كشفت صحيفة “جيوسياسي فيوتشرز”، في تقرير لها، عن تفاصيل مهمة عن العلاقات السرية للحكومة السعودية مع الکیان الصهيوني، وكتبت أن “محمد بن سلمان”، ولي عهد المملكة العربية السعودية، يبحث عن تطبيع علني للعلاقات مع هذا الکیان بعد وصوله إلى عرش المملكة.
ذكرت صحيفة “جيوسياسي فيوتشرز” في تقريرها أن أفراد الأسرة السعودية أكدوا دائمًا على التواصل والتواصل مع الصهاينة خلف الأبواب المغلقة.
وحسب هذه الصحيفة، فإن القادة السعوديين قلقون دائمًا من أن يؤدي التطبيع العلني للعلاقات مع الکیان الصهيوني إلى تشويه صورتهم لأن الأمة السعودية ، كغيرها من الدول العربية، ترفض التفاعل مع الصهاينة، بل تريد الاعتراف بوجود هذا النظام. المحتل للقدس، وعلى هذا الأساس فضل القادة السعوديون، كغيرهم من الحكام العرب، التواصل مع الصهاينة بشكل غير رسمي.
ثم قامت الصحيفة الجيوسياسية بإدراج بعض الاتصالات السرية لقادة الکیان السعودي مع الصهاينة ومواقفهم الداعمة للنظام الإسرائيلي، وكتبت: بندر بن سلطان، سكرتير المجلس الأعلى للأمن السعودي آنذاك لسنوات عديدة، وبتنسيق “شبتاي شافيت” حاول رئيس المنظمة وقتها “الموساد” إقامة علاقات سريّة مع إسرائيل.
وحسب هذه الصحيفة، تم تعيين بندر بن سلطان سفيرًا للسعودية في واشنطن بعد هجمات 11 سبتمبر لتنسيق العلاقات بين المؤسسات الأمنية السعودية وأجهزة المخابرات الأمريكية والکیان الإسرائيلي. وفي لقاء مع إيهود أولمرت، رئيس وزراء الكيان الصهيوني في ذلك الوقت في عمان ، عاصمة الأردن، خلال حرب الـ 33 يومًا ضد لبنان عام 2006، اقترح أن يدمر هذا الکیان حزب الله وأن تدفع المملكة العربية السعودية تكلفة الحرب بدلا من ذلك.
جاء في هذا التقرير أن العديد من مسؤولي الکیان الإسرائيلي زاروا المملكة العربية السعودية سراً خلال العقد الماضي للقيام بالتنسيق الأمني. التقى بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء السابق للنظام الصهيوني، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأمريكي آنذاك مايك بومبيو في نوفمبر 2020؛ رغم أن وزير الخارجية السعودي نفى عقد مثل هذا الاجتماع. ووفر بيع برنامج التجسس “بيغاسوس” من قبل شركة التكنولوجيا الصهيونية “إن إس أو” للسعودية الأساس للتعاون الأمني بين الجانبين.
وأشارت الصحيفة إلى أن السعوديين اتخذوا علانية موقفًا معاديًا لإسرائيل على الصعيدين الإقليمي والدولي، على الرغم من العلاقات السرية العميقة مع إسرائيل.
وحسب الجيوسياسية، فإن العلاقات بين الکیان الإسرائيلي والسعودية في عهد سلمان بن عبد العزيز أصبحت علنية على مستوى غير رسمي، والتقى تركي الفيصل، الرئيس السابق لجهاز المخابرات السعودية، تسيبي ليفني، وزيرة الدولة آنذاك. العدل، وعموس يادلين، الرئيس السابق لوحدة المخابرات العسكرية في النظام الإسرائيلي.
ووفق هذا التقرير ، أقامت المملكة العربية السعودية والکیان الإسرائيلي، في السنوات الأخيرة، علاقات اقتصادية مع بعضهما البعض عبر الضفة الغربية والأردن وقبرص من خلال طرف ثالث من أجل نقل منتجات وتكنولوجيا تل أبيب الزراعية إلى السوق السعودية. كما فتحت المملكة العربية السعودية مجالها الجوي لشركات الطيران التابعة للنظام الإسرائيلي في يوليو الماضي، ووصفها يائير لابيد، رئيس الوزراء المؤقت لهذا النظام، بأنها الخطوة الرسمية الأولى نحو تحسين العلاقات مع الرياض.
وحسب الجيوسياسية، يُعتبر دور السعوديين محوريًا في سياسة الکیان الإسرائيلي لتوسيع نطاق اتفاقية التسوية. في عام 2017، زار محمد بن سلمان تل أبيب تماشيًا مع الخطة الطموحة لبناء مدينة “نيوم” على شواطئ البحر الأحمر ومشاركة الکیان الإسرائيلي فيها، فضلًا عن مناقشة قضايا المنطقة، وفضل بن سلمان في الحفاظ على سرية هذه الرحلة.
بناءً على هذا التقرير، وافق ابن سلمان في عام 2019 على خطة تشغيل وإقامة للعرب المقيمين في الأراضي الفلسطينية المحتلة في المملكة العربية السعودية، وفي هذا الصدد ، فإن العشرات من ممثلي قطاعي العمل والتكنولوجيا (سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة) ودخلوا الرياض لمراجعة عقود الاستثمار.
وحسب الجيوسياسية، فإن محمد بن سلمان يعرب سرًا عن قلقه من التطبيع الرسمي والعلني للعلاقات مع إسرائيل لأنه يخشى أن تتم إدانته في وسائل الإعلام في العالم العربي لإقامته علاقات دبلوماسية مع الکیان الإسرائيلي، لأن السعوديين وهم يدعون ظاهريًا أنهم حراس الإسلام وخدام الحرمين.
ووفقًا للتقرير، فقد اعترف ابن سلمان علنًا بوجود الکیان الإسرائيلي وهاجم القادة الفلسطينيين، واتهمهم بالفساد وسوء الإدارة ، وتفويت فرصة التوصل إلى حل وسط مع تل أبيب، وعدم امتنانهم للمساعدات المالية السخية.
في النهاية، كتب هذه الصحيفة: ابن سلمان بحاجة إلى مساعدة إسرائيل لتحقيق خططه الإنشائية وحتى تنفيذ مشروع نيوم بالقرب من الحدود الشمالية الغربية لفلسطين المحتلة من أجل تسهيل وصول الإسرائيليين إلى هذه المدينة وتشجيعهم على التعاون اقتصاديًا. وعمليًا، يريد ابن سلمان اتفاقًا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن ربما لتحقيق هذا الهدف، فهو ينتظره للوصول إلى العرش الملكي في المملكة العربية السعودية.
المصدر: الوقت
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال