ربما فلسطين هي البلد الوحيد في العالم الذي يقع تحت احتلال يعلم نفسه جيداً بأنه محتل ويعرف حقيقة أن هذه الأرض ليس ملكاً له ولم تكن، أي أنه يعترف ضمنيا باحتلال هذه المنطقة.
خلال عقود من الاحتلال لفلسطين لم یتوقف النظام الصهيوني عن ارتكاب أي نوع من أنواع الجرائم ضد الفلسطينيين، وهناك قائمة طويلة من الجرائم التي يرتكبها المحتلون ضد سكان فلسطين الأصليين والعرب.
الجرائم ضد الشعب الفلسطيني المظلوم
منذ بداية القرن العشرين وحتى الآن مازال يرتكب النظام الصهيوني الكثير من الجرائم على أرض فلسطين، من القتل الجماعي للأهالي وتدمير منازلهم ومزارعهم، واعتقال وتعذيب الرجال والنساء وحتى الأطفال، لإهانة كرامة هذه الأمة ومحاولة تدميرها وجعلها كلقمة سائغة في فم هذا النظام الصهيوني والاعتداء على مخيماته في فلسطين نفسها وفي الدول المجاورة التي تؤوي ملايين النازحين. مجازر صبرا وشاتيلا ودير ياسين ما هي إلا جزء من جرائم الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى ذلك، مع بداية الاحتلال الحقيقي لفلسطين بين عامي 1948 و1950، تم تدمير أكثر من 530 بلدة وقرية فلسطينية. وقد حدثت العديد من عمليات التدمير هذه لأن النازحين الفلسطينيين لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم. كما قُتل خلال السنوات الخمس والسبعين الماضية أكثر من 100 ألف فلسطيني بالرصاص المباشر واعتقل مليون شخص.[1]
مقاومة ونضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية
بعد احتلال الأراضي الفلسطينية، هدفت حركات النضال ضد المحتل وتنظيمات مختلفة مثل حركة فتح (حركة التحرير الفلسطينية)، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وحركة الجهاد الإسلامي، وحركة حماس (حركة المقاومة الإسلامية) إلى تحرير الأراضي الفلسطينية. وتشكلت بسبب الاحتلال الإسرائيلي من قبل مجموعات فلسطينية مختلفة، كما أنه منذ احتلال فلسطين، وخاصة احتلال القدس عام 1967، انتفض الشعب الفلسطيني وحارب إسرائيل مرات عديدة، بما في ذلك انتفاضة القدس ويوم الأرض انتفاضة 1976 وانتفاضة الأنفاق 1996. واستمراراً لاحتجاجات ونضال الفلسطينيين، اندلعت ثلاث انتفاضات في فلسطين، ولكن من بين كل الإجراءات التي اتخذها الفلسطينيون لتحرير بلادهم وتدمير إسرائيل، عملية طوفان الأقصى، التي بدأت في 7 أكتوبر 2023 وكان لها أهمية خاصة. [2]
نتائج عملية طوفان الأقصى عشية يوم القدس
في ذكرى المبادرة التاريخية للقائد العظيم للثورة الإسلامية ومؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني (رح) لتسمية الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك "يوم القدس العالمي"، والآن قضية فلسطين وحرية القدس الشريف هي رمز لوحدة الإنسانية بجميع أجناسها وأديانها ومذاهبها في كل أنحاء العالم دفاعاً عن الإنسانية والحرية وتحقيق العدالة ومعارضة الاحتلال والقسوة والجرائم ضد الشعب الفلسطيني المظلوم والمحاصر من قبل النظام الصهيوني، إن ما يمارسه الكيان الصهيوني منذ بداية عملية طوفان الأقصى والإبادة الجماعية التي ارتكبها هذا النظام الصهيوني في غزة، لم تجعل قضية فلسطين هي القضية الأولى للعالم الإسلامي فحسب، بل أيضاً القضية الأولى للرأي العام العالمي. ومن الأمثلة على دعم هذه القضية المظاهرات التي شارك فيها مئات الآلاف من الأشخاص في أمريكا وإنجلترا وفرنسا وألمانيا دعماً لفلسطين. [3]
يوم القدس ودوره في تعزيز فكرة الحرية
يحظى يوم القدس هذا العام بأهمية مضاعفة نظراً للتطورات المهمة جداً التي حدثت في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال الأشهر الستة الماضية، وله ميزات خاصة تميزه عن تلك التي في السنوات السابقة. حيث يمكن أن يكون يوم القدس هذا العام، في ظل انتفاضة شعوب العالم ضد الإبادة الجماعية التي يرتكبها النظام الصهيوني بداية لطريق إحياء فكرة التحررية والعمل الإنساني في مواجهة نظام الهيمنة والغطرسة ويمكنه أيضًا إظهار وحدة العالم الإسلامي حول قضية فلسطين واستراتيجية المقاومة وتعزيز النهج الإسلامي الأصولي. إن تحقيق مثل هذا النهج سيزيل سياسة "التسوية" من الخيارات الممكنة وسيعطي معنويات مضاعفة للمجاهدين في ميدان المقاومة.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال