يتحكم كيان الإحتلال في السياسة الأمريكية في المنطقة عموما وتلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية خصوصا. فالكيان من يحدد المصالح الأمريكية وتطورات السياسة الأمريكية ومواقفها من قضايا المنطقة والقضية الفلسطينية.
المفارقة الأولى في هذه الزيارة والسياسة الأمريكية “إعلان القدس”، والذي يؤكد على عمق العلاقات الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والكيان المحتل، وديمومة الإلتزام الأمريكي بدعم الكيان أمنيا وماليا. هذا الإعلان أولا عقد في القدس فيعني الإعتراف بالقدس عاصمة للكيان وليس كما تعلن إدارة الرئيس بايدن وموقفها من قضية القدس.
المفارقة الثانية الوعود الجوفاء للرئيس بايدن في حملته الانتخابية بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس تسهيلا للفلسطينيين وإعترافا ولو جزئيا بأن القدس الشرقية محتلة.
والمفارقة الأخرى الأكثر غرابة الإستمرار في غلق مكتب منظمة التحرير في وأشنطن والذي اغلقته إدارة الرئيس ترامب، ومن وقتها والمكتب مغلق علما ان المنظمة من اعترفت بالكيان ووقعت إتفاقات أوسلو. والأكثر تناقضا وعدم مصداقية في هذه السياسة إعتبار منظمة التحرير الفلسطينية منظمة إرهابية في القانون الأمريكي.
أما المفارقة الأساس التي تعكس تناقض إدارة الرئيس بايدن التمسك بحل الدولتين، وهذا الإعلان لا يتعدى حدود الإلتزام اللفظي دون المضي ولو خطوة واحدة تجاه التنفيذ وتحول لمجرد وعد لفظي..! ويبقى شعارا يعكس إستراتيجية “حفظ ماء الوجه” التي تتبناها الإدارة الأمريكية والحزب الديمقراطي.
والمفارقة الأخرى لإدارة الرئيس بايدن محاولة إستبعاد فلسطين من كل الترتيبات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تخطط لها، وكأن فلسطين غير موجودة، ولا علاقة لهذه الترتيبات بالقضية الفلسطينية التي باتت ترى فيها الإدارة الأمريكية انها مجرد نزاع ثنائي على بعض الإحتياجات الاقتصادية..! وهذه المفارقة توضح لنا القاسم المشترك بين إدارة بايدن وإدارة ترامب ـ فإدارة الرئيس بايدن لم تلغي اي من القرارت التي اتخذتها إدارة ترامب ـ بل إنها تتبنى “صفقة القرن” دون الإعلان المباشر، فلا تخرج سياستها عن الاقتصاد مقابل السلام.ومفارقة شيرين ابو عاقلة الصحفية الفلسطينية والتى تحمل الجنسية الأمريكية والتي قتلت برصاصة جندي إسرائيلي والعمل على غلق الملف وتبرئة الكيان المحتل من قتلها.
وأخيرا مفارقة العدوان على غزة والذي راح ضحيته أكثر من أربعين شهيدا من بينهم خمسة عشر طفلا، هذا العدوان الذي تبرره إدارة بايدن بحق الكيان الغاصب الدفاع عن نفسه.
هذه المفارقات لعلها السبب التاريخي في كل الفشل الذي أقترن بالسياسة الأمريكية، وفشل زيارة بايدن لأنه تجاهل القضية الفلسطينية. ان هذه المفارقات تفقد السياسة الأمريكية مصداقيتها والثقة في أي تحرك سياسي، بل سيفشل أي سياسة أمريكية في المنطقة. وتبقى القضية الفلسطينية المحك والمعيار لأي تحرك وسياسة أمريكية.
بقلم: ناجي صادق شراب
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال