اُستشهد السفير الإيراني لدى اليمن البالغ من العمر 63 عاما يوم الثلاثاء 21 ديسمبر بعد عام من مهمته في البلاد بسبب إصابته الحادة بفيروس كورونا وعودته المتأخرة إلى إيران.
وبعد اختيار حكومة الإنقاذ الوطني في اليمن إبراهيم محمد الديلامي سفيرا ” فوق العادة يتمتع بمطلق الصلاحية” للجمهورية اليمنية لدى إيران في 17 أغسطس 2019، أرسلت إيران أيضا سفيرها الجديد إلى اليمن بعد خمس سنوات. وبعد أن وصل حسن إيرلو إلی الیمن بصفته السفير الجديد لجمهورية إيران الإسلامية لدیها، قدّم أوراق اعتماده لكل من “هشام شرف” وزير خارجية حكومة الإنقاذ الوطني، في22 أکتوبر 2020، و”مهدي المشاط” رئيس المجلس السياسي الأعلى في 4 نوفمبر 2020.
وبعد بدء حرب اليمن في عام 2015، كان إيرلو مسؤولا عن المكتب اليمني في وزارة الخارجية الإيرانية، ومنسّق المساعدات الإنسانية الإيرانية إلی الیمن (إرسال طائرات الإغاثة وسفن الإنقاذ ثم تقديم المساعدة بالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة وما إلى ذلك)، وتم تكليفه بمنصب نائب المساعد الخاص لوزير الخارجية الإيراني للشؤون اليمنية من عام 2015 إلى 2020.
وبعد الإعلان الرسمي عن إقامة السفير الإيراني في اليمن، اعترضت حكومة منصور هادي المستقیلة على وجود إيرلو ونشاطه في اليمن، حيث غرّد وزير الإعلام في الحكومة اليمنية الهاربة على تويتر بأن هذه الخطوة تشكل تهديدا للاستقرار الإقليمي.
وفي 21 أكتوبر 2020، وردا على اختیار حسن إيرلو سفيرا لإيران في اليمن، زعم المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية آنذاك في إدارة ترامب أن “الحكومة الإيرانية أرسلت أحد أفراد الحرس الثوري سفیرا لإیران إلى صنعاء عاصمة اليمن”. وواصلت الولايات المتحدة موقفها ضد إيرلو إلی أن أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية في ديسمبر2020 أنها أدرجت حسن إيرلو، سفير إيران في اليمن، على قائمة العقوبات بسبب صلاته بالإرهاب. وبعد ذلك بيوم، ردت الخارجية الإيرانية على ذلك قائلة إن السفير الأمريكي كريستوفر هانسيل له “دور محوري” في الأزمة الإنسانية في اليمن وأن اسمه مدرج على قائمة العقوبات.
وقد تولى الحاج حسن ايرلو هذه المسؤولية الحاسمة في أصعب ظروف الحرب في اليمن وقد عكست زيارته إلى اليمن في تلك الظروف العصيبة روح التضحية والتفاني التي بذلها، إذ لا يمكن لأي شخص أن يمتلك الشجاعة لدخول بلد محاصر بالكامل من نواحي البحر والبر والجو.
وشارك السيد إيرلو خلال فترة عمله في سفارة جمهورية إيران الإسلامية بصنعاء في تعزيز استدامة الشعب اليمني ومقاومته أمام التحالف السعودي المعتدي وشارك بنشاط في مختلف برامج الشعب اليمني ودعمه في مواجهة العدوان السعودي. وإضافة إلى جميع مسؤولياته الدبلوماسية، تولى أيضا مسؤولية إنشاء جامعة آزاد الإسلامية في صنعاء، وأعدّ جميع المتطلبات اللازمة من المبنى إلى تشكيل مجلس أمناء وحتى النظام الأساسي للجامعة.
کما اتخذ حسن ایرلو خطوات مهمة لدعم الشعب اليمني في إطار محور المقاومة ويثني عليه قادة القوات الشعبية اليمنية بتضحياته في سبيل المقاومة. في الواقع، وبسبب دعم إيران للمقاومة اليمنية، سعى السعوديون دائما إلى وسيلة لزرع الشقاق بين إيران واليمن؛ حتى أنهم استغلوا قضية مرض حسن إيرلو لزرع الفرقة وادّعوا بأن اليمنيين طردوا السفير الإيراني بصنعاء.
وفي هذا الصدد، نفى عبد الملك العجري عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله اليمنية وجود أي خلافات مع إيران وغرّد على تويتر “غادر السفير الإيراني اليمن لأسباب طبية ولا علاقة له بتكهنات وسائل الإعلام الأجنبية حول خلافات مع أصدقائنا الإيرانيين”.
كما غرّد المتحدث باسم أنصار الله محمد عبد السلام: “أن هناك تفاهما إيرانيا سعوديا عبر بغداد تم بموجبه نقل السفير الإيراني بصنعاء على متن طائرة عراقية وذلك لظروفه الصحية، وما يرد في وسائل الإعلام من روايات وتكهنات فهي عارية عن الصحة” .
والواقع أن السبب الرئيسي لاستشهاد الشهيد حسن إيرلو هو السعوديون بسبب تأخرهم باتخاذ قرار السماح بنقله إلى إيران وإصدار تصريح عبر دولة ثالثة لإرسال طائرة تنقله إلیها. ومما لا شك فيه أنه بعد إصابة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بكورونا، كان من الضروري نقلُهُ على الفور إلى مركز طبي مجهز والسبب في ذلك هو سوء تقديم خدمات الرعاية الصحية في اليمن، فضلا عن تدهور حالة الشهيد إيرلو الصحیة إثر معاناته من أعراض القصف الکیمیاوی الذي تعرض له إبّان الحرب المفروضة على إيران.
ولكن النظام السعودي المعتدي هو الذي يهاجم أمّة اليمن المضطهدة برا وجوا وبحرا بتحالف متكوّن من عدة دول عربية وأوروبیة بقیادة أمریکا على مدى السنوات السبع الماضية، منتهكا حقوقها الأساسية وهي الأمن والصحة والرفاهیة. وفي واقع الأمر تسبب السعوديون في خلق أکبر أزمة إنسانیة في اليمن وقد أدت هذه الحرب إلى تدمير البنية التحتية وانتشار الفقر والجوع والبطالة والأمراض المعدية، وفي كلمة واحدة، إنها انتهاك صارخ لحقوق الإنسان. في حين أن الشهيد إيرلو على غرار غيره من السكان اليمنيين، حُرم من التمتع بحقه الطبيعي في علاج مرضه.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال