قائد الثورة الإسلامية في ندائه بمناسبة الحج: البراءة من جميع ظواهر الطاغوت والشرك‘ أول درس يجب أن يتلقاه المسلمون 25

قائد الثورة الإسلامية في ندائه بمناسبة الحج: البراءة من جميع ظواهر الطاغوت والشرك‘ أول درس يجب أن يتلقاه المسلمون

ظهر الاستعمار كحقيقة تاريخية من القرن السادس عشر من قبل القوى الأوروبية في دول العالم الثالث والمجتمعات الإسلامية، حینما سعت الدول الغربية إلى إنشاء دول تابعة لها بین الدول الإسلامية وخلق شقوق عرقية ودينية، وذلك من خلال الوصاية والاستعمار. لقد أضعف الاستعمار سيادة الدول الإسلامية واستقلالها وحوّل طبيعة العلاقات الإسلامية الغربية، من علاقة بين فاعلين متساويين، إلى علاقة بين الحاكم والمرؤوس.


في الواقع، كما قال الإمام الخامنئي قائد الثورة الإسلامية: “منذ اليوم الذي دخل فيه الاستعمار إلى البلاد الإسلامية، كانت كل جهود المستعمرين وقوی الهيمنة تصب في إزالة الأبعاد السياسية والاجتماعية للإسلام والعدالة والحرية والاستقلال”. وهكذا، وبعد الغزو الشامل للغرب في العالم الإسلامي والعهد الاستعماري، بدأ یأفل نجم الحضارة الإسلامية و أخذ ازدهارها في التراجع.


وكان الأثر النفسي لهذه الهيمنة الاقتصادية والسياسية قاسياً لدرجة أنها دفعت المسلمين إلى دراسة أسباب وطرق التخلص من هذا الوضع، وحدثت عقبها تطورات في العالم الإسلامي لا تتماشى مع العولمة والثقافة السياسية الحديثة فحسب، بل حركة ذكية واستقلالية بالكامل لمواجهتهما‘ حيث تعمل على تقوية الهوية الإسلامية أيضاً.


إن انتصار الثورة الإسلامية في إيران هو أحد هذه التطورات التي استطاعت بفعل أفكارمناهضة للغطرسة والباعثة علی الاستقلال والمناضلة للظلم والتمييیز، أن تسير في طليعة تطورات أخرى وحركات المسلمين المناهضة للاستعمار والغطرسة في مناطق أخرى من العالم، وخاصة في غرب آسيا. وكان لهذا الحدث أثر كبير في إيقاظ مسلمي العالم وإحياء المعتقدات الدينية. وشهدنا منذ ذلك الحين، موجة الصحوة الإسلامية صاعدة في دول مختلفة وتشكيل قوى مقاومة لمكافحة جشع الدول المستعمرة وممارساتها الشريرة. ولقد استطاع محور المقاومة في السنوات الأخيرة إحباط مؤامرة الأعداء، أي التغيير الجغرافي على حدود الدول الإسلامية والمستقلة في المنطقة. وإن يأس الصهاينة في القدس المقدسة هذه الأيام، ومشاهدة استعراض قوة حزب الله في سوريا والحدود الجنوبية والشرقية للبنان، وفشل المعتدين السعوديين في مواجهة أنصار الله والتورط في مستنقع اليمن، علامات تثبت فاعلية فكرة المقاومة كعنصر مؤثر في المعادلة السياسية في غرب آسيا.


ولكن في مقابل حركات التحرر الإسلامية هذه، هناك أيضًا دولًا لم يقاوم حكامها مطالب المستعمرين الابتزازية فحسب، بل خضعوا أيضًا لأوامرهم وساعدوا المستعمرين على تحقيق أهدافهم.


وورد في جزء من رسالة آية الله خامنئي الأخيرة بمناسبة الحج: “منطقتنا وأحداثها السريعة والمتنوعة معرض للدروس والعبر؛ من جهة، القوة الناتجة عن النضال والمقاومة ضد المعتدي، ومن جهة أخرى، الإذلال الناتج عن الخضوع والتعبير عن الضعف وتحمّل ما يُفرض عليه.


لذلك، ينبغي القول بأن الرسالة الإستراتيجية لقائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية المعظم إلى مسلمي العالم خلال موسم حج هذا العام هي أن الكفاح والمقاومة ضد الظالمين المستكبرين والمستعمرين يجب أن يصل إلى درجة حاسمة من الأهمیة‘ بحيث يتحد جميع مسلمي العالم ضد التدخل الغربي و أعماله البربرية في أي مكان في العالم. وفي الثقافة الدينية، يعتبر الاستكبار نموذجًا من المظاهر الوثنیة، لأن هذا النظام يدعو عباد الله لطاعته وعبادته كرها: “إنه صنم، كثير من الناس في العالم، بمن فيهم العديد من المسلمين، يُجبرون على طاعته ويُكرهون على عبادته، وهو صنم القوة الأمريكية» “. والمراد من العبادة هي، هذه الطاعة المحسومة التي يتم فرضها على الدول اليوم استجابة لما یریده الاستکباروعلى رأسه الولايات المتحدة، عندما تساق إليها بطرق مختلفة». ولهذا السبب، أطلق آية الله خامنئي على براءة المشركين “المعنى الحقيقي للعبودية”.


وفي رأيه، فإن أول ملحوظة من الحج للأمة الإسلامية، هو البراءة من جميع ظواهر الطاغوت والشرك.  لذلك دعا في رسالة الحج لهذا العام، مسلمي العالم إلى التعويض عن الماضي والمقاومة: “يتعين على دولنا وشبابنا وعلمائنا ورجال الدین ومثقفينا المدنيين وکذلك أهل السياسة وأحزابنا وجمعیاتنا، أن يعوضوا اليوم عن ذلك الماضي المخزي والمخجل؛ ولابد من أن ينهضوا ويقفوا في وجه التدخل الغربي و”یقاوموا” ضد ممارساته التعسفیة. والتأثير الأول لهذا الصراع هو منع الولايات المتحدة وغيرها من الدول المعتدیة من التدخل وإثارة الشر في الدول الإسلامية.


کما شدد قائد الثورة على الإمكانيات الكبيرة للدول الإسلامية في كافة الأبعاد، ورأى أن العالم الإسلامي، بالاكتفاء الذاتي والاعتماد على موارده وإمكانياته، من شأنه أن يخلق لنفسه مستقبلاً زاهرا ويمنع المستعمرين من نهب موارد العالم الإسلامي.


 المصدر؛ iuvmpress.news

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال