وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي ومسؤولون آخرون محرضون على الحرب تهديدات مختلفة ضد محور المقاومة وإيران في الأسابيع الأخيرة، زاعمين أنه في ضوء التطورات الأخيرة يمكنهم استعادة قدرتهم ردعهم المهدورة.
وبذل الكيان الصهيوني جهودًا كبيرة لتجاوز الخطوط الحمراء لعام 2006 والمحددة بين لبنان وفلسطين المحتلة، والتي لا تسمح للکیان بارتكاب الأخطاء، وفرض معادلات جديدة على علاقات القوة في المنطقة. وأخيرا إن قيام مروحیات سلاح الجو الإسرائيلي بالإغارة على نقطة في جنوب لبنان كان في الحقيقة استقرارًا لهذه المعادلة ونوعًا من تجاوز الخطوط الحمراء.
إلا أن حزب الله لم يسمح قط للكيان الصهيوني بأخذ زمام المبادرة في تثبيت معادلة الرعب وحيازة قصب السبق في هذا الوسط. وكما رأينا، مع العدوان الأخير من قبل كيان الاحتلال وإطلاق صاروخین جو-أرض على منطقة في جنوب لبنان، رد حزب الله على هذا العدوان دون فوات الوقت بإطلاق 20 صاروخا.
وكتب الصحفی والباحث الأمني الصهيوني يوني بن مناحیم على حسابه على تويتر “تفاجأت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مرة أخرى بإطلاق صواريخ حزب الله على لبنان، ولقد تآكلت قوة الردع الإسرائيلية والوضع الحالي يتطلب رداً قوياً ضد حزب الله وإيران، لكن لن يحدث شيء من هذا القبيل أبداً و [المسؤولون الإسرائيليون] ينتظرون رد مجلس الأمن، يا له من عار عظيم قد حدث بالفعل”.
وبحسب صحيفة المعاريف (أو معريف) العبرية، قال رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي، إن “إسرائيل” تخشى تصعيدًا محتملًا على الجبهة الشمالية مع حدود لبنان والمحيط الهادئ.
وجاء هذا الکلام قبل يوم واحد فقط من إطلاق 20 صاروخا من قبل حزب الله على شمال الأراضي المحتلة، حینما فاخر وزير الحرب الإسرائيلي بأن “إسرائيل مستعدة لمهاجمة إيران”. لكن فوجئ كيان الاحتلال برد حزب الله الصاروخي لدرجة أنه سيكون من الصعب عليه حتى الحديث عن الحرب.
و قال الأمين العام لحزب الله في لبنان خلال خطابه في ذكرى حرب الـ 33 يومًا مشيرا إلى الهجوم الإسرائيلي على جنوب لبنان والذي لم يسبق له مثيل في السنوات الخمس عشرة الماضية: “عندما تتعرض للعدوان، لا بد من الرد عليه… وكان عمل الكيان الصهيوني مهمًا من حيث الوقت وكان لابد من الرد السريع وإذا جاء الرد متأخرا، فإنه سيفقد قيمته”.
وحذر السيد حسن نصر الله الكيان الصهيوني من أن الرد على الغارات الجوية لهذا الکیان يمكن أن يتم من أي مكان، وقال إن “هذا الرد يمكن أن يكون من الجولان [المحتلة] … لكننا لسنا بصدد الدخول في الحرب مع العدو الإسرائيلي … ولن نتحرك نحوها، لكننا مستعدون وسنفوز بها “وأكبر حماقة يمكن أن يرتكبها العدو هو أن يقرر خوض حرب مع لبنان”.
وبعد كلمة سيد المقازمة، أيدت مجموعات مقاومة إقليمية، من بينها حماس وأنصار الله اليمنية، وجماعات المقاومة العراقية مثل “حركة النجباء” و”كتائب حزب الله” و”كتائب سيد الشهداء” و”عصائب أهل الحق، رد حزب الله الصاروخي على الغارات الجوية التي شنها الكيان الصهيوني وأكدوا دعمهم بالکامل للمقاومة اللبنانية.
ويُظهر الإعلان عن دعم فصائل المقاومة الإقليمية الفوري لحزب الله في لبنان جراء الهجوم الصاروخي على الأراضي المحتلة، والإعلان عن الاستعداد للانضمام إلى معادلة #سيد_المقاومة، وحدة عناصرجبهة المقاومة وعزيمتها الجادة ضد الأعداء.
وإن حزب الله مع الطريقة الصحيحة التي يتبعها، إنه يسعى إلى إرهاق جيش الكيان الصهيوني رغم استعداده الكامل، وهذا ما أزعج العسكريين الصهاينة، وهم موجودون بشكل وهمي على الحدود مع لبنان يعيشون مع كوابيس حزب الله. والرد السريع على العدوان الأخير دفع الکیان يستذكر الهزيمتین التاريخيتین الثقيلتین للجيش الصهيوني في عامي 2000 و 2006 أثناء مواجهة مقاتلي حزب الله. كما أن الهزيمة الأخيرة لكيان الاحتلال في حرب استمرت 12 يومًا مع المقاومة الفلسطينية، رغم تبادل القصف وإطلاق القذائف والصواريخ على نطاق واسع جعلت عجزه أكثر وضوحًا.
وإذا تراجعنا قليلا من وراء، نلاحظ أن دول المنطقة لم تكن تسلم من شرور الکیان الصهیونی سابقا، ولكن الآن لن تبقى أدنى شرارة من قبل كيان الاحتلال بلا رد، لأنه وصلت جبهة المقاومة في الآونة الأخيرة إلى نقطة ذات قدرة عسكرية لا يمكن لأحد أن ينكرها. واليوم، من العراق وسوريا إلى لبنان وفلسطين واليمن، ومن الخليج الفارسي وبحر عمان إلى المحيط الهندي، ظهرت سلسلة هجومية ودفاعية قوية، ميزتها الهامة عقاب المعتدي.
المصدر ؛iuvmpress.news
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال