بدأت شرارات الثورة الإسلامية بحركة شجاعة من الإمام الخميني (رحمه الله) عام 1963م وانتهت بانتصاره عام 1979. و مثلما أظهر الإمام الشجاعة في قوفه مع الشعب حتى إعلان الإنتصار، تطلب استمرار الثورة أيضًا الشجاعة. ومنذ بداية الثورة استمرت هذه الشجاعة في مشاهد مختلفة من قبل أبناء الثورة بالوقوف أمام المستكبرين في دفاعهم المقدس في المناطق الحدودية وضد الانقلابات، وتابعوا بنفس الطريقة من خلال القتال ضد الأشرار والإرهاب الإقليمي والدولي.
يبدو أن أحد أسباب الدفاع عن هذه الثورة من قبل رجال أرضنا الأبطال في إيران، هو المعرفة العميقة التي كانت لدى هؤلاء الأعزاء حول الثورة. من المرشد الأعلى للثورة الذي كان قائداً لهذه الثورة بعد القائد العظيم للثورة الإسلامية إلى الشهيد اللواء الحاج قاسم سليماني، الذي كان قائد الراية لهذه الثورة، وبقية الشهداء والمحاربين الحقيقيين في الكفاح ضد القهر والغطرسة والظلم الذين قد أوصلوا هذه المعرفة إلى أقصى حد. شهداء الدفاع المقدس هم المصداقية الموضوعية لهذا الحد الأعلى من المعرفة لأنهم ضحوا بحياتهم بأمر من قائد إلهي لاتخاذ خطوة إلهية وظهور حضرة القائد لإقامة حكومة إلهية. هذا هو السبب في أن سلوك وكلام الشهداء تجاه هذه الثورة كان أحد أهم الأدوات المهمة لفهم هذا الكنز الإلهي.
تحدث الشهيد قاسم سليماني، بصفته حامل الراية لهذه الحركة في مرات عديدة خلال فترة الدفاع المقدس أو في أماكن مختلفة، عن بعض النقاط حول ملامح الثورة التي يمكن أن تكون منارة للتعرف عليها. لهذا السبب نريد الإطلاع على بعض أحاديثه عن الثورة الإسلامية:
الثورة الإسلامية؛ عامل أساسي في صعود وتطور العالم الإسلامي
لا يخفى على أحد أن الإسلام الحقيقي، بالإضافة إلى التعاليم الدينية، له أيضًا مفاهيم مهمة مثل الجهاد ومحاربة الظلم وما إلى ذلك. قبل الثورة الإسلامية كان الإسلام يقتصر على الصلاة والصيام و.. وكان الناس في العديد من الدول الإسلامية يتبعون ظاهر الدين فقط. وعبّر الشهيد سليماني عن الحركة التصاعدية للإسلام بعد الثورة الإسلامية بقوله:
"منذ انتصار الثورة الإسلامية ووصول الإمام، بدأ الاتجاه التصاعدي للعالم الإسلامي بالظهور، حيث سبقها حركة رجعية وحركة هبوط حاد للعالم الإسلامي، وبعد ذلك تحولت إلى حركة صاعدة. إن الإمام هو الذي أنقذ العالم الإسلامي من الإنحدار ودفعهُ نحو الصعود بعمله وسعيه الشجاع وكفاحه الذي لانظير له.
الإمام في الخط الأول في مواجهة الصهيونية
ربما كان أول من قاتل الصهيونية على نطاق منظم وواسع هي الثورة الإسلامية وفكرها المقاوم، ولم تكن فقط جبهة النضال ضد الكيان الصهيوني ولكن أيضًا ضد العديد من الظالمين الآخرين في العالم، وتم تشكيل حاجز صلب أمام الشيطان الأكبر وهو أمريكا والظالمين الآخرين الإقليميين والداعمين للإرهاب. وكان الحاج قاسم يقول عن هذا:
جمال عبد الناصر لم يجرؤ على اطلاق صاروخ واحد على تل ابيب وقد كانوا في حالة حرب وتم احتلال صحراء سيناء، ولم يكن لديه الشجاعة للقيام بذلك، لكن عندما جاء الإمام حوّل الحجارة إلى صواريخ جاء الإمام وأعطى هذه الشجاعة للمقاتلين ضد الصهاينة. كانت هذه هي المرة الأولى التي يضرب فيها صاروخ على تل أبيب ... "
الثورة معتقد وفكر
حقيقة أن للثورة روح وهي فكرٌ ومعتقدٌ، نقطةٌ مهمة للغاية ويجب أن ننتبه إليها. يمكن دائمًا إعادة إنتاج الفكر، ولهذا السبب تم تصدير العديد من مفاهيم الثورة الإسلامية إلى دول أخرى. إذا كان أي شخص في موقعه يؤمن بهذه القضية ويعمل على هذا الأساس سواء في الداخل أو في الخارج، فإن الثورة والتفكير الثوري سينتشران بشكل أسرع في العالم. يعبّر شهيد سليماني عن هذه المسألة باهتمام خاص ويقول:
"يحكى عن صدور الثورة، إن الثورة نفسها لها إطار افتراضي ولا يمكن المساس بها. الثورة فكرٌ و ليست جسد. لقد تبلورت قضية صدور الثورة في بُعدين، إحداهما بنية هذا النظام، أما البعد الثاني فهو في إطار المثال والنموذج الذي كان في غاية الأهمية ... فالجمهورية الإسلامية الإيرانية نفسها تعتبر نموذج. ولكن ضمن هذا النموذج الذي قدمته إيران، أيضاً طورت أنماطًا كان لها تأثير أساسي على الثورة والتحول في العالم الإسلامي ... "
النظام والحفاظ عليه مسألة ذات أولوية بالغة
كان جندي الإمام الخميني، الحاج قاسم سليماني من أولئك الذين فهموا تفكير الإمام الخميني جيدًا. ولهذا السبب من خلال تحليل خطاباته، نفهم العديد من أقوال الإمام والقائد. يتحدث عن البيان المهم للقائد العظيم للثورة الإسلامية حول أهمية الثورة:
"اليوم الدفاع عن النظام الإسلامي مساوٍ للدفاع عن الإسلام. لماذا قال الإمام إن الدفاع عن النظام من أكثر الواجبات بل أنه من أهمها ؟ لقد اعتبرها واجبة أكثر من الصلاة، إذ إن الصلاة اذا انقضى وقتها فمن الممكن أن تؤديها مرة أخرى. ولكن اذا تضرر النظام ستتضرر الصلاة وسيتضرر الدين كله".
النظر والتطلع للمستقبل
الشهيد سليماني ما زال يأسر عقول وأفكار كل الناس بطريقة خاصة. حيث يذهب البعض إلى الحاج قاسم ويقصدون مزاره بقصد الشفاء أو لحل أمورهم الدنيوية وبعض المشاكل. الحاج قاسم كنز مخفي ، وبفضل روحه السامية وباستخدام ما أعطانا إياه من أقوال وحكم وسلوكيات، يمكننا تصدير الثورة الإسلامية إلى ما وراء الحدود وإلى أعماق النفوس لدى شعوب العالم. بشرط أن نكون خلف القائد ونعمل بتعاليمه، ونتعرف على الثورة بشكل صحيح ونقدرها.
محمد جواد قائدي
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال