بات واضحا ان اتفاقيات “سلام ابراهام” بين بعض الانظمة والكيان الإسرائيلي، لا يمكن وضعها في خانة “التطبيع” كما هو حال الانظمة العربية الاخرى التي طبعت مع هذا الكيان، فأمر هذه الاتفاقيات، هي اكبر بكثير من كونها تطبيع، فالاخبار االقادمة من الامارات والبحرين، تؤكد ان النظامين في هذين البلدين، لم يطبعا مع “اسرائيل” فحسب، بل رهنا امنهما القومي بيد “اسرائيل”.
بعد سماح النظام الاماراتي لـ”اسرائيل” بنشر رادارات رصد صواريخ داخل الأراضي الإماراتية، وهو اجراء يمثل خطوة عملية متقدّمة لدمج قوى الطيران الحربي، بما فيها منظومات الصواريخ تحت قيادة “إسرائيل”، بما يشكل خرقا غير مسبوق للأمن القومي الإماراتي، كشفت القناة 11 الاسرائيلية انه “لأول مرة في تاريخ الجيش الإسرائيلي سيشارك طيار مقاتل كبير من الإمارات العربية المتحدة في العام الدراسي القادم في كلية الأمن القومي بالجيش الإسرائيلي”.
وأضافت القناة، أن دراسة الطيار الإماراتي في كلية الأمن القومي “للجيش الإسرائيلي” حظيت بموافقة أعلى المستويات برئاسة رئيس الإمارات محمد بن زايد.
من شذوذ التطبيع الاماراتي الاخرى، ما كشفته مصادر دبلوماسية عن وساطة تقودها الإمارات لإعلان دولة عربية جديدة هي الصومال، التطبيع العلني مع “إسرائيل”.
وقالت المصادر لموقع “إمارات ليكس”، إن أبوظبي قدمت سلسلة إغراءات سياسية واقتصادية إلى الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود للتماهي مع مخططها بتوسيع دائرة التطبيع”.
وذكرت المصادر أن الإمارات هي عراب نشر التطبيع في الشرق الأوسط وجهودها المكثفة مع مقديشو تأتي في إطار حملتها المكثفة لفرض “إسرائيل” كأمر واقع في العالمين العربي والإسلامي.
اذا ما وضعنا مثل هذه الممارسات الشاذة للتطبيع الاماراتي مع “اسرائيل”، الى جانب الممارسات الشاذة الاخرى التي قام بها النظام الاماراتي لدمج “اسرائيل” بالمنطقة، في اطار سياسة التطبيع، لا يمكن ان يقتصر تحذيرنا بالمخاطر المترتبة عن هذه السياسة على الامن القومي للامارات، بل لابد من التحذير من المخاطر التي تهدد الامن القومي العربي والامن القومي للدول القريبة من الامارات، فالتغلغل الاسرائيلي بهذا الشكل المكثف في الامارات، يعني ان الامارات، باتت تمثل حصان طروادة للكيان الاسرائيلي في المنطقة، وهو ما قد يعرض الجميع، وخاصة الامارات لمخاطر كبرى وجسيمة.
المصدر: العالم
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال