عداوة المملكة العربية السعودية العميقة الجذور لحزب الله اللبناني 19

عداوة المملكة العربية السعودية العميقة الجذور لحزب الله اللبناني

منذ بداية تأسيس المملكة العربية السعودية وحتى يومنا هذا، فإنها زعزعت استقرار المنطقة بسياساتها العدائية. ومع الإطاحة بقاعدة الجًنْدَرْمة الوحيدة في المنطقة بعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، تولت المملكة العربية السعودية دور الفاعل الوسيط في ظل حصولها على الكثير من إيرادات بيع النفط. إن المملكة بامتلاكها للفكر الوهابي والتكفيري حوّلت جزءا من الحرب ضد دول المنطقة إلى المواجهة مع أيديولوجية الثورة الإسلامية من أجل اللعب في أرض نتاجها قتل الأبرياء واحتواء الثورة الإسلامية حسب ما تزعم.
ومع صعود ولي العهد السعودي الأمير بن سلمان إلى السلطة ازداد دور البلاد في صنع الأزمات في المنطقة أكثر من أي وقت مضى، حيث تسبب بن سلمان في جلب الفوضی والفتنة إلى كل بلد تدخل في أموره. من الواضح أن ولي العهد كشخص عديم الخبرة وأناني يلّح على وضع المشاكل أكثر تفاقما في الشرق الأوسط، بحيث إن الغزو الذي تقوده السعودية ضد اليمن في هذا الوقت هو واحد من أكثر الجرائم دموية وشناعة.
إن نوایا السعودية الخبیثة في المنطقة لا تشمل اليمن فحسب، بل لم یکن لبنان في مأمن من أذى المللكة وسیاساتها التدخلیة في كل مرة شهد أزمات داخلیة. وتختلف أساليب التدخل السعودية في لبنان مما يعني أنها تشتمل علی المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والقضائية في البلاد. كما استمر اتجاه العقوبات السعودية المناهضة للبنان في الارتفاع على مدى العقد الماضي إلى أن أصبحت العلاقات بين الرياض وسعد الحريري متوترة بشكل غير مسبوق. وبعد اختطاف سعد الحريري في الرياض عام 2017 وإصدار بيانه ضد حزب الله تحت ضغط من السعوديين ومن ثم الاستقالة من منصب رئيس وزراء لبنان على الأراضي السعودية، دخل العداء السعودي مع لبنان مرحلة جديدة. بشكل عام، تكمن المشكلة السعودية مع لبنان في وجود جماعات المقاومة وحركات التحرر الوطني، بما في ذلك حزب الله، ومطالبة الرياض النهائية في المنطقة هي ضمان أمن الكيان الصهيوني وخدمة المشاريع الأمريكية ولو على حساب تدمير الأمة العربية الإسلامية.
وفي حين أن مبادرة حزب الله في استيراد الوقود من إيران كانت بمثابة إحباط السياسات الأمريكية الصهيونية السعودية، إلا أن نشر تصريحات قرداحي بشأن التدخل العسكري السعودي في اليمن والدفاع عن الشعب اليمني وذلك قبل تولّيه منصب وزير الإعلام اللبناني، أثار العضب السعودي إزاء لبنان مرة أخرى.
واستقال قرداحي دون اعتذار حرصا على مصالح بلده، لكن هدف النظام السعودي هو أكثر من مجرد استقالة وزير في لبنان وهو ما يتضح تماما من البيان المشترك الذي أصدرته الرياض والمنامة خلال جولة بن سلمان الإقليمية الأخيرة، حيث أكدت الدولتان في تصريحات تدخلية “الحاجة إلى إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة للبنان” واحتكار الأسلحة في أيدي الحكومة الشرعية للبلاد فقط. كما واصلت المملكة العربية السعودية والبحرين اتهاماتهما ضد حركة «حزب الله» اللبنانية بأنها “إرهابية” واعتبرتاها أحد أسباب انعدام الأمن وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو هل المملكة العربية السعودية التي تتدخل في شؤون اليمن منذ عام 2015 بتشكيل تحالف عربي، قد تسببت في عدم الاستقرار وانعدام الأمن في لبنان، أو حزب الله اللبناني؟!

المصدر ؛iuvmpress.news

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال