خلال تسع سنوات تقريباً من الحرب على اليمن، وقعت العديد من المآسي الإنسانية في هذا البلد، وكان موضوع الرعاية الصحية على رأس هذه المآسي. في الواقع كان أحد الإجراءات المهمة للتحالف الذي تقوده السعودية هو إضعاف حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية خلال سنوات الحرب من خلال الحصار الشامل للمناطق التي يسيطر عليها أنصار الله.
إن حصار وتجويع الشعب اليمني هو من أدوات الحرب الوحشية التي يقوم بها التحالف الغربي السعودي المعتدي ضد الشعب اليمني، وتعتبر جرائم الإبادة الجماعية استناداً إلى قوانين الأمم المتحدة من جرائم القتل العمد. وكان الغرض من إبقاء الناس تحت الحصار والجوع خلال هذه السنوات هو قتل أكبر عدد ممكن من اليمنيين وزيادة معاناتهم وجعل حياتهم أكثر صعوبة. وقد استخدم التحالف المعتدي حصار الشعب اليمني وتجويعه كسلاح ضده.[1]
بالإضافة إلى الأمراض الجسدية والمشاكل الصحية بعد الحرب على اليمن، فقد ازدادت أيضًا المشكلات النفسية في هذا البلد ويستغرق الأمر وقتًا طويلاً لإصلاح الحالة النفسية للمنكوبين والمتضررين بالحرب. قال نائب دائرة السكان في وزارة الصحة في حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية المدعومة من أنصار الله، إن 10 ملايين طفل يمني ولدوا وترعرعوا خلال قصف اليمن وحصاره منذ 2015.
من ناحية أخرى قال مطهر الدرويش رئيس اللجنة الطبية العليا اليمنية، إن مرض السرطان والسكري في اليمن تجاوزا المعايير الدولية خلال سنوات الحصار والهجوم على اليمن.
وقال علي جحاف نائب المدير الطبي بوزارة الصحة في حكومة الإنقاذ الوطني اليمني: إن حصار اليمن دفع الأسر اليمنية إلى إعطاء الأولوية في حياتهم لإعداد الطعام وتأجيل احتياجاتها الصحية.
وأضاف: القطاع الصحي يحتاج إلى إعادة فتحٍ كاملةٍ وشاملة للحدود وإنهاء الحصار المفروض على اليمن لإصلاح وتحسين مستوى الخدمات الصحية.
وفي وقت سابق حذر هذا المسؤول الصحي في حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية من أن بلاده على شفا كارثة وأن حياة أكثر من خمسة آلاف مريض كلى في خطر بسبب نفاد الأدوية والمعدات اللازمة لغسيل الكلى.
أعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة الإنقاذ الوطني اليمنية مؤخرًا ، أنه خلال الحرب تم تدمير 162 مركزًا صحيًا في هذا البلد تدميراً كاملاً، وتدمير 375 مركزًا جزئيًا وتعطيلها نهائياً. وخلال هذه الفترة استشهد 66 شخصاً من الكوادر الطبية جراء القصف المباشر لتحالف العدوان وتدمير 70 سيارة اسعاف.[2]
في الأشهر الثلاثة الماضية امتلأت أجنحة المشافي ومراكز الحجر الصحي في صنعاء بمرضى الكوليرا، وهي المرة الثالثة منذ عام 2017 التي تشتد فيها موجة الكوليرا في اليمن ارتفاعاً حاداً في عدد المصابين.
وقال مسؤولو مستشفى السبعين إنه يتم تحويل 140 حالة إلى هذه المراكز يوميًا، 80٪ منها حالات نهائية وخطيرة، حيث تواجه هذه المراكز صعوبات في قبول المرضى.
تختلف حالة المرضى الذين استطاعوا الاستفادة من الخدمات الطبية، فبعضهم في حالة خطيرة والبعض الآخر في حالة متوسطة، وقد قال الأطباء إنه إذا لم يتم حقن الأدوية عن طريق الوريد لبعض المرضى، فإن حالتهم ستكون خطيرة، وهناك احتمال لوفاتهم، ومعظم المرضى يعانون من أمراض الكلى نتيجة جفاف واضطراب في وظائف الكلى. وطالبوا المجتمع الدولي بوقف الاعتداءات التي تلوث المياه والبيئة والقتل الجماعي للشعب اليمني.[3]
الوضع الحالي في اليمن يعاني من الارتفاع في الأسعار، وندرة البضائع وانتشار الأمراض وهناك صعوبة على جميع اليمنيين في الحصول على الاحتياجات الأساسية للعيش. التحالف المعتدي بقيادة الولايات المتحدة ليس لديه رغبة في التخفيف من معاناة الشعب اليمني، بل على العكس يعارضون صراحة دفع رواتب الموظفين من ثروة اليمن الوطنية ويشددون الحصار ويصفون المطالب القانونية لليمنيين بأنها غير عملية. هم يحاولولن استغلال معاناة الشعب لاستخدام القوى الداخلية اليمنية لتحقيق أهدافهم وضمان عدم وقوع هجمات صاروخية وجوية على منشآتهم. هذه المعادلة ليست عادلة بأي شكل من الأشكال ولا يخفى على أحد أن عداء تحالف العدوان الأمريكي مستمر في محاصرة الشعب اليمني وإبقائه جائعًا من أجل منع وصول الوقود والأدوية والأغذية والسلع الأساسية إليهم والسماح فقط لبعض الرحلات الجوية وتوزيع كميات قليلة من الوقود، و وضع العديد من الاحتياجات الأساسية للشعب اليمني في قائمة العقوبات ومنع دخول السفن التي تحمل تلك بضائع إلى ميناء الحديدة.
لذلك الآن فيما يتعلق بإعادة الافتتاح الجزئي لميناء الحديدة يجب زيادة نشاط أنصار الله في تسريع استيراد الأدوية وأيضًا زيادة الضغط على المؤسسات الدولية [4] بحيث يمكن بهذه الطريقة تعويض فترة الحصار إلى حد ما وتحقيق الاستقلال النسبي لليمن .
حکیمة زعیم باشی
[1] . yemenstudies_ir@
[2] . https://www.irna.ir/news/85037074
[3] . https://fa.alalam.ir/news/4111331
[4] . yemenstudies_ir@
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال