعودية غير البناء والعدائي في أعمال الشغب الأخيرة في إيران، رغم أنها حاولت خلال أعمال الشغب الأخيرة ألا يكون لها أي موقف سلبي تجاه التطورات الداخلية الإيرانية، على الأقل في مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت. وفي مثل هذه الحالة، فإن وجود المطالب الشعبية وكذلك عقلانية الحكم القائمة على توفير أقصى قدر من المصالح والأمن القومي يتطلب أن تستخدم الدولة المستهدفة أدواتها العقابية للرد على الأعمال الخبيثة والعدائية العلنية والخفية والتخلص منها .[1]
وفي ظل هذه الأوضاع شنت الولايات المتحدة حرباً إعلامية جديدة على إيران، وزعمت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية مؤخرا في مقال أن السعودية قد أطلعت الولايات المتحدة على معلومات حول هجوم إيراني وشيك على أهداف في هذا البلد. واستناداً إلى ذلك، رفع الجيش الأمريكي وحلفاء استراتيجيون آخرون للولايات المتحدة في المنطقة مستوى التأهب.
كما أعلنت قناة “سي إن إن” الإخبارية، عن احتمال قوي لهجوم إيراني وشيك على البنية التحتية للطاقة في الشرق الأوسط. وبالتزامن، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي في رد فعل فوري: “كنا قلقين من تلك الصورة المهددة ونحن على اتصال دائم مع السعودية من خلال عناصرنا العسكريين والاستخباراتيين. سندافع عن مصالحنا وشركائنا في المنطقة دون اي تردد “. 2
كما زعمت صحيفة “واشنطن بوست” أنه عقب نشر تقارير عن استعدادات إيران لمهاجمة السعودية ، تم إرسال مقاتلين أمريكيين إلى المنطقة.
وجاء في التقرير المزعوم لهذه الصحيفة أنه عقب التحذيرات الاستخباراتية بشأن هجمات إيران الصاروخية والمسيرة على السعودية في المستقبل القريب، نقلت القيادة المركزية الأمريكية مقاتلاتها إلى قواعدها في المنطقة من أجل زيادة جاهزية قواتها. وبحسب ادعاء هذا التقرير ، فإن إرسال هؤلاء المقاتلين هو “علامة على قوة وأهمية الشراكة الأمريكية السعودية”.3
ورغم أن خيانة السعوديين للشعب الإيراني خلال هذه السنوات ليس خفية عن أحد ودور أموالهم في اعمال الشغب لا يمكن إنكاره، إلا أن النفي الرسمي لهذه الإشاعة من قبل المسؤولين الإيرانيين وتكرار هذا الادعاء من قبل السلطات الأمريكية يشير إلى أن هناك ما هو أكثر من هجوم إعلامي على إيران . وهذا يعني أن الهدف ليس الضغط الإعلامي على إيران فحسب، بل السعي لتحقيق أهداف أكبر من خلال هذا الادعاء.
هروب إلى الأمام للبقاء في مأمن من عقاب طهران
رغم أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية وصف ادعاء وول ستريت جورنال في المرحلة الراهنة بأنه حرب نفسية، فإن هذا لا يمنع إيران من استخدام أدوات ضغطها في المنطقة لمعاقبة الرياض. لطالما كان لطهران أدوات مختلفة لمعاقبة السعودية، والآن يمكنها استخدام هذه الأدوات من خلال إثبات دور الرياض في حرب انعدام الأمن متعددة الطبقات في إيران.
إن ردود الجمهورية الإسلامية المماثلة لا ترتكز أبداً على الهدف، بل تركز بشكل كامل على التأثير ، كما صرح قائد الحرس الثوري منذ فترة: “يعرف الأعداء أننا سنرد بالتأكيد على نتائج اعمالهم التدخلية والمثيرة للشرور، ولكننا الآن لا نستطيع أن نقول أين وكيف. »4
استخدام أمريكا مزاعم هجوم إيران على السعودية كأداة
كانت السعودية حليفا استراتيجيا لأمريكا في الخليج الفارسي لعدة عقود ولديها علاقات أمنية واقتصادية وعسكرية وثيقة مع واشنطن، ولكن في الآونة الأخيرة استاء البيت الأبيض من قرار خفض إنتاج النفط لدرجة أن مواقف السياسيين الأمريكيين ضد السعوديين أدت في الأيام الأخيرة إلى حرب كلامية بين مسؤولي الرياض وواشنطن.
في هذا الوضع، فإن القول بأن ” سندافع عن مصالحنا وشركائنا في المنطقة دون اي تردد ” هو مؤشر جيد على هذا النهج الاستعراضي والأهداف من وراءه يلفت الانتباه إلى أن أنباء هجوم إيران حظيت بتغطية إعلامية، بينما لم يتغير مستوى الإنذار الأمني في أي من السفارات الأمريكية في المنطقة!
لذلك يبدو أن نشر خبر الهجوم الوشيك هو الخطة التي يحتاجها البيت الأبيض لاصلاح علاقته بالرياض. بعبارة أخرى، إن واشنطن من خلال تسليط الضوء على هذه الأخبار والمناورات الإعلامية المكثفة عليها، تحاول دفع مشروع الإيرانوفوبيا وتذكر الرياض أيضاً بأنها ما زالت بحاجة إلى واشنطن من أجل أمنها.5
[1] خبر آنلاین / تلاش رسانه های غربی برای باور پذیر کردن حمله ایران به عربستان
https://www.khabaronline.ir/news/1690713/
2موسسه فرهنگی هنری خراسان / واکنش کنعانی به ادعای وال استریت ژورنال درباره قصد ایران برای حمله به عربستان
http://www.khorasannews.com/newspaper/page/21071/2/768847/0
3اقتصاد نیوز / ادعای جدید درباره حمله نظامی ایران به عربستان
https://www.eghtesadnews.com/fa/tiny/news-532785
4تابناک / آیا ایران تصمیم حمله علیه عربستان را دارد ؟
https://www.tabnak.ir/fa/news/1148786/
5تابناک / آیا ایران تصمیم حمله علیه عربستان را دارد ؟
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال