عدوان أمريكي بريطاني على العاصمة اليمنية.. ماذا وراء استهداف صنعاء؟ 1

عدوان أمريكي بريطاني على العاصمة اليمنية.. ماذا وراء استهداف صنعاء؟

في تصعيد جديد، شنت طائرات العدوان الأمريكي البريطاني غارات مكثفة على مواقع استراتيجية في صنعاء وعمران، هذا التحرك يأتي في إطار حملة أوسع تشنها الولايات المتحدة في المنطقة، بالتزامن مع صراعها لدعم الكيان الصهيوني في عدوانه على غزة ومع ازدياد التوترات مع حزب الله في لبنان.

وأوضحت قناة المسيرة، أن طيران العدوان الأمريكي البريطاني شن 4 غارات على منطقة جربان بمديرية سنحان بمحافظة صنعاء وغارة على منطقة الحفا بالعاصمة صنعاء.

كما شن طيران العدوان الأمريكي البريطاني غارتين على مديرية سفيان في عمران.

وشن طيران العدوان الأمريكي البريطاني، مساء السبت، 3 غارات على منطقتي النهدين والحفاء بمديرية السبعين في العاصمة صنعاء بالتزامن مع تحليق مكثف.

ويواصل التحالف الأمريكي البريطاني عدوانه على اليمن دعما للكيان الصهيوني، في محاولة منه لثني اليمن عن إسناد الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية منذ أكثر من عام.

وأظهرت مواقع تتبع الملاحة الجوية طائرة تابعة للبحرية الأمريكية من نوع P-8A Poseidon التي تستخدم لمهام التجسس والقصف وهي تدخل أجواء السعودية بعد نحو نصف ساعة من العدوان على اليمن.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) شن مقاتلات أمريكية غارات جوية عدة ليل السبت على منشآت تخزين أسلحة متطورة تابعة لأنصار الله، وقال مسؤول دفاعي أمريكي للوكالة الفرنسية إن الأسلحة كانت تُستخدم لمهاجمة سفن عسكرية ومدنية في البحر الأحمر وخليج عدن.

بدورها نقلت شبكة CNN عن مسؤول دفاعي أمريكي أن المنشآت كانت تحتوي على أسلحة تقليدية متطورة تُستخدم في استهداف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة استخدمت طائرات مقاتلة لتنفيذ الهجوم.

والشهر الماضي، أفادت الشبكة بأن الولايات المتحدة عززت وجودها العسكري في المنطقة في خضمّ حرب إسرائيل في غزة ومع حزب الله في لبنان. وتشمل القوات الأمريكية في المنطقة مجموعة حاملة طائرات، وعدة مدمرات صواريخ موجهة إضافية، ومجموعة جاهزة للإنزال البرمائي، ووحدة استكشاف بحرية ومجموعة واسعة من الطائرات، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والهجومية.

و"تضامناً مع غزة" التي تواجه حرباً إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي، يستهدف أنصار الله بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي، كما ينفذون هجمات بصواريخ ومسيّرات على إسرائيل، بينها عمليات استهدفت تل أبيب.

ومنذ مطلع العام الجاري يشن تحالف تقوده الولايات المتحدة غارات يقول إنها تستهدف "مواقع لأنصار الله" في مناطق مختلفة من اليمن، رداً على هجماتها البحرية، وهو ما قوبل بردّ من الحركة من حين إلى آخر.

ومع تدخّل واشنطن ولندن واتخاذ التوتر منحى تصعيدياً في يناير/كانون الثاني، أعلنت أنصار الله أنها باتت تعتبر كل السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.

واوضحت مصادر عسكرية، بأن الغارات التي شهدتها صنعاء، جاءت على مرحلتين، استهدفت خلالها معسكر لواء الصواريخ بمنطقة "النهدين" ومعسكر "الحفا" وجبل "عطان" جنوبي العاصمة صنعاء، بأربع غارات جوية، وسط تحليق لطائرات الاستطلاع غير المأهولة.

وذكرت المصادر أن المقاتلات الأمريكية عادت مجددًا عقب مرور بضع ساعات، إلى شن خمس ضربات أخرى، طالت إحداها معسكر "الحفا" من جديد، فيما تركزت الغارات الأربع الأخرى على معسكر "جربان"، بمديرية سنحان بمحافظة صنعاء، شرقي أمانة العاصمة.

وأشارت المصادر إلى غارتين جويتين استهدفتا موقعًا جبليًّا تابعًا لأنصار الله في جبال مديرية حرف سفيان، شمالي محافظة عمران، على الحدود مع محافظة صعدة.

وقالت المصادر العسكرية ان معسكرات "النهدين" و"الحفا" وجبل "عطان"، تحوي مخازن محصنة، وأنفاقًا جبلية منذ عهد الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، قبل أن تطوّرها أنصار الله وتجري أعمال توسعة عليها، خلال الأعوام الماضية، ما حوّلها إلى ورش ومعامل تصنيع وتخزين الصواريخ والطائرات المسيرة.

وسبق أن استهدفت القوات الأمريكية معسكر "الحفا" بصنعاء منتصف أكتوبر المنصرم، في هجوم نوعي استهدف خمسة مواقع تستخدمها الحركة لتخزين الأسلحة الإستراتيجية تحت الأرض، بوساطة مقاتلات B-2 المعروفة بـ"قاذفات الشبح" للمرة الأولى منذ بدء العمليات العسكرية ضد مواقع أنصار الله.

ورجّحت المصادر أن تكون الغارات العنيفة التي شهدتها صنعاء خلال الساعات الماضية، قد نُفذت بوساطة "قاذفات الشبح" الإستراتيجية التي تمتاز ذخيرتها الفتاكة باختراق التحصينات الأرضية، وذلك بهدف الوصول إلى مخازن صواريخ أنصار الله في المناطق الجبلية.

في غضون ذلك أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله محافظ ذمار محمد البخيتي "ان الغارات الامريكية البريطانية المستمرة على صنعاء لن تثنينا عن مواصلة عملياتنا العسكرية المساندة لغزة، وأضاف أن "أي رهان على وقفها هو رهان خاسر."

من جانبه قال حسن العزي عضو المكتب السياسي لأنصار الله " ان الاستهداف المتكرر لصنعاء بما لها من قداسة في الضمير والوجدان اليمني يؤكد أن امريكا قد اختارت طريق التصعيد وهذه لاشك حماقة مكلفة للغاية".

وأضاف العزي " تتحمل أمريكا كامل المسؤولية عن كل ما يستدعيه سلوكها العدواني من تصعيد مضاد وتعقيدات إضافية".

وفي خضم التحركات الأمريكية المتصاعدة للتصعيد ضد اليمن بهدف إضعاف دورها في دعم القضية الفلسطينية، برزت مؤخراً تصريحات أمريكية صريحة تُقر بفشل واشنطن في احتواء اليمن وتحقيق أهدافها، واعتراف بأن وقف العدوان على غزة قد يكون السبيل الوحيد للحد من الهجمات اليمنية.

اليمن، التي أثبتت قدرتها على الصمود، تمكنت بفضل استراتيجياتها من إحباط المخططات الأمريكية، وستواصل، وفق مواقف قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، دعمها الثابت للمقاومة الفلسطينية.

هذا الصمود أكده قادة عسكريون ودبلوماسيون أمريكيون على رأسهم الجنرال فرانك ماكنزي، القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية، الذي وصف الوضع بوضوح قائلاً إن "أنصار الله" هزموا إدارة بايدن، وأن السيطرة اليمنية على باب المندب تُهدد المصالح الأمريكية.

وفي السياق ذاته، يرى السفير الأمريكي السابق لدى اليمن، جيرالد فايرستاين، أن الوسيلة الأكثر فعالية أمام واشنطن لكبح الهجمات اليمنية هي وقف إطلاق النار في غزة، في إقرار ضمني بأن الحل العسكري بات غير مجدٍ، وأن محاولات التصعيد الاقتصادي ضد اليمن ستفشل دون توقف العدوان على غزة.

هذه التصريحات، بما تتضمنه من اعترافات ضمنية، تعكس حجم الإخفاق الأمريكي في محاولات احتواء صنعاء، سواء خلال فترة إدارة بايدن أو في عهد ترامب، حيث لم تُفلح الضغوط العسكرية أو الاقتصادية في الحد من تأثير اليمن المتصاعد في المنطقة، ودوره في دعم طوفان الأقصى والعمليات المؤازرة للشعبين الفلسطيني واللبناني، وهو ما تؤكده تصريحات السيد الحوثي وعمليات الجيش اليمني المتواصلة.

يتزايد القلق الأمريكي مع نمو قوة الجيش اليمني التي تحد من نفوذ واشنطن العسكري في المنطقة. وقد أشار تقرير أعده خبراء أمميون، رغم احتوائه على بعض التحفظات، إلى ما بلغته القدرات العسكرية اليمنية من تطور. كما صرح سيباستيان برونز، خبير الأمن البحري الألماني، بأن اليمنيين باتوا "قوة مؤثرة للغاية".

على صعيد آخر، خلصت عدة تقارير دولية إلى فشل الولايات المتحدة في استعادة هيمنتها السابقة في البحر الأحمر، مما يجعلها عاجزة عن تحقيق هدفها في تأمين الملاحة لصالح الكيان الصهيوني، ما يضع مستقبل النفوذ الأمريكي في المنطقة على المحك.

مجد عيسى



المصادر:

1-https://2cm.es/OQtq
2-https://2cm.es/Mtc0
3-https://2cm.es/OQtt
4-https://2cm.es/Mtc6
5-https://2cm.es/Mtc9
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال