"طوفان الأحرار" لنصرة أنبل قضية في التاريخ .. دعم جماهيري واسلامي واسع
يأتي يوم القدس العالمي هذا العام وسط اسوأ وأصعب ظروف حياتية وصحية وانسانية يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة الذي يشهد أهله إبادة حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
ويتم إحياء يوم القدس العالمي هذا العام تحت عنوان "طوفان الأحرار" حيث تتواجد القدس في عواصم ومدن القارات الخمس، وفي خضم العدوان على قطاع غزة يجري الحديث عن هذا اليوم من قبل الشعوب المتضامنة مع القضية الفلسطينية، باعتبارها أنبل قضية في التاريخ هذا وتحدث قادة دول محور المقاومة بمناسبة "يوم القدس العالمي"، موجّهين التحية لصمود المقاومة والشعب الفلسطيني، ومؤكدين أنّ ملحمة "طوفان الأقصى" هزمت الكيان الإسرائيلي ومشروعه وداعميه وخصوصاً أميركا، وأنه أصبح "طوفان أحرار" يزداد ويقوى.
حيث شدد الأمين العام لحزب الله على أنّ "ملحمة طوفان الأقصى وضعت الكيان علی حافة الهاوية والسقوط النهائي والزوال"، موضحاً أنّ "ملامح هذا الأمر ستظهر مع الوقت".
كما شدد السيد نصر الله أيضاً، علی أنه "يجب أن نعمل لنخرج من هذه المعركة منتصرين ثابتين"، وأن "تُلحق الهزيمة بالعدو وكل من يقف خلفه ويجب البناء علی ذلك".
أما رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية قال بدوره، إنّ "القدس اليوم تعيش لحظة تاريخية، بعدما بعث طوفان الأقصی أملاً بحتمية انتصارها وتحريرها".
وأكّد هنية أنّ عملية "طوفان الأقصی" شكلت "ضربة استراتيجية أعادت الصراع الی طبيعته"، وأزال الأقنعة عن الوجوه "المتخفية وراء سلام زائف".
كما قدّم هنية في ختام كلمته التحية لجبهات محور المقاومة المشتعلة علی طول خط المواجهة مع العدو، ولشعوب الأمة الموحدة مع فلسطين وغزة.
بدوره، قال الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي، زياد النخالة، إنّ "أبناء غزة يقفون بصمود أسطوري في مواجهة قوی الشر، المتمثلة بكيان الاحتلال وداعمته الولايات المتحدة وحلفائها".
وشدّد الأمين العام لحركة الجهاد علی أنه "يجب التمسك بوحدة المقاومة ووحدة ساحاتها، في مواجهة مشروع تفتيت المنطقة لصالح المشروع الصهيوني".
وفيما قال إنّ "معركة طوفان الأقصی مايزت بين الدول"، شدّد النخالة علی أنّه "ما زلنا في منتصف المعركة وعلينا جميعاً بذل كل ما باستطاعتنا لدعم فلسطين".
وشدد النخالة في ختام كلمته علی أنه يجب أن يكون يوم القدس العالمي "محطة نعزز فيها وحدة شعبنا ومقاتلينا ووحدة أهدافنا"، مؤكّداً أنّ "غزة باقية بأهلها ومقاوميها، وستبقی علامة فارقة وستصمد وستقاوم وستنتصر".
من جهته، رأی الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أنّ "العمليات التاريخية التي قام به الفلسطينيون، أوصلت جيش الاحتلال المجرم إلی العجز".
وأكّد أنه "أصبح واضحاً للجميع اليوم أنّ هذا الكيان، هو أوهن من بيت العنكبوت".
كما رأی رئيسي أنّ "هذا الكيان هو أقرب اليوم، من أي وقت مضی إلی الانهيار الداخلي"، مشيراً إلی أنّ "المسيرات في المنطقة والعالم شكلت حصاراً إعلامياً له".
وتناول الرئيس الإيراني الهجوم الإرهابي علی القنصلية الإيرانية في دمشق، وأكّد أنه "لن يبقی من دون رد"، وأنه "يدل علی قمة فشل وضياع هذا الكيان".
كذلك قال قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي: "نسعی لتطوير قدراتنا الصاروخية والبحرية من أجل دعم الشعب الفلسطيني أكثر".
وشدّد السيد الحوثي علی أنّ "الخيار الوحيد الناجح في مواجهة العدو، هو الجهاد الذي اثبت جدواه في لبنان وغزة".
ورأی أنّ "الاحتلال عجز عن تحقيق أي من أهدافه في غزة، أو أي صورة للنصر بعد ستة أشهر من العدوان، بل كرّس صورة بشعة للاجرام".
وتأتي أهمية هذا اليوم لإعادة التذكير بالقضية الفلسطينية ومركزيتها في العالم العربي والإسلامي وبحضورها وبحضور القدس كعنوان لها، وهو استهداف مباشر للعمود الفقري للمشروع الصهيوني إضافة إلى دعم المقاومة والنضال الفلسطيني باعتبارها هي التي تحفظ القضية.
كما تحول يوم القدس العالمي إلى رمز للتضامن الإنساني مع القضية الفلسطينية، ما أعطاه أهمية خاصة وأثراً إيجابياً غير مسبوق في مسار الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي حيث يشهد هذا اليوم تجمعاً للأصوات المختلفة من كل أنحاء العالم، التي تؤكد على أن القدس ليست مجرد مدينة، بل هي رمز لمعاناة الشعب الفلسطيني والتي استمرّت أكثر من 75 عاماً تحت وطأة الاحتلال.
إنه من الضروري اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن تنظر الأوساط الدولية، ومجلس الأمن الأممي، ومحكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية في العناصر المكونة للإبادة الجماعية والقتل الجماعي اللذين يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة؛ بغية اتخاذ إجراءات رادعة وعقابية فعالة في هذا السياق.
وتحضيرا ليوم القدس العالمي دعت اللجنة العليا لنصرة الأقصى الخميس، للخروج الجماهيري الأكبر والأوسع في العاصمة صنعاء والمحافظات إحياء لهذا اليوم وحددت اللجنة في بيان لها، ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، مكاناً للخروج المليوني، عقب صلاة الجمعة، لإحياء ليوم القدس العالمي.
إن للاستعداد ليوم القدس العالمي والتظاهرات المصاحبة أهمية كبيرة، فهي لا تشكل منصّة للتعبير عن التضامن مع القضية الفلسطينية فحسب، بل تعمل أيضاً كآلية لممارسة الضغط الاقتصادي والسياسي كما يسلّط تأثير هذه الأنشطة، إلى جانب المقاطعة العربية والإسلامية للشركات الداعمة للحرب على غزة، الضوء على قوة العمل الجماعي في السعي إلى تحقيق العدالة والسلام. ومع اقتراب الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، يتعيّن على المجتمع الدولي أن يولي اهتماماً وثيقاً بهذه الأحداث وتداعياتها على الصراع في الشرق الأوسط.
يذكر أن يوم القدس العالمي تم اقتراحه من قبل الإمام الخميني قدس سره الشريف، في آب من العام 1979، بعد شهور قليلة من انتصار الثورة الإسلامية، والتي أعلنت منذ أيامها الأولى احتضان القضية الفلسطينية وعدم اعترافها بالكيان الصهيوني ومحاربة الاستعمار والاستكبار العالمي.
وتشارك شعوب العالم الشعب الفلسطيني إحياء يوم القدس هذا العام، وغزة تواجه الحرب الأعنف والأطول والأشرس في تاريخ الصراع مع الاحتلال، بصمود ومقاومة أسطورية مدعومة من جبهات الإسناد المتسلحة بالإيمان والحكمة والشجاعة، إضافة لمسيرات التضامن خاصة في أوروبا والولايات المتحدة، دعماً لعدالة القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني في غزة والقدس والضفة الغربية.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال