ضرورة نزع السلاح النووي لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي 460

ضرورة نزع السلاح النووي لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي

بعد عملية طوفان الأقصى انشغل الكثير من المحللين في العالم العربي وقد أصبحوا على دراية بجرائم جيش الاحتلال بموضوع أمن السكان في غزة وغيرها من المناطق الفلسطينية المحتلة. وهذا القلقُ نابعٌ من إدراك الطابع الإجرامي للنظام والذي تجلى في سجله الدنئ على مر السنوات. وبعد مرور عام تقريبًا على عملية " طوفان الأقصى" لا يزال جيش الاحتلال يرتكب جرائم بحق الشعب الفلسطيني المظلوم والمسالم ويقوم بتوسيع نطاق عملياته ليشمل بالإضافة إلى فلسطين استهداف الشعب في لبنان والعراق وسورية واليمن.(1) في هذا المقال سنسعى لتسليط الضوء على الأبعاد غير الإنسانية لأسلوب عمل النظام ضد المدنيين العاديين وسنؤكد على موضوع ضرورة نزع سلاح هذه العصابة المجرمة الحاكمة.

استخدام التكنولوجيا الحديثة ضد المدنيين
واحدة من القضايا التي شهدناها في الأسابيع الأخيرة وخاصة في لبنان هي استخدام التكنولوجيا الحديثة والطرق الجديدة في عمليات الاغتيال ضد المدنيين. هذه الأساليب الجديدة التي ظهرت بشكل خاص في قضية انفجار أجهزة الإرسال الخاصة بمتطوعي حزب الله والمدنيين اللبنانيين قدمت أبعادًا جديدة من الوحشية عند النظام الإسرائيلي بالنسبة للمدنيين.(2) هذه الطريقة في الاغتيال التي تركزت على تفجير أجهزة الإرسال الخاصة بالمواطنين اللبنانيين أظهرت أن النظام الإسرائيلي ليس لديه التزام حقيقي بحيازة الأدوات الحديثة والأسلحة الاستراتيجية وأنه في خضم حروبه سيتجاهل أي إجراء لتحقيق أهدافه هذه الخاصية في النظام قد أثارت قلق العديد من المحللين السياسيين حول مستقبل الحروب التي يخوضها.

استخدام الأسلحة الغربية
إن استخدام جيش الاحتلال لأحدث الأسلحة الغربية المستوردة ليس موضوعًا خفيًا على أحد. استخدام الطائرات الحربية الأمريكية والقنابل الحديثة القادرة على تدمير الملاجئ، والتي استخدمت في محاولة اغتيال السيد حسن نصر الله،(3) أظهر مجددًا أن الولايات المتحدة هي الداعم الرئيسي لتصعيد الحرب في منطقة غرب آسيا، حيث يعرف الجميع أن استخدام الأسلحة الغربية يتطلب تصريحًا من الحكومة الأمريكية. إن استفادة النظام من أحدث المعدات الغربية واستخدامها بلا قيود تدل على آلة حربية بلا كوابح ولا ضوابط ولا تعرف حدودًا.

السلاح النووي
أصبح النظام الإسرائيلي معروفًا كدولة نووية دون الالتزام بالانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ومنذ سنوات يمتلك قنبلة ذرية. هذه الحالة النووية منحت النظام القدرة على الردع العالية لممارسة أعماله الوحشية. إن الدعم غير المشروط من الدول الغربية هو السبب في شعور الاحتلال بالاطمئنان. إذ تمثل الشيكات المفتوحة والتمويل المباشر من الولايات المتحدة لتعزيز الأمن بالنسبة للاحتلال مصدر تهديد للبشرية، لأن الحكومة الإسرائيلية بسجلها غير الأخلاقي وطبيعتها الإرهابية قادرة على استخدام أخطر الأسلحة في العالم. هذا الضوء الأخضر مُنح لنظام الاحتلال في وقت تعاني فيه دول أخرى حول العالم من أقسى الرقابات على استخدام الطاقة النووية مثل إيران التي كانت لعقود تحت أشد العقوبات فقط بسبب احتمالية إنتاج أسلحة نووية في المستقبل كما يزعمون.

خلاصة القول، يجب القول إن النظام الإسرائيلي منذ العام الماضي وبعد عملية "طوفان الأقصى" يقوم رسميًا بارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني واللبناني حيث أسقط عشرات الآلاف من الأبرياء لتحقيق أهدافه العدوانية.(4) هذا النظام لا يستحق استخدام الأسلحة الحديثة بأي شكل من الأشكال لعدم تمتعه بالمسؤولية والالتزام الأخلاقي لاستخدام هذه الإمكانيات بطريقة مشروعة. يجب على المنظمات الدولية أن تتدخل بصورة جدية في مجال اتخاذ الإجراءات القانونية ضد النظام الإسرائيلي ومنع الاستخدام غير المشروع للمعدات الغربية ضد الشعوب المسالمة في غرب آسيا. بالإضافة إلى ذلك يجب على دول غرب آسيا العمل بجد على إلزام النظام بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ومراقبة الأنشطة النووية للنظام لضمان شفافيتها للوكالة الدولية للطاقة الذرية. في هذه الحالة سيدخل النظام الإسرائيلي في دورة المراقبة الدولية ويمكن أن نأمل أن تظهر الأبعاد المخفية لبرامجه النووية كما أن نزع سلاح هذا الكيان هو عملية طويلة الأمد ويجب أن تُنفذ بشكل مباشر وتدريجي.

امیرعلي یگانة


1.https://www.aljazeera.com/news/liveblog/2024/10/4/live-israeli-bombs-rain-down-on-lebanons-beirut-gaza-occupied-west-bank
2.https://www.cnn.com/2024/09/27/middleeast/israel-pager-attack-hezbollah-lebanon-invs-intl/index.html
3.https://responsiblestatecraft.org/us-weapons-gaza/
4.https://www.recna.nagasaki-u.ac.jp/recna/en-nwdata/list_of_nuclear_2021/israel2021_en
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال