العملية المسلحة التي نفذها البطل فادي ابو شخيدم في قلب القدس كانت عملية نوعية ومدروسة تخفى بلباس حاخام واستطاع اختراق الحواجز المحصنة في القدس والتي لايمكن اختراقها بسهولة ان يثبت للاحتلال تفوق الفلسطيني على الاسرائيلي في حرب الادمغة والحرب الاستخباراتية وهذا تطور مهم في حرب الارادات التي بدات تستعر في الساحة الفلسطينية.
ان انطلاقة العملية المسلحة وبعد ايام من وضع لندن حماس على لائحة الارهاب رسالة قوية لبريطانيا على ان تتدارك خطأها والا فان القادم من الايام سيكون اكثر ايلاما للكيان الصهيوني الذي لا يتورع عن ارتكاب اية جريمة تحت ذريعة الدفاع عن النفس في حين ان المحتل ارضه والذي سمح له المشرع الدولي بالدفاع عن نفسه يصبح ارهابيا والمحتل الغاشم الذي يمارس الارهاب يوميا مظلوما.
ان السؤال الذي يطرح نفسه هو الى اين وصلت بريطانيا من الانحطاط الخلقي واللاانساني والاجرامي ان تقلب المفاهيم في وضح النهار دون خجل ووجل .
ولاشك ولاريب ان العمليات المسلحة البطولية التي نفذها فادي ابوشيخدم في القدس تؤشر لمرحلة جديدة في القدس والضفة خاصة وانها لم تكن العملية الاولى من نوعها في التحدي الصارخ لترسانة العدو فقد سبقه شبل من ابناء فلسطين ولم يتجاوز عمره الـ 16 عاما ان يطعن مستوطنين صهاينة مما اوجدت العمليتان حالات رعب وقلق شديدين في المجتمع الصهيوني المنهار نفسيا.
وهذا التطور في الانتقال الى المقاومة المسلحة ينذر بأخطار جسيمة للعدو وسيسنفزه بشدة على مدار الساعة خاصة وان جيشه ضعيف ومنهك وعلى وشك الانهيار وهذا ما صرح به رئيس قسم الدراسات العسكرية في جامعة القدس العبرية بأن الادمان والاتجار به منتشر في صفوف الجيش الاسرائيلي وان هذا الجيش على وشك الانهيار.
ولاننسى ان نشير الى ان الشعب الفلسطيني قد طور اسلوبه الجهادي ضد الاحتلال من انتفاضة الحجارة الى الطعن ثم الدهس الى ان وصلت الى استخدام الاسلحة ومن ثم الصواريخ، غير ان الضفة والقدس هما اليوم احوج مايكون للاسلحة ولهذا لابد ان يخرج هذا السلاح الى العلن في الضفة الغربية لياخذ دوره في المواجهة مع العدو الصهيوني.
ولاننسى ما اعلنه الامام الخامنئي قبل سنوات بتسليح الضفة الغربية وكأنه يستشرف هذه الايام لتكون الضفة جنبا الى جنب مع غزة الصامدة استعدادا للمعركة الفاصلة مع العدو التي ستقرب نهايته باذن الله.
ان العملية المسلحة التي نفذها احد قيادات حماس في القدس اثبتت وكما اكدتها اغلب الفصائل الفلسطينية بان سيف عملية (سيف القدس) لن يغمد وهذا ماترجم اليوم على الارض وستليها باذن الله عمليات اكبر لتقصم ظهر الاحتلال وتطرحه ارضا.
ومنذ عملية سيف القدس والشعب الفلسطيني يسجل الانتصار تلو الانتصار ليس في الميدان فقط بل في حرب الارادات ومنها حرب الادمغة والاستخبارات كانتصار ابنائه في سجن جلبوع وكذلك العملية المسلحة التي نفذها البطل فادي ابو شخيدم.
اما الانتصارات على صعيد محور المقاومة فكانت مزلزلة وفي غاية الاهمية حيث استطاعت ايران ان تهزم الكيان الصهيوني في حرب السفن غير المرئية وكذلك في الحرب السيبرانية والاكثر ايلاما لهذا الكيان هو هشاشته وعدم قدرته على مواجهة الاختراق الاستخباراتي الايراني الذي استطاع زرع عميل في بيت وزير الحرب الصهيوني بني غانتس والتجسس على حاسوبه منذ كان رئيسا لأركان الجيش الاسرائيلي.
المصدر: كيهان العربي
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال