تجاوزت الحرب على اليمن والتي شنّها التحالف السعودي، عامها السابع ورأينا خلالها أن عدوان التحالف على الأراضي اليمنية تسبب في أشد الكوارث الإنسانية. ولا يقتصر القمعُ ضد شعب اليمن على حدوده الجغرافية، بل حتى أسرى الحرب المُحتجَزين في معتقلات ليسوا في مأمن من سوء معاملة النظام اللاإنسانية.
وفي مختلف الدوائر الدولية، عندما يتعلق الأمر بانتهاك حقوق الإنسان والقمع، فإن اسم آل سعود يتصدر القائمة. وتواردت تقارير عديدة من قبل منظمات حقوقية عن سجون سعودية السيئة الصيت، حيث أشار المعتقلون والأسرى بها إلى كافة أنواع التعذيب اللاإنساني.
ويُعامَل الأسرى اليمنيون معاملة غير آدمية في سجون آل سعود في حين يرى القانون الدولي الإنساني أنه يجب معاملة السجناء معاملة إنسانية. كما تدعو اتفاقية جنيف إلى معاملة الأسير وفقا لقانون أسرى الحرب حتى لو كان وضعه موضع شك.
وبعد إطلاق سراحه من السجون السعودية كشف أسير يمني النقاب عن أساليب تعذيب مرعبة يمارسها سجّانون سعوديون في محتجزاتهم، متحدثا عن التعذيب بالجلد وسحب الأظافر من الأصابع وبالكابلات الكهربائية التي مثلت الفترة الأكثر رعبا للأسرى.
وبعد إطلاق سراحه وصف جلال الجنداري تجربة الأسر الصعبة في سجون العدوان السعودي فضلاً عن ذكر التجارب غير المُعلَنة للتعذيب والمعاملة اللاإنسانية لحرّاس السجون السعوديين قائلا:” استقبلنا أحدهما بسلك وآخر بسوط وانهالت الضربات على الرأس والوجه، ونزف بعض رفاقنا من أفواههم، وأغمي على الآخر وأصيب آخرون في الرأس. ثمّ أخذانا إلى الحمام وغيّرا ملابسنا فارتدينا الملابس الجديدة، وبعد أن غادرنا الحمام، بدأ الضرب مرة أخرى بالركلات والكابلات، وكانا يهيناننا كثيرا ونقلانا إلى زنزانة. هناك كان يأتي عسكري كل ساعتين ويبدأ في التعذيب من الجلد إلى سحب الأظافر واستمر هذا الوضع خمس سنوات، لدرجة أن بعض الأسرى أصيبوا بأمراض نفسية وذهانية وبعضهم صاروا مجانين، لأن أحدا لم يتوقع هذا الكم من التعذيب المتواصل والمروّع”.
وبصرف النظر عن المعاملة الوحشية للسجناء اليمنيين، فإن الأسرى الذين كانوا على قائمة التبادل أو كان من المفترض أن يُطلق سراحهم قد أعدموا بوحشية من قبل النظام السعودي.
إن النظام السعودي وحكام الرياض الذين أوجعوا رأس العالم بترديد شعار “خادم الحرمين الشريفين” أثبتوا مرارا وتكرارا أنهم لم يتعلّموا من سلوك النبي (ص) مع السجناء شيئا إطلاقا. وكشفت المعاملةُ الوحشيةُ للسجناء اليمنيين عن طبيعة نظام آل سعود الوحشية والملطخة بالدماء والقتل، وعن حقيقة أنهم يرتدون ملابس الدين للتغطية على انحرافاتهم الأخلاقية.
ويبدو أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم والله عن كيفية التعامل مع الأسرى لم يسمع به الحكام السعوديون، وربما لم يقرأ علماءُ الدين السعوديون آية (وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا) عليهم، التي تؤكد جليا احترام الأسرى وحقوقهم في الإسلام.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال