فشل أمني واستخبارتي كبير.. عمليتا أريحا وحوارة تدخل منظومة الاحتلال الأمنية في مأزق 122

فشل أمني واستخبارتي كبير.. عمليتا أريحا وحوارة تدخل منظومة الاحتلال الأمنية في مأزق

لم تمضِ أيام قليلة على اعتداءات المستوطنين على ممتلكات ومنازل الفلسطينيين في بلدة حوارة جنوب نابلس شمال الضفة المحتلة، حتى جاء الرد العادل على يد ثائر فلسطيني نفذ عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل اثنين من المستوطنين، قبل أن ينسحب بسلام.

لم يتوقف ثأر المقاومة هنا بل تبعته عملية إطلاق نار مزدوجة في أريحا، أدت لمقتل مستوطن آخر، فيما تتواصل المواجهات مع جنود الاحتلال والمستوطنين في أنحاء متفرقة من مدن الضفة الغربية والقدس أصيب خلالها عدد من المستوطنين، وتم إحراق حافلة وسيارة.

إضافة نوعية

المختص في الشأن الإسرائيلي عادل ياسين أكد أن انطلاق العمليات من أريحا يمثل إضافة نوعية للمقاومة في جنين ونابلس، موضحًا أن ثقافة المقاومة لا تقتصر على حدود جغرافية أو فئة عمرية فهي ثقافة متجذرة لدى الشعب الفلسطيني.

وقال ياسين في حديث خاص لوكالة شهاب للأنباء، إن نجاح مثل هذه العمليات يجسد  فشلا كبيرا للاحتلال وقياداته الأمنية، موضحًا أن هناك فشلا أمنيا في منع هذه العمليات رغم رفع حالة التأهب وتعزيز القوات في مناطق التماس وداخل المدن.

وأضاف أن ما حدث يشير لفشل وإفلاس سياسي في إيجاد حل لهذه الظاهرة وهو ما يفسر الجهود التي تقوم بها "إسرائيل" لإعادة الحياة لأجهزة أمن السلطة وإمدادها بكل ما تلزم لكي تقوم بدورها التقليدي وملاحقة المقاومين.

وبين ياسين أن استمرار العمليات وتصاعدها يؤكد بأن حل القضية الفلسطينية لا يأتي عبر القوة أو المزيد من القوة، وأن تغير الحكومات وكثرة التهديدات والتصريحات لن تحل المشكلة، مشيرًا إلى أن الحل هو مواجهة الحقيقة بأن للشعب الفلسطيني حقوقا لن يفرط بها لا بالقوة العسكرية ولا بالمزايا والتسهيلات الاقتصادية.

الشعب يعشق المقاومة

ولفت ياسين إلى أن تصاعد العمليات خلال الفترة الماضية تزامن مع الجرائم التي ارتكبها الاحتلال في نابلس وجنين وقبلها أريحا، وهو ما يؤكد بأن جينات الشعب الفلسطيني لن تسلم بهذا الواقع ولن تسمح باستمرار انتهاك حرمة الدم الفلسطيني واستباحته.

وبين أن نجاح المنفذين في تنفيذ العمليات أدخل الأجهزة الأمنية في دوامة ومأزق يستنزف قدراتها وإمكاناتها دون أن تمتلك حلا لإحباط تلك العمليات، الأمر الذي يعني الكشف عن سوءة  وعجز هذه الأجهزة.

وتابع، ما يزيد الأمور تعقيدًا هو شعور أجهزة أمن الاحتلال بأنها باتت شبه مقيدة وتخشى من تدهور الأوضاع واتساع رقعة المواجهات وما قد يترتب عليه من دخول غزة على خط المواجهة بعد أن نجحت مقاومتها في تثبيت معادلة الربط بين الساحات.

وكشف المختص في الشأن الإسرائيلي أن أهم مؤشر هي الجرأة التي أظهرها منفذو العمليات وقدرتهم على التخطيط للعملية والانسحاب بدقة متناهية، موضحًا أن ما يحتاجه الفلسطيني هو امتلاك الإرادة فقط للرد على جرائم الاحتلال.

ضربة أمنية

ومن جانبه قال الباحث في الشأن الإسرائيلي أدهم أبو شوقة، إن عملية أريحا شكلت تحديا جديدا أمام منظومة الاحتلال الأمنية، حيث تعتبر أريحا منطقة آمنة جدًا بالنسبة له ولمستوطنيه.

وأكد أبو شوقة في حديث خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أن هناك تطورا وتمددا في الحالة الثورية وفي موجة العمليات الفلسطينية الحالية، وتنتقل تدريجيًا من شمال الضفة الغربية إلى مناطق مختلفة في أنحاء الضفة.

وأوضح أن أريحا خلال فترة الانتفاضة الأولى والثانية لم تشهد عملية إطلاق نار كبيرة، ولكن في هذه الموجة الثورية المشتعلة كان هناك عمليتان، الأمر الذي أقلق وأربك حساباته.

وأضاف أبو شوقة أن عملية أريحا تعتبر بالنسبة للاحتلال مؤشرا خطيرا، وبات لديه اعتقاد جازم بأن الأمور ذاهبة باتجاه فقدان السيطرة ونقطة اللاعودة.

وأشار أبو شوقة إلى أن مخاطر الموجة الحالية للمقاومة بالنسبة للاحتلال، هو أنه لا توجد لها قيادة مركزية أو قيادة هرمية تتحكم فيها.

وأشار إلى أن عددا من المحللين الإسرائيليين تحدثوا أن الشباب الفلسطيني اليوم لم يشهد مجازر الاحتلال ولا يخاف منه، موضحًا أن هذا الجيل جيل متعلم ويبحث عن أدوات يمكن من خلالها التأثير، وضرب الاحتلال في مواطن ضعفه، وتدفيعه ثمنا باهظا جراء جرائمه ضد الفلسطينيين.

وفرضت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، حصارًا محكمًا على مدينة أريحا، شرق الضفة الغربية، بعد مقتل مستوطن في عملية إطلاق نار في غور الأردن.

وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال تتواجد بكثافة على مداخل أريحا، وعلى الطرق "الالتفافية" المحيطة بها، وتجري عمليات تفتيش للمركبات الخارجة من المدينة وتدقق في بطاقات ركابها، في الوقت الذي تحلق فيه طائرة مسيّرة للاحتلال في سماء المدينة.

المصدر:وكالة شهاب

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال