بعد أن توقفت البنية التحتية لخدمات الإنترنت في منطقة الساحل اليمنية عن العمل وذلك بسبب قصف تحالف العدوان، باتت الآن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لمحور المقاومة المصدر الوحيد الذي ينقل أخبار الشعب اليمني إلى العالم.
– یقول المثل الإيراني “قد قيدوا الحجارة وأطلقوا الكلاب”.. فحكاية اليمن اليوم هي حكاية أرض متجمدة أطلقت فيها الكلاب لكن الحجارة اللازمة لمواجهة الكلاب قد تجمدت وباتت مكبلة بالأرض. في مثل هذا الوضع تبقى أيدي التحالف الإماراتي السعودي مطلقة لارتكاب أي جريمة في اليمن، فيما باتت صرخة ظلامة المقاومة اليمنية مكبوتة لا تصل إلى أسماع الرأي العام العالمي.
– وفي الوقت الذي تتعرض فيه اليمن لحصار شديد من البر والبحر والجو، فإن الحرب النفسية التي يفرضها تحالف العدوان على الشعب اليمني مستعرة في أعلى مستوى، فاليوم أعلنت صحيفة واشنطن بوست اليوم ضبط شحنة من الأسمدة الكيماوية في البحر.. زعمت أنها تستخدم في صناعة القنابل اليدوية.. وقالت إنها كانت قادمة من إيران!
– رغم أن هكذا مزاعم لم تكن الأولى من نوعها، إلا أن واشنطن بوست لم توضح أن المقاومة اليمنية المجهزة بصواريخ وطائرات بدون طيار ماذا تفعل بأسمدة كيماوية تستخدم لعبوات ناسفة أو قنابل يدوية، وتحاول امتلاكها لتلبية أي من احتياجاتها؟ فضلا عن أنها لم توضح أن القارب المحتجز المزعوم على أي أساس يمكن اعتباره إيرانيا؟ وما هي الشواهد التي تدل أنه كان متوجها إلى المياه اليمنية؟ أو ليس أن السفن التي تحمل الغذاء والأدوية تمر بمراحل عديدة من التفتيش والرقابة والحصول على التراخيص المختلفة قبل أن تصل إلى المياه اليمنية؟
– فداحة مجازر الأيام الأخيرة في اليمن، في سجن صعدة ومنطقة الساحل والحي الليبي، والتي راح ضحيتها ما لا يقل عن 600 قتيل وجريح يمني، من جهة، والوجود الإماراتي الخطير في سوح المعركة من جانب آخر، يشيران إلى أن السعودية والإمارات حصلتا على ضوء أميركي أخضر جديد لتكثيف الهجمات على اليمن.
– وما يبعث على السخرية في الأزمة اليمنية أن المحاور الغربية – العبرية – العربية لم تبخل بأي جهد في التنديد بشدة بالهجمات المسيرة أو الصاروخية اليمنية على الإمارات وخاصة على المراكز غير الإنسانية فيها، فيما التزمت الصمت المطبق تجاه جرائم التحالف غيرالإنسانية.
– المقاومة اليمنية التي يبلغ عمرها الآن 7 سنوات أثبتت أن “عجلة الزمن لا تعود إلى الوراء”، وأن من يتعين عليه الخوف إنما هي دويلة الأمارات، حيث يبدو أن عليها الانسحاب السريع والصريح من الساحة اليمن غيرالمتكافئة.. أو أن ترضخ قريبا لظاهرة غير مألوفة لديها إي إلى “فرار الاستثمارات”.. وهو ما حذر الإمارات منه قبل يومين العميد يحيى السريع. فهل سوف تتحمل الإمارات هذا العبء الباهض؟ أم أنها سوف تطرح نفسها قربانا للاستراتيجية السعودية والأميركية والصهيونية؟ هذا ما سوف تكشف عنه الأيام.
المصدر: العالم
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال