اغتيال هنية على يد نظام الاحتلال الإسرائيلي قد يترتب عليه تبعات وآثار كبيرة لنتنياهو. تتجاوز تبعات هذا الاغتيال بمجرد إزالة هنية كرد فعل على الهجمات الأخيرة وتتضمن جوانب سياسية ودبلوماسية.
أولاً، تأثير هذا الاغتيال على مفاوضات وقف إطلاق النار.
يواصل نتنياهو مساعيه من أجل الحفاظ على موقعه السياسي وتقويض مفاوضات وقف إطلاق النار بشكل منهجي. ومع اغتيال هنية لن يتم فقط تعطيل هذه المفاوضات عمليًا، بل سيحصل نتنياهو أيضًا على الفرصة الكافية للاستمرار في الحرب وتعزيز موقعه. هذه الوضعية تتيح له التأكيد على عدم وجود اتفاق لوقف إطلاق النار واستخدام الوضع الانتقامي كوسيلة لتعزيز سلطته.
ثانيًا، تأثيرات هذا الإجراء على دبلوماسية إيران وأمريكا.
بعد عملية الاغتيال تقل احتمالات تحسين العلاقات الدبلوماسية بين هذين البلدين بشكل كبير. يمكن أن تؤدي التوترات السياسية الناجمة عن الاغتيال إلى استمرار الأزمات التي تؤثر على الدبلوماسيات السابقة. حيث تسعى إسرائيل إلى منع أي انفتاح دبلوماسي ويُستخدم هذا الاغتيال كوسيلة لتحقيق هذا الهدف.
ثالثًا، قد يؤدي اغتيال هنية إلى الحرب التي يسعى إليها نتنياهو..
يمكن أن يعزز هذا الإجراء موقف إيران كقوة إقليمية، ويزيد من احتمالات الرد السياسي أو العسكري من قبل إيران. هذه الوضعية قد تؤدي إلى صراع أوسع في المنطقة يطال إسرائيل وقد يجر الولايات المتحدة أيضًا إلى صراعات جديدة.
أخيرًا، قد يضع هذا الاغتيال كامالا هاريس في موقف صعب.
إذا تمكن نتنياهو من بدء حرب إقليمية قبل أي تحول في سياساته، فستُحشر هاريس في زاوية رد فعلها تجاه هذا الإجراء، مما قد يجبرها على دعمه. في هذا السيناريو قد يتعرض بايدن وإدارته أيضًا للضغط للتوافق مع سياسات نتنياهو في حين تزداد مخاطر نشوب حروب جديدة في الشرق الأوسط.
بشكل عام، لا يترتب على اغتيال هنية تبعات سياسية وعسكرية فقط، بل قد يؤدي أيضًا إلى تصعيد التوترات الدبلوماسية وفشل الدبلوماسيات المحتملة. على الرغم من أن نتنياهو قد يستغل هذه الوضعية إلا أن المخاطر والعواقب قد تتجاوز حساباته.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال