سقوط الهيمنة الأمريكية في غرب آسيا 57

سقوط الهيمنة الأمريكية في غرب آسيا

يقول المؤرخ الأمريكي بول أتوود: “الحرب هي طريقة الحياة لدى الأمريكيين”. يسعى الأمريكيون إلى بسط هيمنتهم العالمية من خلال الحروب. لكن لتوضيح دور الشهيد الحاج قاسم سليماني في هزيمة الهيمنة الأمريكية ودحر المؤامرات الغربية في المنطقة، يجب أولاً دراسة موضوع الأهداف الأمريكية في غرب آسيا.

أهداف أمريكا الشريرة في غرب آسيا

بعد هجمات 11 سبتمبر، بدأت الولايات المتحدة احتلالها العسكري لغرب آسيا بحجة محاربة الإرهاب. في ذلك الوقت كشف المسؤولون والاستراتيجيون الأمريكيون مثل زبيغنيو بريجنسكي النقاب عن خطط ومؤامرات مختلفة مثل “الشرق الأوسط الكبير” أو “الشرق الأوسط الجديد”.

كانت أمريكا تحاول تنفيذ مشاريع لفرض نظامها الاقتصادي والسياسي المنشود على دول المنطقة ونشر نموذج الديمقراطية الليبرالية في دول المنطقة. لكن اليوم  حتى الأمريكيون أنفسهم يعترفون بأن سياسات أمريكا ” تُخل بالنظام العالمي وبالسلام” ولا تقويهما!

فشلت المخططات التآمرية الأمريكية على الرغم من التكاليف الباهظة لها. حيث إن حرب أمريكا في أفغانستان مثال واضح على هذه الإخفاقات. وبعد عشرين عاما من اندلاع تلك الحروب فإن الوضع السياسي الحالي في العراق وأفغانستان دليل على هذه الحقيقة فقد أدت الحروب إلى سقوط العديد من الضحايا في دول المنطقة إلى جانب تكليف الاقتصاد الأمريكي تريليونات الدولارات.

وفقًا لتقارير من جامعة براون قُتل أكثر من 900 ألف شخص في الحروب الأمريكية منذ عام 2001 أكثر من 70 ألف منهم  من المدنيين في أفغانستان وحوالي 300 ألف مدني في العراق.

الدعم الغربي للجماعات الإرهابية ومقاومة الحاج قاسم سليماني

إن دعم الغرب للجماعات الإرهابية والتكفيرية في المنطقة يظهر بوضوح أهداف هذه المؤامرة. لقد حاولت مجموعات مثل داعش التي اعترف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بإنشائها من قبل الحكومة الأمريكية ، زعزعة استقرار المنطقة حتى تتمكن الولايات المتحدة من متابعة استراتيجيتها الشريرة في غرب آسيا.

وصلت وقاحة الغطرسة الأمريكية إلى النقطة التي اعترف فيها الجيش الأمريكي صراحة بقتل 10 مدنيين أفغان بينهم سبعة أطفال في هجوم بطائرة بدون طيار عام 2021 ؛ استهدف الهجوم الذي أعلن عنه في وقت سابق الإرهابيين المسؤولين عن التفجيرات الانتحارية في مطار كابول.

اعترف ترامب عدة مرات بتورط مسؤولي بلاده في إنشاء تنظيم داعش الإرهابي  بل وقال مؤخرًا إن مسؤولية الحرب في أوكرانيا تقع على عاتق بلاده الولايات المتحدة الأمريكية.

اعترافات ترامب هي تأكيد لآراء الخبراء السياسيين حول المؤامرة الغربية في المنطقة. لكن ما لم تدرجه الحكومات الغربية في حساباتها هو”الشهيد الحاج قاسم سليماني“. الشخصية التي عرقلت مخططاتهم ومؤامراتهم وانهت وجودهم المدمر في المنطقة.

كفاح الحاج قاسم سليماني ضد مؤامرات الغطرسة العالمية

كانت حرب لبنان أول مواجهة جدية للشهيد سليماني مع جبهة الاستمرار العالمي. ولقد لعب دورًا مهمًا للغاية في هزيمة الكيان الصهيوني وأنصاره في حرب الـ 33 يومًا ، وبذلك وصلت المؤامرات إلى طريق مسدود.

يقول الكاتب صفاء الدين تبرائيان مترجم كتب حرب الـ33 يومًا عن دور الشهيد سليماني في انتصار حزب الله في حرب الـ 33 يومًا: “سمعت من السيد حسن نصر الله نفسه يقول أن دور الحاج قاسم في انتصارنا في  حرب 33 يومًا كان أكبر من دور الحاج عماد مغنية.! ”

كذلك كانت قيادة محور المقاومة ضد تنظيم داعش الإرهابي هي العمل الرئيسي للشهيد الحاج قاسم سليماني ضد مؤامرات جبهة الغطرسة. قضى الشهيد سليماني ورفاقه على هذه القوى الشيطانية وأعادوا الأمن والسلام لدول المنطقة.

الدور المحوري للحاج قاسم في هزيمة داعش

كان دور الشهيد سليماني في تدمير داعش مهمًا ومحوريًا لدرجة أن وسائل الإعلام الأمريكية مثل نیوزویك، بیزنس اینسایدر وغيرها اعترفت به عدة مرات. كما أنه كلما حاول بعض المسؤولين الأمريكيين أن ينسبوا الفضل إلى التخلص من داعش واجهوا رد فعل حاسم من الخبراء والأساتذة الدوليين في هذا المجال مشيرين إلى جهود الشهيد سليماني.

على سبيل المثال قال الأستاذ أرشين أديب مقدم من جامعة لندن ردًا على محاولات ترامب منح نفسه الفضل في تدمير داعش إن إيران هي التي وجهت الضربات القاسمة لداعش وأن قاسم سليماني هو العقل المدبر.

يشهد اليوم نفوذ الولايات المتحدة في غرب آسيا تراجعاً ملموسًا ويتم الحديث عنه علانية على أنه حقيقة واقعة. هذا التطور والنمو في دول المنطقة وفي نظرة السكان فيها هو نتيجة كفاح جبهة المقاومة ضد الاستعمار والغطرسة العالمية، وبدون شك سيبقى الشهيد الحاج قاسم سليماني من أكثر الشخصيات البارزة في حركة المقاومة ونهضتها.

بالعقل الصحيح يجب أن تفكروا وتشاركوا في الأنشطة والفعاليات المناهضة للهيمنة مثل التفكير بشخصيات مثل الحاج قاسم سليماني وبعد ذلك يمكنك أن تفهم سبب شهرة شخصية الحاج قاسم سليماني في العالم الإسلامي.

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال