غزة في قلب الألعاب الأولمبية في فرنسا 160

غزة في قلب الألعاب الأولمبية في فرنسا

بالرغم من الرقابة الإعلامية التامة، فإن الشعب الفرنسي على دراية بالقتل الجماعي، والتهجير، والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة. على مدار الأشهر الأخيرة، شهدت الساحات الكبرى في باريس تنظيم احتجاجات أسبوعية، حيث كان "ميدان الجمهورية" في قلب باريس يكشف ويظهر الوجه الإجرامي للاحتلال الإسرائيلي كقاتل لا يشبع من دماء الأبرياء في غزة. ومع ذلك يستخدم السياسيون الفرنسيون موضوع فلسطين بشكل سلبي أو إيجابي وفقًا لأهدافهم ورغباتهم، وهو ما كان واضحًا بشكل خاص خلال الانتخابات الفرنسية.

في الانتخابات الفرنسية، كان هناك جبهة شعبية جديدة تضم ائتلافًا واسعًا من اليساريين يشمل أربعة أحزاب: "الخضر"، و"الاشتراكيين"، و"الشيوعيين"، و"فرنسا الأبية"، قد أدرجت الاعتراف بدولة فلسطين في برنامجها الانتخابي. من ناحية أخرى اتهم "جوردان باردلا"، رئيس حزب اليمين المتطرف "التجمع الوطني"، الحكومة الفرنسية بتمويل الإرهاب في غزة.

في صدارة هذه الاتهامات القديمة والجديدة، يأتي حزب "فرنسا الأبية" وزعيمه "جان لوك ميلانشون"، الذي كان مرشحًا سابقًا للرئاسة و اتخذ مواقف أثارت غضب الجميع. حيث اتهم المجلس التمثيلي للمنظمات اليهودية، المعروف بـ CRIF، بالانقسام والتدخل في شؤون الحكومة الفرنسية. وكانت مواقفه تجاه الفلسطينيين دعم إنشاء دولتهم ضمن حدود 1967. ولكن أكبر وأهم اتهام له هو اتخاذه موقفيّن: دعم مقاطعة إسرائيل [النظام الصهيوني] اقتصاديًا وعسكريًا، وهو ما يعد خطًا أحمر بالنسبة لفرنسا، وامتناعه عن إدانة حماس واعتبارها منظمة إرهابية، مستندًا إلى موقف الأمم المتحدة الذي كان أيضًا غير مقبول بالنسبة لليمينيين. اعتبر هذا الحزب ما حدث في 7 أكتوبر "جرائم حرب" وليس إرهابًا، كما أدان بشدة الإبادة الجماعية التي تعرض لها أهل غزة وطالب بالإعتراف بدولة فلسطين. وكانت هذه القضايا كلها قد اثرّت على هيكل الانتخابات الفرنسية.[1]

بعد الانتخابات، استمرت تظاهرات الشعب الفرنسي دعماً لغزة، بينما يشارك السياسيون الفرنسيون أيضاً في الاحتجاجات. وهذا يدل على أن قضية فلسطين ليست مجرد مسألة حزبية أو سياسية للفرنسيين، على الرغم من أنها أحيانًا تأخذ طابعًا حزبيًا وسياسيًا. في التظاهرات الأخيرة، حضر أعضاء من مجلس الشيوخ والبرلمان جنبًا إلى جنب مع الشعب وطالبوا الحكومة الفرنسية بمنع مشاركة الاحتلال الإسرائيلي في الألعاب الأولمبية.

يقول السناتور الفرنسي "آدم لويس": «إذا أخذنا في الاعتبار المنع من حضور روسيا في الأولمبياد، فلا يمكننا أن نكون ذوي وجهين. يجب أن نمنع أي نظام لا يلتزم بالقوانين الدولية، ولذلك يجب أن نوقف حضور "إسرائيل" التي انتهكت القوانين الدولية».

يقول الفرنسيون إن الأطراف والأقدام الفلسطينية مُبَتَّرة ولا يمكنهم المشاركة في أي مسابقة دولية، وإن طفولتهم قد سُرِقَت على يد المجرمين الإسرائيليين. يسأل المتظاهرون المسؤولين الحكوميين في فرنسا آلاف الأسئلة وعلى سبيل المثال، كُتب على أحد اللافتات: "أخبرونا عن الفرق بين أطفال أوكرانيا وأطفال فلسطين".

"برونجو سرنون"، ممثل البرلمان الفرنسي، يقول: «يجب أن نقاتل من أجل العدالة. لا يمكننا تحمل ما يحدث في فلسطين. يجب أن تتوقف هذه الجرائم. يجب أن تتخذ الحكومة الفرنسية موقفًا مماثلاً لمواقفها في مناطق أخرى فيما يخص الحرب في فلسطين.» [2] كما نشر توماس بورتس، النائب عن حزب اليسار المتطرف "فرنسا غير الخاضعة"، فيديو قال فيه إن الوفود والرياضيين من نظام إسرائيل لن يُستقبلوا في الألعاب الأولمبية في فرنسا، وأنه يجب الاحتجاج على حضورهم في المنافسات.

ولكن على الرغم من هذا الحجم الكبير من الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها النظام الصهيوني والاحتجاجات العامة في فرنسا، صرح ستيفان سيجورن، وزير الخارجية الفرنسي، في اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي في بروكسل قائلاً: «أريد أن أرحب بالوفد الإسرائيلي للحضور في الألعاب الأولمبية باسم فرنسا.» وأضاف أنه سوف يؤكد على هذا الأمر قريباً من خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الصهيوني، مبرزاً أنه «نحن نضمن سلامة الوفد الإسرائيلي.» [3]

لذا يجب القول إن الفرنسيين، من خلال شعاراتهم وتعبيرهم عن الغضب من مشاركة الصهاينة في الفعاليات الرياضية الأولمبية، يرسلون رسائل للعالم تفيد بأن الضمائر اليقظة والواعية في فرنسا لا يمكنها السكوت عن جرائم وإبادة النظام المحتل، وأنهم، خلافًا لحكومتهم، يطالبون كجزء كبير من المجتمع العالمي بعدم حضور الرياضيين من النظام الصهيوني في الألعاب الأولمبية.

حکیمه زعیم باشی


[1] https://www.alaraby.co.uk/opinion/

[2] . https://fa.alalam.ir/news/6906123

[3] https://www.irna.ir/news/85545817
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال