ضربة استخباراتية قاصمة .. الكيان الصهيوني لا يملك أدنى المعلومات عن قدرات حزب الله
لا تنفك حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن توجيه خطابات التهديد وتسريب الأخبار التي تهدف إلى إحباط المقاومة ظنا منها أنها بهذا ستنال من عزيمة جنود المقاومة وقادتها او حتى حاضنتها الشعبية ولكن ما حدث بين مدى اعتماد كيان الاحتلال على حرل اعلامية فاشلة سقطت عند اول اختبار.
فالأحداث الأخيرة بينت حقيقة القبة الحديدية وهزالة قدراتها الخارقة في التصدي لأي قذائف أو صواريخ قد تهدد أمن مستوطناتهم وكذب تهديداتهم
صواريخ أنصار الله ومسيراتها أول من كشفت ضعف هذه المنظومة وعمليتا الوعد الصادق ١و٢ كشفت زيف ادعاءات كيان الاحتلال ولكن الرد القاصم كان عملية حزب الله التي استهدفت لواء غولاني في بنيامينا جنوب حيفا المحتلة باكبر اختراق استخباراتي تم تنفيذه ليس منذ بدء العدوان على لبنان انما منذ بدء عملية طوفان الأقصى المبارك.
فالهجوم كشف عن قدرة المقاومة على اختراق أجهزة الإنذار والرادارات "الإسرائيلية" والامريكية والغربية المتقدمة، التي عجزت عن رصد مسيرات حزب الله، التي قطعت مسافة تزيد عن 70 كلم، وهو ما ادخل الكيان وحماته، في دوامة من الاحباط والتخبط ، بعد ان اعتقدوا انهم وجهوا ضربات قاتلة للمقاومة، عبر استهداف قادتها.
حيث جاءت العملية بعد 6 أيام من بيان غرفة عمليات المقاومة الصادر يوم الثلاثاء 8\10\2024 وتنفيذا للتهديد القوي الذي تضمنه في الفقرة الثالثة منه "إن المقاومة الاسلامية ترى وتسمع حيث لايتوقع هذا العدو، ويدها قادرة أن تطال حيث تريد في فلسطين المحتلة...".
في هذا الهجوم المركب، أطلق حزب الله عدة طائرات مسيرة تحت غطاء وابل من الصواريخ، وهو تكتيك يهدف إلى إرباك أنظمة الدفاع الإسرائيلية. وقد تمكنت إحدى هذه الطائرات من الإفلات من الكشف وسقطت في منطقة بنيامينا، ما يمثل خرقًا كبيرًا لأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية.
وأقر جيش الاحتلال، في بيان أصدره يوم الإثنين، بتعرض قاعدة عسكرية بالقرب من بنيامين لهجوم بطائرة مسيرة تابعة لحزب الله. ووفقًا لما أعلنه المتحدث باسم الجيش، فإن الهجوم وقع الليلة الماضية (الأحد)، وأسفر عن مقتل أربعة جنود من الجيش الإسرائيلي وإصابة سبعة آخرين بجروح خطيرة. وقد تم نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج، فيما تم إبلاغ عائلات الجنود المتضررين بالحادث.
أراد حزب الله بهذه العمليات التأكيد على أنه لا يزال يتمتع بالقوة العسكرية الكاملة والقادرة على الوصول إلى عمق كيان الاحتلال وتحقيق إصابات مباشرة، وأنه قادر أيضًا على المناورة العسكرية لخداع المنظومة الدفاعية الجوية الإسرائيلية.
ما يميز ضربة حزب الله الأخيرة هو القدرة على اختراق منظومة استخباراتية متطورة مثل تلك التي يعتمد عليها الاحتلال، والكشف عن مقر سري لقوات النخبة، ما يشير إلى أن حزب الله يمتلك قدرات استطلاعية ورصدية تضاهي أو تتفوق على ما يمتلكه العدو. كما أن هذه العملية تعيد التأكيد على أن المقاومة، رغم الخسائر التي قد تتعرض لها، قادرة على إعادة تنظيم صفوفها وتنفيذ ضربات مؤلمة في عمق العدو، وبطريقة تُفقده الثقة في أمنه الداخلي.
ووفقا لمحللين أن هجوم "بنيامينا" يشير إلى أن حزب الله يمضي في مسيرة التعافي من صدمة الضربات الإسرائيلية التي تلقاها، فنجاح مسيرة في الوصول إلى هدفها جنوب حيفا لتصيب قاعدة عسكرية لحظة تناول الجنود للطعام، وبالتزامن مع إطلاق صليات صاروخية باتجاه نهاريا وعكا لتشتيت الدفاعات الإسرائيلية وقت الهجوم، يوضح وجود نظام قيادة وسيطرة قام بتنسيق وتنظيم الجهود بين استخدام القوتين الجوية والصاروخية، فضلا عن وجود معلومات استخبارية مسبقة دقيقة بمكان القاعدة المستهدفة،
إضافةً لما تشير إليه بعض التحليلات من معرفة حزب الله جدول تحركات جنود الجيش الإسرائيلي في تلك القاعدة وتناولهم الطعام في ذلك التوقيت وتلك القاعة، كما يعني أيضا من الناحية العسكرية وجود غرفة تحكم للإشراف على توجيه الطائرة خلال رحلة طيرانها، وصولا لإطلاق صاروخ من الطائرة نحو الهدف قبيل اصطدامها به لتفجيره.
كما يرى اغلب المحللين السياسيين، ان الضربة التي استهدفت ضباط وعناصر قوات النخبة في الكيان الاسرائيلي، وفشل الهجوم البري في الجنوب، اخذا يفرضان معادلات جديدة على الأرض. فنجاح المقاومة في نقل المعركة إلى عمق الكيان الإسرائيلي يعزز موقفها التفاوضي، ويضعف قدرة الكيان على فرض شروطه.
إن هذه العملية لن تكون الاخيرة بل ستكون رقم ضمن سلسلة عمليات معقدة كبيرة وصغيره ستنفذها المقاومة ضد العدو على المدى الطويل حتى انهياره.
وجاءت العملية ايضا بعد نشر الخطاب المسجل لسماحة السيد الشهيد حسن نصر الله في رمزية واضحة لاستمرار المقاومة على النهج، وبالمقابل كان توقيت الضربة على العدو صعبا حيث جاءت في عيد الغفران مما يعزز من فعالية الحرب النفسية لضربات المقاومة على الجبهة الداخلية للعدو.
ويعد لواء جولاني من أقوى الألوية في جيش الاحتلال وهو اللواء الوحيد الذي استمر فى العمليات العسكرية منذ تأسيسه، وله أهمية كبيرة لدى قادة الاحتلال، إذ أصبح بمنزلة رأس حربة.
الناشطون والمدونون من المحتلين وصفوا العملية بأنها تحمل رسالة واضحة إلى القيادة الإسرائيلية، مفادها أن قوات حزب الله، لديها القدرة على اختراق أعمق المواقع العسكرية، وأن أنظمة الدفاع المتقدمة مثل القبة الحديدية أصبحت غير قادرة على التصدي لهذه الهجمات المتطورة.
وفي الوقت الذي تحاول فيه القيادة العسكرية في حكومة الاحتلال احتواء تبعات هذا الهجوم، تتزايد المخاوف من تصعيد إضافي في ظل استمرار العمليات البرية والكمائن التي تستهدف القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، وهو ما يزيد من عدد المصابين الذين قد لا يعودون للخدمة العسكرية مجددًا.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال