لنبدأ بالآيات 8 و 9 من سورة الممتحنة.
يقول الله تعالى في هذه الآية:
«لایَنْهاکُمْ اللهُ عَنِ الَّذینَ لَمْ یُقاتِلُوکُمْ فِى
الدّینِ وَ لَمْ یُخْرِجُوکُمْ مِنْ دِیارِکُمْ اَنْ تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا
اِلَیْهِمْ اِنَّ اللهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ اِنَّما یَنْهاکُمُ اللهُ عَنِ
الَّذینَ قاتَلُوکُمْ فی الدّینِ وَ اَخْرَجُوکُمْ مِنْ دِیارِکُمْ وَ ظاهَرُوا
عَلى اِخراجِکُمْ اَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَ مَنْ یَتَوَلَّهُمْ فَاوُلئِکَ هُمُ
الظّالِمُونَ»
وبحسب قول البعض أن هذا كلام الله قبل
1400 عام! ولكن إذا تمعّنا عن كثب كلمة بكلمة بقوله تعالى فهذا مفيد لنا اليوم؛
لإن العدو يحاول اليوم زعزعة استقرار دولة إيران الحبيبة وتمزيقها من جميع الجهات.
يحاول البعض إسقاط الجمهورية الإسلامية
الإيرانية والاستيلاء عليها منذ البداية، أي منذ وصول الإسلام إلى إيران. تطورت
هذه القضية تدريجياً عبر التاريخ وذلك من خلال محاولات عديدة لغزو حدود إيران
وخلال فترتي حكم القاجار والبهلوي أصبحت هذه القضية واضحة أكثر من ذي قبل حيث
أصبحت فعلياً حكومة إيران عبداً ووسيلة
للحكومات الأخرى لتحقيق أهدافها المحلية و ومصالحها الإقليمية.
أبطال سحر مؤامرة الغطرسة
كانت الثورة الإسلامية بمثابة مبطل
السحر للتخلص من هذه العبودية لأن الاستقلال والحرية في ظل الجمهورية الإسلامية
الإيرانية تحقق بقيادة الإمام الخميني رحمة الله عليه وبمساعدة جنوده الأبطال. هنا
شعر العدو بمزيد من الخطر بعد سنوات عديدة لأن نظامًا مختلفًا عن الأنظمة الأخرى
قد جاء للعمل على نشر دين الإسلام في المجتمع. وتنبأ العدو بانتشار هذه الحركة
قريباً في كثير من البلدان، لذلك بدأ هجومه بكل قوته على الثورة الإسلامية الجديدة
والمتصاعدة.
وجاء هنا أمرُ الإمام حيث انطلق شباب
البلاد إلى الجبهات وأوقفوا العدو المسلح حتى بأيديهم العارية. يقول الإمام علي
(عليه السلام):
«مِنْ کَرَمِ الْمَرْءِ بُکایُهُ عَلی ما مَضی مِنْ زَمانِه
وَ حَنینِهُ اِلی اَوطانِه»
تُظهِرُ عملية التواجد الحماسي للناس
في جبهات معارك الحق ضد الباطل أن:
الناس هم أصحاب ارادة و نية إلهية كما إنهم يطيعون
الأوامر الإلهية ويضحون بأرواحهم من أجل الحفاظ على أمن الوطن الإسلامي وشعبه المتدين.
في الحقيقة، بقيادة الإمام فهم الشهداء
أنه وفقًا لآيات القرآن الكريم يجب محاربة جبهة الغطرسة العالمية ولهذا السبب في
السنوات الماضية كان أشخاص مثل الشهيد سليماني شهداء يدافعون عن المقدسات
الإسلامية وهم شهداء الدفاع عن الأمن وشهداء الدفاع عن الوطن وأيضاً بشهادتهم
سيتمر طريق الشهداء والمجاهدين المقدس لسنوات طوال.
ولعل هذا هو السبب في أن الشهيد
سليماني تحدث في حفل لذكرى الشهيد الشطري عن جهود المحاربين والمجاهدين خلال أيام
الدفاع المقدس بقيادة الإمام:
"اليوم هي المرة الأولى في تاريخ
إيران التي تشتعل فيها الحروب حول إيران من كل الاتجاهات سواء داخل إيران أو
خارجها ، لقد انتصرت إيران بتلك الحرب وفي كل الحروب التي خاضتها خارج العالم الإسلامي،
انتصر فيها العالم الإسلامي. هذه الحروب ليست حرب سيوف وخيول ومنجنيقات بل حرب
طائرات وصواريخ ودبابات ومدافع ونيران عجيبة. لقد قام الإمام بحماية وتأمين إيران
من ناحية الجنسية والعرق. على المستوى الوطني عشنا هذه الحرب التي دامت ثماني
سنوات والتي تختلف عن المؤامرات الأخرى التي شهدناها خلال الثلاثين عامًا من
الثورة.
طريق قاسم
لكن النقطة المهمة هنا هي أنه نظرًا
لأسباب مثل انخفاض مستوى الثقافة الإعلامية لدى العديد من الأشخاص ومن ناحية أخرى الحرب
الإعلامية والهجمات الدعائية لمختلف وسائل الإعلام المحلية والأجنبية فضلاً عن نشر
محتوى متنوع على شبكات التواصل الاجتماعية، فقد نسوا عدوهم الرئيسي عدو أساء
النظرة إلى وطنهم عبر التاريخ وأدى إلى أذيته وأذية أهلهم في عصور مختلفة.
إن طريق الشهيد سليماني الذي حارب ضد هذا العدو
حتى النهاية، ألحق به شر الهزيمة وهذا دليل على صوابية هذا المسار أي طريق الدفاع
المقدس عن إيران الإسلامية.
محمدجواد قائدی
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال