في الذكرى 76 للنكبة .. ضمائر العالم تصحو؛ والعربية غارقة في نوم عميق
النكبة الفلسطينية ليست نكبة للفلسطينيين فحسب وانما نكبة للوجدان والشعور العربي نكبة لجميع الأحرار في مختلف أنحاء العالم في ظل الصمت المخجل وخاصة من بعض الحكومات العربية.
النكبة الفلسطينية ليست نكبة للفلسطينيين فحسب وانما نكبة للوجدان والشعور العربي نكبة لجميع الأحرار في مختلف أنحاء العالم في ظل الصمت المخجل وخاصة من بعض الحكومات العربية على حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال بحق الفلسطينيين والتي اقتصرت على بيانات خجولة من الدول المطبعة مع الاحتلال ولم يبق سوى محور المقاومة يحمل على عاتقه مسؤولية نصرة القضية الفلسطينية.
النكبة الفلسطينية ذكرى محزنة في ذاكرة الفلسطينيين وبنفس الوقت ذكرى انتصار بالنسبة لحكومة الاحتلال والتي اعتادت أن تحيي احتفالات رسمية في كل عام ولكن اليوم الوضع مختلف خصوصا لدى ذوي المحتجزين لدى حركة حماس في غزة، حيث رفضوا الاحتفال ليواصلوا الاحتجاج على فشل الحكومة في عقد صفقة تبادل لاستعادة أبنائهم.
إضافة إلى عدم قدرة حكومة الاحتلال التصرف مع ازدياد الضغوط الدولية لوقف تلك الحرب أما بالنسبة للجانب الفلسطيني فقد تم تنظيم مسيرات شعبية في الضفة الغربية إحياء لذكرى النكبة الـ 76، وسط شعور عميق بأن المأساة التي يعيشها أهل غزة بين موت وتجويع وتهجير باتت نكبة ثانية تتكرر فيها مشاهد الأولى وفي ظروف أكثر قسوة،
وسط عجز تام للمجتمع الدولي عن التأثير في مجرى الأحداث، رغم أن المجتمعات الغربية عبرت للمرة الأولى عن تعاطفها مع الفلسطينيين، ورغم أن غالبية من الدول والحكومات باتت تؤيد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية.
أما الولايات المتحدة الأمريكية في الذكرى الـ 76، فلا جديد في موقفها بل إنها لا تزال الداعم الأول للكيان وهو ما بدا جليا في تعهد بايدن في رسالة إلى رئيس دولة الاحتلال أبدى فيها التزاما ثابتا بأمن إسرائيل، ولم تكن لديه أي التفاتة إلى الجانب الفلسطيني،
وهذا ما عبر عنه بيان لحركة فتح جدد التذكير بأن بريطانيا مسؤولة تاريخيا وأخلاقيا عن النكبة، واعتبر أن الولايات المتحدة شريكة في النكبة، وأن حرصها على حل الدولتين مجرد نفاق سياسي، لأنها تواصل حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير مصيره.
وفي هذا العام راجع الفلسطينيون أحزانهم في النكبة عبر التهجير القسري الحالي لأكثر من مليوني فلسطيني، يكررون النزوح بين شهر وآخر لأنه لا منطقة آمنة توجد في غزة، إضافة إلى سجل من المجازر والمذابح التي ارتكبها الاحتلال وما يزال يفعل في حق أهالي القطاع. ويحدث ذلك في “إبادة جماعية مكتملة الأركان” يتابعها العالم.
إن “طوفان الأقصى” سلط الضوء على القضية الفلسطينية في كل أنحاء العالم وأخرجت “الضمائر الحية” إلى الشارع في كل العواصم والمدن بما في ذلك بلدان الغرب التي “تدعم سلطاتها سياسات الاحتلال”.
وفي المقدمة المظاهرات والاحتجاجات الطلابية التي انطلقت شراراتها الأولى من أعرق الجامعات العالمية بالولايات المتحدة الأمريكية لتنتقل فيما بعد إلى باقي الجامعات في العالم، يهتف فيها المشاركون لنصرة الفلسطينيين وإيقاف آلة الحرب الإسرائيلي على قطاع غزة المنكوب.
ولا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي مستمرا في قصفه على مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من تشرين الأول، مخلفا دمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية بالرغم من صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
وأحيا عدد من عرب وأجانب دول العالم الذكرى الـ 76 ل النكبة الفلسطينية والتي صادفت 15 أيار 2024، من خلال مظاهرات عمّت أرجاء مدن عدة من حول العالم، وطالبت بحق "عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم"، ونددت بالحرب الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة.
وتظاهر طلاب من الجامعة الأمريكية في بيروت دعماً لغزة خارج السفارة البريطانية. كما أحيت شبكة مناصرة فلسطين الأسترالية (APAN) ذكرى "النكبة"، وخرجت في مظاهرات منددة للحرب الإسرائيلية على غزة وطالبت الحكومة الأسترالية بالعمل على إنهاء "التطهير العرقي الإسرائيلي للشعب الفلسطيني".
كما استغلّ نشطاء بولنديون الذكرى، لتقديم التماس على مستوى البلاد يطالبون فيه الحكومة بطرد السفير الإسرائيلي بسبب الحرب في غزة. إذ أصبحت الاحتجاجات ضد الحرب حدثاً منتظماً في بولندا منذ بداية هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وخرجت مظاهرات في فرنسا وهولندا، وأخرى في ألمانيا، ودول أوروبية أخرى، منددة باستمرار الحرب على غزة.
اليوم لا يمكن اعتبار حرب غزة حرباً فلسطينية - إسرائيلية فحسب بل هي ثورة على وعي الشعوب النائمة التي رضخت طوال عقود لما تريد الدعاية الأميركية إيصاله للعالم من معلومات، فشوهت صورة من تريد وجعلت من ترغب يبدو كحمل وديع وحضاري، وأنزلت العقوبات القاسية على عدة دول بعد إقناع العالم أنها دول مارقة ومصدرة للإرهاب فحاصرتها وضيقت الخناق على شعوبها وعملت على سحق هوياتها الوطنية المناهضة لما يتم ترويجه من قيم مادية حول العالم.
ولم تتوقف أشكال التضامن مع محنة غزة من تاريخ السابع من تشرين الاول في كل بقاع العالم، وأحدثت هذه الأشكال تغيرات عديدة في العالم، إذ أن إسرائيل مثلت في أول مرة أمام محكمة العدل الدولية في جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها، بينما تتعالى الأصوات الرافضة للاحتلال وتطالب بإنهائه.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال