عملية الوعد الصادق و قوة حزب الله ضد الكيان الصهيوني
بعد يوم واحد من أحداث 7 أكتوبر (عملية طوفان الأقصى)، دخل حزب الله اللبناني على خط المعركة ضد الصهاينة، من أجل إشغال جزء كبير من الجيش الصهيوني في شمال فلسطين وتخفيف الضغط على المقاومة. وفي غزة نفذت عمليات يومية وبكثافة ضد أهداف النظام الصهيوني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبعد الرد الدقيق والتنبيهي الذي نفذته إيران ضد النظام الصهيوني في شكل عملية الوعد الصادق، شهدنا تزايد قوة حزب الله في مواجهة هذا النظام.
الأهمية الاستراتيجية للقوة العسكرية لحزب الله
في السنوات الأخيرة، بذل حزب الله اللبناني الكثير من الجهود للوصول إلى موقعه الحالي، وبالإضافة إلى توفير الأسلحة والمعدات العسكرية وتحسين جودة تدريب قواته وعناصره، فقد اكتسب مكانة معنوية وروحية خاصة بحيث لاتوجد قوة في المنطقة قادرة على كسر هذا العامل المهم من حساباته في مثل هذا الوضع، وبعد عملية طوفان الأقصى والعدوان الغاشم الذي شنه النظام الصهيوني على قطاع غزة دخل حزب الله اللبناني الحرب على نطاق محدود، فهو يمتلك قوة ردع كافية، وقد بدأ بمواجهة مباشرة ضد الكيان الصهيوني، ولأول مرة يضطر النظام الصهيوني إلى مراقبة تصرفات حزب الله وردود أفعاله المحتملة في جميع قراراته العملياتية تحسباً لرد حاسم من قبل قوات الحزب. [1]
استراتيجية حزب الله المتنوعة
خلال التطورات في غزة، عرض حزب الله اللبناني قدراته وأسلحته بطريقة تدريجية ومحسوبة، ففي البداية هاجم حزب الله أهدافاً في شمال فلسطين المحتلة بصواريخ الكورنيت وقذائف الهاون، لكنه بعد مدة (في شهر مارس من العام الحالي) أصبح يهاجم بصواريخ بركان القوية والطائرات الانتحارية بدون طيار.
في النصف الثاني من عام الحالي، بدأ حزب الله اللبناني ينفذ استراتيجية عسكرية واسعة ومتعددة الأوجه، إضافة إلى شل اقتصاد النظام الصهيوني وعمليات ذكية ضد معدات الرادار والتجسس. كما أن البعد الآخر للردع اللبناني ضد إسرائيل هو خلق معادلة مدنيين مقابل مدنيين؛ بمعنى أن حزب الله أعلن صراحةً أنه سيرد سريعاً على هجمات النظام الصهيوني ضد الشعب اللبناني ولن يسمح بتهديد حياة الشعب اللبناني. وعلى سبيل المثال بعد أن هاجم الجيش الصهيوني سيارة في جنوب لبنان و أدى ذلك إلى استشهاد عدد من المدنيين، بدأ حزب الله اللبناني على الفور بإطلاق الصواريخ على بلدات شمال الأراضي المحتلة، بما في ذلك بلدة كريات شمونة. [2]
زيادة قوة الردع لدى حزب الله بعد عملية الوعد الصادق
منذ أن نفذت طهران عملية وعد الحق الناجحة في الأراضي المحتلة، كثف حزب الله اللبناني أيضاً هجماته في شمال الأراضي المحتلة وتحدى القبة الحديدية مراراً وتكراراً بعدم اعتراض صواريخه وطائراته المسيرة. على سبيل المثال، تمكن حزب الله في الأسبوع الماضي من جعل قاعدة ميرون هدفاً لهجماته الناجحة حيث تكمن أهمية هذه القاعدة في أنها تضم عددا كبيراً من قوات النخبة التابعة للنظام الصهيوني وتعتبر مركز السيطرة والإدارة للعمليات الجوية للنظام الصهيوني في لبنان وسورية وقبرص والمنطقة الشمالية من الجزء الشرقي من البلاد والبحر الأبيض المتوسط، كما تعتبر المركز الرئيسي لعمليات التشويش في هذه المناطق. [3]
من ناحية أخرى، وقعت في الأيام الأخيرة حادثتان مهمتان للغاية في مجال الاشتباكات الجوية بين النظام الصهيوني وحزب الله اللبناني، مما يدل على تزايد قوة الردع لهذه المجموعة المقاومة ضد الكيان الصهيوني.
الحادثة الأولى كانت إسقاط طائرة مسيرة صهيونية من طراز هيرميس 450 من قبل الدفاعات الجوية للمقاومة اللبنانية، والحادثة الثانية هي تحليق طائرة مسيرة من الجيل الثالث لحزب الله اللبناني فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة والتقاط صور وفيديو لمواقع ومراكز عسكرية وأحداث مهمة جداً ومؤثرة جعلت لحزب الله اليد العليا في ساحة المعركة ضد النظام الصهيوني. [4]
هل يملك النظام الصهيوني القدرة على شن حرب طويلة الأمد مع حزب الله؟
يتمتع حزب الله بأكبر قوة عسكرية خارج إطار الجيوش في العالم ويمتلك ترسانة واسعة من المدفعية والصواريخ الباليستية والصواريخ المضادة للمقاتلات والدبابات والسفن، وهذا الأمر جعل لقدرة حزب الله أهمية خاصة والقدرة على التعامل مع إسرائيل. وفي هذا الصدد، اعترف الخبراء العسكريون الإسرائيليون أنه في حالة نشوب حرب شاملة ضد حزب الله، سيتعين على إسرائيل تغيير نظامها الدفاعي بالكامل لحماية مؤسساتها العسكرية الحساسة. وفي هذا السياق يشير تقرير لمعهد مكافحة الإرهاب، شارك فيه أكثر من 100 من كبار المسؤولين في الجيش والحكومة الإسرائيلية، إلى أن الجبهة الداخلية في إسرائيل ليست جاهزة لحرب واسعة النطاق مع حزب الله. وجاء في التقرير أن "الحرب ستبدأ من الشمال وستكون مصحوبة بوابل كثيف ومدمر من صواريخ حزب الله على جميع المناطق تقريباً [المحتلة]. [5]
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال