غانتس في أنقرة.. أين محل القضية الفلسطينية في السياسة التركية؟! 17

غانتس في أنقرة.. أين محل القضية الفلسطينية في السياسة التركية؟!

من المقرر ان يتوجه وزير الحرب في الكيان “الإسرائيلي” بني غانتس إلى تركيا، اليوم الأربعاء، في زيارة هي الأولى لوزير حرب “إسرائيلي” إلى أنقرة منذ عقد.

يُنظر الى هذه الزيارة، بانها جاءت تتويجا للمساعي التي بذلها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، لاعادة العلاقات المقطوعة مع الكيان الاسرائيلي، وذلك عندما اقدم في تموز/ يوليو من العام الماضي، بالاتصال هاتفيا باسحاق هرتسوغ لتهنئته بمناسبة انتخابه رئيسا للكيان المحتل.

رغم القطيعة التي استمرت 12 عاما بين تركيا والكيان الاسرائيلي، الا ان التعاون الامني والعسكري والتجاري بين الجانبين بقي على حاله، الا ان اردوغان كان بحاجة لوصل العلاقات العلنية بشكل ملح، لذلك تجاوز مرحلة شعارات دعم القضية الفلسطينية وغزة وتقديم نفسه كعراب لحركات الاخوان المسلمين في المنطقة والعالم، وسمحت تركيا لنفسها على ضوء ذلك بالتدخل في شؤون سوريا وليبيا ومصر وجمهورية اذربيجان و.. وغيرها، وكان التدخل العسكري المباشر في المقدمة.

اليوم ولحاجة تركيا ان تكون نقطة عبور لغاز الشرق الاوسط الى اوروبا، كان لابد من اسدال الستار على مرحلة الشعارات “الاسلامية”، لاعادة ما انقطع مع الكيان الاسرائيلي، فأمر باخراج جميع قيادات حماس والاخون لمسلمين من تركيا، واغلاق فضائياتهم ومكاتبهم ، وهو ما حصل، حيث اعاد الجانبان سفيرهما قبل شهر من الان.

وتيرة عودة العلاقات بين انقرة وتل ابيب كانت دراماتيكية، فبعد اتصال اردوغان بهرتسوغ، زار الاخير أنقرة، في التاسع من آذار/ مارس الماضي، كما استمرت الاتصالات بين إردوغان ورئيس وزراء الكيان الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، وكذلك قام يائير لبيد، بزيارة أنقرة عندما كان وزيراً للخارجية في 23 حزيران/ يونيو الماضي، ثم التقاه إردوغان في نيويورك، في 20 أيلول/ سبتمبر الماضي، بصفته، هذه المرة، رئيساً للوزراء، بعد أن التقى إردوغان قيادات كل منظمات اللوبي اليهودي في أميركا.

رغم الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي بالجملة هذه الايام في الاراضي الفلسطينية المحتلة حتى تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين اكثر من 110 شهداء منذ بدية العام الحالي، الا ان وسائل الاعلام التركية و “الاسرائيلية” منشغلة بالحديث عن مساعي اردوغان لإقناع تل أبيب بنقل الغاز “الإسرائيلي”، إلى تركيا، ومنها إلى أوروبا. على أن يقنع لاحقاً بالأمر نفسه الطرفين القبرصي واللبناني، ثم الطرف المصري.

 

المصدر: العالم

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال