نشرت العديد من وسائل الإعلام حول العالم، في الأيام القليلة الماضية، وانتشرت أخبار عن تحذيرات دول أجنبية لرعاياها من السفر إلى لبنان ومغادرة هذا البلد. وبحسب العديد من المحللين، فإن هذه الحالات هي مؤشرات على حرب وفتنة وشيكة، ويجب أن يأخذها الشعب اللبناني على محمل الجد. إن الوضع غير الطبيعي في غرب آسيا، وفي نفس الوقت تشهد فيه المنطقة أزمة غزة والجرائم التي يرتكبها النظام الصهيوني في الأرض الفلسطينية المحتلة، لا يسعه أيضاً تحمل حرب أخرى واسعة النطاق في هذه المنطقة الجغرافية المشتعلة.
انتظار انتخاب الرئيس الجديد لإيران؛ من الأمور التي أخرت تخطيط أي سيناريو في منطقة غرب آسيا في الأيام الأخيرة هو الوضع الحالي غير الواضح لانتخاب الرئيس الجديد لإيران، وبحسب الأخبار المحلية في إيران، فسيتم تحديد نتائج هذه الانتخابات في الأيام القليلة المقبلة. طبعاً تلك الانتخابات تؤثر على الوضع في لبنان لإن من يحمل شعار المقاومة يمكن أن يكون بمثابة إنذار لأطراف الصراع الغربي في لبنان للاستعداد لعدم الدخول في صراع مع حزب الله اللبناني، وهذا الموضوع يجعل أي تحليل للدول الغربية حول مستقبل حرب الكيان الصهيوني مع حزب الله في لبنان يواجه مشكلة لعدم ادراك الوضع المستقبلي، وعلى الدول الغربية أن تنتظر انتخاب رئيس جديد لإيران ثم تفكر في تكلفة الحرب في لبنان.
الوضع المجهول في الضفة الغربية؛ في الأيام الأخيرة تمكنت قوى المقاومة في منطقة الضفة الغربية من تعطيل تمركز جيش النظام على الحدود اللبنانية بهجمات متكررة ومركزة، ونفذت هذا الهجوم في الوقت الذي كانت فيه الأرتال العسكرية للكيان المحتل تتجه نحو الحدود اللبنانية. من الأمور المهمة بالنسبة لحكومة النظام هي السيطرة على وضع الأراضي المحتلة خلال هجوم محتمل على جنوب لبنان، فجيش النظام ليس لديه القدرة على القتال على جبهتي لبنان الداخلية والجنوبية، ولهذا السبب طالما أنها لا تحقق الاستقرار الأمني في الضفة الغربية، فإن خطر وقوع هجوم غير مخطط له لا يستحق العناء. وقد أدى الوضع الأمني غير المستقر في الضفة الغربية إلى تعطيل خطط جيش النظام لشن هجوم خاطف على جنوب لبنان.
استعداد محور المقاومة؛ بحسب الأخبار الواردة من فصائل المقاومة في الأيام الأخيرة، فإن جاهزية هذه القوات في مختلف المحاور والجبهات والدول الداعمة وصلت إلى مستوى عالٍ، ويقال في بعض الأوساط أيضاً أن إحدى خطط غرفة عمليات محور المقاومة هو تواجد قوات برية لمحور المقاومة في لبنان في حال كان ذلك بداية لحرب الكيان الصهيوني ، وإذا تحقق هذا الوعد فإن منطقة غرب آسيا ستدخل في صراع دموي بأسلوب وبنمط الحروب الكلاسيكية. ويطرح هذا الافتراض في حين لا تتوفر أدلة جدية تؤكد هذا السيناريو، ويبدو أن هناك حرب نفسية تعيشها الأطراف المتصارعة في هذه الأيام التي تسبق الحرب. أما في مواجهة النظام الصهيوني، فقد أثيرت بعض الاتهامات حول استخدام النظام قنبلة ذرية لتدمير لبنان، الأمر الذي يبدو كأنه مفخرة لجيش النظام الصهيوني المهوزم.
وبشكل عام، لا بد من القول إن الحرب الإعلامية التي تحاول الصحافة الغربية تسويقها في الأيام الماضية هي خطة معدة سلفاً للهروب من مشاكل غزة والضفة الغربية. لا يوجد حتى الآن دليل قوي على التصميم الجدي لجيش النظام الاسرائيلي على مهاجمة لبنان. بسبب الانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة والفائز المجهول في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، لن يتم تنفيذ خطة النظام الصهيوني لمهاجمة حزب الله في جنوب لبنان، ويعد تزايد التوتر في المناطق الحدودية اللبنانية في الأيام الأخيرة بمثابة تهديد لا أكثر وسيناريو جيش النظام لاختبار قوة الردع للقوات العسكرية لحزب الله في لبنان. ولن يهاجم النظام الصهيوني جنوب لبنان أبدًا دون ضوء أخضر من الولايات المتحدة. ويمكن أن تكون هذه القضية أيضًا سيناريو للتوصل إلى اتفاق بين حماس والنظام الصهيوني، بحجة أنه إذا كنت لا تريد أن تمتد الحرب إلى جنوب لبنان. ، أنتم راضون عن اتفاق وقف إطلاق النار الذي اقترحته الولايات المتحدة (ارضوا بالحمّى بدلاً من الموت). وهو اقتراح يبدو مرجّحاً أن يُطرح خلال الزيارات الدبلوماسية الإيرانية إلى عُمان وقطر.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال