فشل الكيان الصهيوني في التعامل مع الاستراتيجيات المعقدة لحزب الله اللبناني
منذ بداية عملية طوفان الأقصى في 7 اكتوبر ، هب حزب الله اللبناني لنجدة المقاومة الفلسطينية من خلال إشعال الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة. وفي هذه المواجهة، تمكن حزب الله باستراتيجياته الخاصة من خلق تحديات جدية للنظام الصهيوني لدرجة أن العديد من قواعد ومعدات العدو الإسرائيلي على الحدود اللبنانية دمرت أو تضررت بسبب هجمات حزب الله، وتسببت في أضرار كبيرة وقُتل وأصيب عدد من جنود الاحتلال. [1]
ولكن ما هي استراتيجيات حزب الله ضد النظام الصهيوني؟
التزايد التدريجي لتحركات حزب الله ضد الصهاينة:
إحدى المعادلات المنطقية التي أنشأها حزب الله اللبناني على الحدود الشمالية للأراضي المحتلة تتلخص في ربط نوع وحجم أعماله بمدى الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد أهل غزة. أي إن حزب الله في لبنان استطاع أن يتحكم ويعمل تدريجياً على جعل الأسلحة التي يستخدمها أكثر تقدماً وأكثر فتكاً حسب ظروف المعركة، على سبيل المثال في البداية، هاجم حزب الله أهدافاً في شمال فلسطين المحتلة بصواريخ الكورنيت وقذائف الهاون لكن الهجمات الحالية تتم بصواريخ قوية لم يتمكن النظام الإسرائيلي من اعتراضها وتدميرها، وكمثال على ذلك فقد تمكن حزب الله قبل أيام قليلة من مهاجمة مقر القيادة الشمالية للأراضي المحتلة، وهي القاعدة الجوية في ميرون، وأيضاً استهداف القاعدة العسكرية في منطقة صفد بصواريخه الجديدة، إلا أن نظام القبة الحديدية لم يتمكن من اعتراض هذه الصواريخ. وفي هذا السياق ينشر موقع والا الصهيوني الذي يعد من أهم المواقع الأمنية التابعة للكيان الصهيوني مقالا كتب فيه : "تزايدت الانتقادات الموجهة للجيش الإسرائيلي في سياق فشل منظومته المضادة للصواريخ في مواجهة صواريخ حزب الله اللبناني التي أطلقت باتجاه الأراضي المحتلة". [2]
الاقتصاد المشلول وتهجير الصهاينة
تمكن حزب الله اللبناني من تعطيل اقتصاد هذه المناطق وشل حركته من خلال هجماته على مناطق مختلفة شمال الأراضي المحتلة. وقد تطرقت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى هذه القضية عدة مرات في الآونة الأخيرة. في الوقت نفسه، وبحسب الإحصائيات التي أعلنتها المؤسسات الإسرائيلية، فإن هجمات حزب الله اللبناني على شمال إسرائيل تسببت في نزوح نحو 200 ألف مستوطن إسرائيلي من منازلهم والانتقال إلى وسط الأراضي المحتلة. [3]
إعماء معدات التجسس الإسرائيلية
كانت تهدف عمليات حزب الله اللبناني، قبل تكثيف هجماته على المواقع والقواعد العسكرية الإسرائيلية إلى حد كبير إلى استهداف مواقع الرادار ومعدات التجسس التي نشرها الجيش الإسرائيلي على حدوده الشمالية.
ويمهد هذا الإجراء بشكل كبير الطريق أمام إجراءات حزب الله المستقبلية في حال اتسع نطاق الحرب في غزة. في الواقع بهذه الهجمات يضرب حزب الله إسرائيل ويقلل قدر الإمكان من العقبات الخطيرة التي تعترض عملياته الميدانية والعسكرية لاحقاً.[4]
الإسرائيليين جميعهم رهائن لدى حزب الله
إن فشل النظام الصهيوني في التعامل مع استراتيجيات حزب الله اللبناني هو قضية حظيت أيضًا باهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى حد أن الشبكات الناطقة باللغة العبرية اعترفت بهزيمة النظام الصهيوني أمام الاستراتيجيات المدمرة لحزب الله اللبناني. وفي هذا السياق، أعلنت شبكة "كان" التابعة للنظام الصهيوني: "إن الإسرائيليين في الشمال جميعهم رهائن لدى حزب الله اللبناني؛ ومن خلال خلق معادلة في شمال إسرائيل، خلق حزب الله تحدياً أمنياً واستراتيجياً مهماً، لقد أصبحت المدن الشمالية في إسرائيل هدفاً لحزب الله وفشلت سياسات احتواء حزب الله، وليس من الممكن لإسرائيل أن تستمر في هذا الوضع المزري الذي يشبه لعبة الطاولة". كما أعلنت القناة 13 التابعة للكيان الصهيوني: "إن حزب الله اللبناني هو الذي يملي دائمًا على إسرائيل مقدار ومستوى النيران، والحكومة أيضًا نائمة!" 80 ألف نازح إسرائيلي لم يحسم أمرهم منذ أربعة أشهر وهم بعيدون عن منازلهم دون أي حل يلوح بالأفق! »[5]
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال