سر جاذبیة الإمام الحسین (ع) في تأليف قلوب المسلمين وقدرات مسيرة أربعين 17

سر جاذبیة الإمام الحسین (ع) في تأليف قلوب المسلمين وقدرات مسيرة أربعين

من أهم الوظائف والآثار الشاملة للحداد على الإمام الحسين (ع) هي خلق الوحدة والربط بين المجتمعات والأقليات مع بعضها البعض، إضافة إلي خلق الحنان الروحي والقلبي وتجميع القلوب من أنحاء العالم وحذف المسافات الجغرافية والفروق بين العقائد المختلفة.


أدت الجاذبیة الفريدة والمعتمدة على الروحانية الإلهية الموجودة في شخصية الإمام الحسين (ع) إلى ترك اختلافات أيديولوجية ودينية واستبدالها بإفساح المجال للتعاطف والانسجام، وعلى الرغم من وجود بعض خلافات من حیث الأذواق ووجهات النظر في بعض المجالات بين الشيعة والسنة، لكن تناسق الأديان والروح  المعنوية السائدة  لها، وهي من آثار نهضة الإمام الحسين (ع)، حقيقة لا  تنكر، ويعد عزة الإمام الحسين (ع) وحريته عاملين مهمين للوحدة الإسلامية بين الشيعة والسنة.


ورغم العديد من العوامل أسهمت في الوحدة الإسلامية، لا سيما الوحدة بين الطوائف الشيعية، إلا أنه يبدو أن حب المسلمين وعاطفتهم تجاه أهل بيت النبوة الأطهار كوسيلة لتحقيق ثمار رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وبمثابة عامل رئيسي في الحفاظ على الهوية الإسلامية لعب دورًا مركزيًا في هذا الوسط، وكانت ذكرى الحداد على الإمام الحسين (ع) مؤثرة جدًا في خلق هذه المودة والهوية لدرجة أن بعض العلماء يعتبرون تكوين وبداية الحركة الشيعية من اليوم العاشر من محرم، ويمكننا أن نقول بجرأة لا  فقط التشييع، ولكن أيضا بداية الهوية الإسلامية تشكلت من يوم عاشوراء وبقيت في ذكراها للأبد.


وعلى مر التاريخ وبعد ملحمة عاشوراء  تحدیدا، على الرغم من الجهود المبذولة لاستخدام هذه القضية كعامل انقسام وخلق العناد بين الطوائف الشيعية والسنية، ولكن خلافًا لتوقعات عاشوراء، فقد أصبحت أكثر من قبل عاملاً من عوامل الوحدة والتلاحم بين المجتمعات الإسلامية المختلفة والأديان.


وخلال فترات تاريخية مختلفة، وعلى الرغم من جهود بعض الحكام لمنع الحداد على الحسين (ع)، لکن، ليس الشيعة فقط بل السنة أيضًا باتوا یقیمون الحداد علی سید الشهداء بعاطفة وحماس، مما يدل على حب المسلمین النباض وإخلاصهم شيعة وسنة تجاه أهل البیت الأطهار خصوصا الإمام الحسین علیه السلام ويمكن اعتبارهذه المودة عاملاً في خلق الوحدة بين المجتمعات الإسلامية، وخاصة الشيعة والسنة.


ولطالما حاول المستکبرین وأعداء الإسلام التفریق بین قلوب المسلمين بإشعال نار الإرهاب باسم الإسلام وضد المسلمين وجعل الأديان الإسلامية المختلفة تقاتل بعضها البعض إلا أن نبراس هدایة الحسین (ع)  فی وقت کانت الآمال  تتحول إلی آلام شق الظلام وتسبب في حدوث مشهد عظیم یثیر الضجة بشأن دُرالنبي الفريد. معجزة تبهر العالم وتتيح فرصة كبيرة للأمة الإسلامية لاستعادة بوابة الهدى. الأربعين الحسيني هو فصل آخر من عودة الإنسان إلى أصله. على الرغم من الجهود الشاملة التي يبذلها الأعداء لإشعال نار الانفصال والتفرقة بين المجتمعات الإسلامية، فإن جاذبیة الحسين (ع) تجذب القلوب الطاهرة وتحول كل الخلافات إلى تعاطف، بحيث يصبح مسيرة الأربعين احتفالاً يظهر الوحدة والتضامن بين الأديان مختلفة وخاصة الشيعة والسنة. إذ إن جاذبية الحسين هي عامل يمكنه مرة أخرى إصلاح العالم المشتت والمبعثر في اتجاه الأهداف الإلهية. وبهذه الطريقة، فإن هذا التجمع البشري العظيم هو قدرة روحية مهمة ويمكن أن يكون فرصة للوحدة الروحية للعالمین، وخاصة المسلمين  للعودة إلى القيم الإنسانية والأهداف الإلهية.


المصدر ؛iuvmpress.news

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال