كان الهجوم الأخير لقوات القيادة المركزية الأمريكية على قاعدة الحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية بأمر مباشرلجو بايدن انتهاكًا واضحًا لاستقلال العراق ووحدة أراضيها واستمرارًا لسياسات واشنطن الشريرة في منطقة غرب آسيا. منذ بداية تنصيب بايدن ، على الرغم من ملاحظاته حول تعديل سياسات الرئيس السابق لهذا البلد في المنطقة ، لم يطرأ أي تغيير على هذه السياسات فحسب ، بل أصبح التزامه بالأفعال العدوانية والشريرة السابقة أكثر وأكثر وضوحًا.
كانت القضية التي أثارها العديد من المحللين عن حق، منذ تولي بايدن منصبه هي أن بايدن ليس لديه سجل جيد في العراق وسيواصل سياساته السابقة في ذلك البلد، حیث تدخل على نطاق واسع خلال رئاسة أوباما بقراراته الشريرة، مقترحًا تقسيم العراق على أسس عرقية وطائفية ، والمساعدة في تشكيل ظهور داعش في العراق.
في 5 كانون الثاني 2020 ، إثر العمل الإجرامي المباشر للولايات المتحدة بأمر مباشر من ترامب واستشهاد الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هیئة الحشد الشعبي في بغداد، اندلعت موجة من المطالب بانسحاب القوات الأمريكية من قبل رجال الحكم ، تلتها جلسة طارئة للبرلمان العراقي. وافق الاجتماع على خطة متآلفة من خمسة بنود تتطلب من الحكومة إنهاء تواجد القوات الأجنبية في البلاد. كما قرر البرلمان العراقي رسمياً أن تواجد القوات الأمريكية غير شرعية ويجب طردها من البلاد.
ومنحت المقاومة العراقية بعد ذلك الفرصة للحكومة ومجلس النواب لوضع حد لتواجد الأجانب في العراق بالطرق الدبلوماسية والسياسية. وقد تظاهرت جماعات المقاومة والشعب العراقي بشكل متكرر خلال هذه الفترة ، داعين الحكومة العراقية إلى مبادرة سريعة لإعادة السيادة الوطنية لبلدهم. لكن بعد وقت طويل ، لم تتخذ السلطات العراقية أي إجراء عملي في هذا الصدد.
وهكذا ، وفي أعقاب القصف الأخير، دعا العديد من خبراء وقادة فصائل المقاومة العراقية إلى اتخاذ إجراءات فورية ضد عدوان الأمريكيين وأعمالهم الشريرة. وقال “محمد الحيدري” ، مدير مديرية التوجيه العقائدي في هيئة الحشد الشعبي: “طالما لم تتضح خطوات الحكومة لإنهاء الوجود الأمريكي في البلاد، فسوف نرى عدوانها مستمرًا”.
کما قال محمد الغبان عضو مجلس النواب العراقي ورئيس كتلة الفتح البرلمانية “من الواضح اليوم أن استراتيجية واشنطن المعادية للعراق لن تتغير مع تغيير رؤسائها، بل هذه التكتيكات فقط هي التي تتغير. وعلى الحكومة العراقية بالتعاون مع الجماعات السياسية أن تفي بمسؤوليتها التاريخية المتمثلة في إنهاء أي وجود أمريكي في العراق ، ووقف استخدامهم للمجال الجوي العراقي، ووضع حد لانتهاك السيادة الوطنية العراقية ، لتکون عبرة للدول الأخرى.
كما أصدر تحالف الفتح البرلماني بيانا ردا على الضربات الجوية الأمريكية على مواقع قوات الحشد الشعبي وجماعات المقاومة على الحدود العراقية السورية. ودعا البيان، القائد العام للقوات المسلحة العراقية إلى الرد على الخطوة الأمريكية ، مشددا على ضرورة تنفيذ قرار البرلمان فيما يتعلق بسحب القوات الأمريكية، كما طلب من وزارة الخارجية العراقية إدانة الهجوم الأخير.
الحقيقة هي أن الولايات المتحدة سعت دائمًا إلى ترسيخ نفسها كعامل استقرار في منطقة غرب آسيا ، ولكن في الواقع ، فإن الاستقرار في المنطقة يحبط الولايات المتحدة لأهدافها المتمثلة في الدعم الشامل للكيان المحتل والاستيلاء علی موارد غرب آسيا و استغلالها. لذلك ، ومن أجل تحقيق هذه الأهداف ، فقد دأبت على اتخاذ إجراءات من أجل زعزعة أمن المنطقة‘ و بهذه الطريقة و بذريعة الحفاظ على الاستقرار‘ تريد إبقاء قواتها في دول المنطقة.
وبعد طرد داعش من العراق ، حاول الأمريكيون إشراك البلاد في حرب أهلية من خلال إثارة الخلافات العرقية إلا أن سياستهم باءت بالفشل. كما خططوا لإحداث شرخ بين الحشد الشعبي وقوات الأمن ، لكن فشلت الخطة أيضاً. لذلك فإن هذه الإخفاقات والهزائم الشديدة التي يعاني منها الأمريكيون وحلفاؤهم الإقليميون يوما بعد يوم من تيار المقاومة في المنطقة ، تسببت في قلقهم ويأسهم.
إن معركة سيف القدس ، انتصارات وتقدّم قوات الشعب اليمني ، تنامی قوات المقاومة ، ومنها أنصار الله ، الحشد الشعبي ، إلخ.. جعلت خطر انهيار الكيان الصهيوني وحلفاء آخرين للولايات المتحدة على صعيد المنطقة‘ أكثر وضوحًا من أي وقت مضى.
و يبدو أن الرسالة الأولى من وراء الهجوم على قاعدة الحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية كانت موجهة إلى الكيان الصهيوني. بحيث أرادت الولايات المتحدة أن تقول لهذا الكيان إننا ما زلنا معكم ولم نفقد نفوذنا في المنطقة. لدرجة قال بايدن بعد القصف الاخير للعراق‘ خلال اجتماعه مع نظیره الاسرائيلي الجديد رؤوفين ريفلين في واشنطن :” أنا أمرت بالغارات الجوية فی الليلة الماضية …و أمتلك بهذه الصلاحية. و صرح بايدن ليطمئن اسرائيل إن”التزام أميركا تجاه إسرائيل صلب”، مؤكدا على التزام الولايات المتحدة تجاه إسرائيل في الدفاع عن نفسها أيضا.
المصدر ؛iuvmpress.news
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال