عشية ذكرى استشهاده الثانية، دم اللواء سليماني يضمن مسار جبهة المقاومة للأبد 28

عشية ذكرى استشهاده الثانية، دم اللواء سليماني يضمن مسار جبهة المقاومة للأبد

مرت سنتان تقريبا على استشهاد الجنرال قاسم سليماني ورفاقه الآخرين بالقرب من مطار بغداد، والذي اُستشهد على يد القوات الإرهابية للحكومة الأمريكية لدى وصوله العراق بناء على طلب الحكومة العراقية ودعوتها الرسمية. كان القائد سليماني ذا شخصية مؤثرة في المنطقة بأسرها وحتى في العالم، وزعم العدو أنه باغتياله يمكنه منع كل هذا النفوذ.


ومن أهم أعماله بالتأكيد تعزيز جبهة المقاومة، لأن اللواء سليماني كان لديه نظرة عميقة على معرفة العدو  وكان على دراية بالاستراتيجية الإقليمية والعالمية. وإنما فهمه العميق لمقدرات جبهة المقاومة الهائلة وشجاعته المتهورة في مواجهة الأدوات العسكرية للعدو وآلات الحرب، دفعا سليماني إلى تصميم وتنفيذ عمليات كبيرة الحجم ضد العدو الصهيوني والعملاء الأمريكيين في المنطقة.


لقد كانت للغطرسة العالمية خطط واسعة النطاق على مدى السنوات الماضية لمواجهة وتشويه الإسلام والمسلمين. حاولت جبهة الغطرسة تقدیم المسلمين للمجتمع العالمي بأنهم أشخاص عنيفون ومتعطشون للدماء وغير مثقفين حتى لا يتعرف شخص ما على الإسلام وينأى بنفسه عن المسلمين. غير أن الشهيد الحاج قاسم سليماني، من خلال جهوده وسعيه، أظهر الوجه المضطهد للإسلام والمسلمين وأثبت للعالم أن ما تقوله الغطرسة العالمية تهمة ملفّقة زائفة.  إن الأعمال والخدمات التي قدّمها شهيد سليماني للعالم أرعبت الغطرسة العالمية، وخصوصا أمريكا الهمجية والقاتلة. لذلك وضعوا اغتياله بجُبن على جدول أعمالهم تصديا لتقدم جبهة المقاومة وقضاء على التفكير الذي يحكمها.


إن تغيير المعادلات الإقليمية وتوازن القوى کان أحد أهداف اغتيال سليماني، ولکنّه لم یحصل أبدا، نظرا للتطورات التي شهدتها المنطقة أخيرا. لأن المقاومة لا تعتمد على شخص أو زعيم واحد ولكن الأفراد والجماعات والبلدان تقع تحت ظل خطاب المقاومة وتصبح جزءا منها أو عضوا فيها يترك تأثيره على التطورات الحالية والمستقبلية. بناء علی ذلك، فإن استشهاد اللواء سليماني لن يوقع فوضى في هذا الاتجاه فحسب، بل سيكون بمثابة دم جديد في عروق جبهة المقاومة وسيحدث تغييرات جوهرية في المستقبل.


وكما نشهد بالفعل، فإن دور محور المقاومة في معادلات المنطقة قد ازداد بشكل هائل، وبالتالي فإن جبهة المقاومة هي جهة فاعلة نشطة ومؤثرة في بلدان المنشأ وفي جميع أنحاء المنطقة. إذ لا يمكن تشكيل أو استمرار أي تغييرات جوهرية في المنطقة، بغض النظر عن هذه الجبهة. إن ما يُطلق عليه جبهة أو محور المقاومة في وصف عدد من الدول والجماعات في منطقة غرب آسيا، كان معظم نجاحها، لاسيما في مرحلة إنشائها یرتکز حول جهود الجنرال سليماني في سبيل تعزيز الجبهات الشعبیة، التي تم تأمين مسارها بفضل دمه.

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال