فرار الجنود من الخدمة هو المشكلة الأكبر لدى الكيان الصهيوني
ديفيد بن غوريون، مؤسس النظام الصهيوني كان قد وصّف من خلال رؤيته لمستقبل هذا النظام، إسرائيل بأنها "جيش الشعب" الذي يجب أن يخدم فيه جميع فئات الشعب الإسرائيلي في إسرائيل. لكن في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد عملية طوفان الأقصى وبدء الحرب في غزة تراجع هذا المنظور بشكل كبير عند الكثيرين، حيث نشهد حاليا موجة كبيرة من الفرار من الجيش الإسرائيلي.
خلال العام الماضي وقع الجيش الإسرائيلي في حرب استنزاف ولهذا السبب وصل عدد الإسرائيليين الراغبين في الخدمة في الجيش إلى أدنى مستوى له. وقبل بضعة أيام حذر 130 جنديا إسرائيليا حكومة بنيامين نتنياهو رئيس وزراء هذا النظام من أنهم سيرفضون الخدمة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى.
ضمن هذا السياق ذكرت صحيفة هآرتس الصهيونية أن عريضة موقعة من الجيش الصهيوني موجهة إلى نتنياهو ووزراء حكومته ورئيس أركان الجيش الصهيوني هيرزي هوليفاي ، ذكروا فيها: "من الواضح الآن أن استمرار الحرب في غزة لن يؤخر عودة الرهائن (الأسرى الصهاينة) من غزة فحسب بل سيهدد أيضا حياة العديد منهم، حيث قتل بعض هؤلاء الرهائن نتيجة الهجمات العسكرية الإسرائيلية في غزة، كما إن عدد الرهائن الذين قتلوا أعلى بكثير من عدد الرهائن الذين تحرروا في غزة". كتب الجنود الإسرائيليون، الذين طلبوا أن تُسمع أصواتهم في الجيش، في رسالة أنهم لن يرتدوا الزي العسكري بعد الآن دون المضي قدما في عملية إعادة الرهائن. و وصف الجنود هذه الخطوة بأنها شكل من أشكال عدم الثقة في الحكومة ، قائلين:"لقد وصلت هذه الحكومة إلى ذروة المؤامرات". كان بإمكاننا إعادة الرهائن قبل عدة أشهر، لكن يبدو أنهم يترددون في القيام بذلك ويفضلون استمرار الحرب على البقاء في السلطة. حيث "أثارت هذه الرسالة غضب حكومة نتنياهو. [1]
إن رفض الجنود الإسرائيليين الاستمرار في الخدمة من جهة وتآكل الحرب من جهة أخرى خلق العديد من التحديات للنظام الصهيوني بعضها مذكور أدناه:
1_ لقد استنفدت الحرب طويلة الأمد جنود النظام لدرجة أن العديد من الجنود الصهاينة تركوا الخدمة، حيث واجه النظام أزمة نقص في الموارد البشرية ولم ينجح استدعاء قوات الاحتياط، ولهذا السبب ولأول مرة في تاريخ النظام الإسرائيلي المزيف اضطر النظام إلى نقل جنوده من خارج السياج الحدودي في قطاع غزة إلى داخل المنطقة للتعامل مع نقص الموارد البشرية في صفوف الجيش. [2]
2_ زيادة الانتحار وهروب الجنود الإسرائيليين من الخدمة؛ تأثير آخر لحرب غزة كان في الجيش الصهيوني. وفقا لوسائل الإعلام العبرية، التي تواجه إجراءات أمنية مشددة ورقابة من الجيش الإجرامي، انتحر ما لا يقل عن 10 ضباط إسرائيليين بسبب مشاكل نفسية منذ بدء الحرب. و وفقا لمعلومات تسربت إلى وسائل الإعلام فإن الجنود الإسرائيليين ينهون حياتهم بإطلاق الرصاص أو تفجير القنابل اليدوية للتخلص من عبء الضغط النفسي، حتى لا يعودوا مضطرين لتحمل كابوس الحرب. [3]
3 _ فشل نتنياهو في تحقيق الأهداف التي أثيرت في بداية الحرب والمصير المجهول للأسرى الصهاينة خلق موجة من الاحتجاجات في الأراضي المحتلة من قبل المواطنين وخاصة عائلات الأسرى وحتى المسؤولين الإسرائيليين. وفي هذا الصدد أكد أحد أحزاب المعارضة في النظام الصهيوني أن رئيس وزراء النظام لا يهتم بالجنود الإسرائيليين الذين يقتلون والصواريخ التي تطلق باتجاه الأراضي المحتلة ويفكر فقط في نفسه. [4]
خلاصة القول
شن الكيان الإسرائيلي الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة حرباً مدمرة ضد سكان قطاع غزة منذ تاريخ 7 أكتوبر 2023 بهدف تدمير حماس وإعادة الأسرى الصهاينة، فالإضافة إلى الدمار الهائل والمجاعة المميتة لأكثر من آلاف الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، وعلى الرغم من كل هذه الجرائم، فقد اعترف النظام الصهيوني أنه بعد أكثر من 12 شهرا من الحرب لم يتمكن بعد من تحقيق أهدافه في الحرب والتي هي تدمير حركة حماس وعودة الأسرى الصهاينة من قطاع غزة عدى عن تبعات تلك العملية وهي تآكل الجيش الإسرائيلي. وهذا يطرح حاليا على النظام الصهيوني تحديات أساسية يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على النظام الإسرائيلي.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال