لماذا إختارت الإمارات والبحرين ‘النسخة الفضائحية’ من التطبيع؟! 19

لماذا إختارت الإمارات والبحرين ‘النسخة الفضائحية’ من التطبيع؟!

في عام 2020 طبعت الامارات والبحرين، بتشجيع ظاهر من السعودية، علاقاتهما مع الكيان الاسرائيلي، ولم يمر سوى وقت قصير جدا، حتى تجاوزت علاقاتهما مع هذا الكيان، علاقات مصر والاردن معه، فقد تجاوزت العلاقة بينهم علاقة الحلفاء، الامر الذي اصاب المراقبين العرب بحيرة، كما اصاب المراقبين في الكيان الاسرائيلي بحيرة مماثلة.

في اقل من عام، وقعت الامارات والبحرين اتفاقيات عسكرية وامنية، ومن المقرر ان تتسلم الامارات انظمة دفاع جوي من الكيان الاسرائيلي، بينما البحرين باتت تتحول تدريجيا الى ميناء عسكري للقطع الحربية الاسرائيلية، بعد توقيعها اتفاقية امنية وعسكرية مع الكيان.

البعض، وصف التطبيع الاماراتي والبحريني بالمبتذل والفضائحي، والبعض الاخر، وهو صحيح ايضا في جانب منه، اعتبر هذا التطبيع، ردة فعل طبيعية للهوية التي تفصل النظامين عن شعبيهما، خاصة في البحرين، حيث يشعر النظام الخليفي انه جسم غريب عن الشعب البحريني، و لا يربطه اي رابط بهذا الشعب ، لذلك لا يرى اي مثلبة من فتح حدود البلاد للغزو السعودي الاماراتي، او بيع البحرين لـ”اسرائيل”.

هناك مبرر في غاية السُخف عادة ما يردده البعض لتبرير التطبيع الاماراتي البحريني الفضائحي، وهو ان خوف هذين النظامين من ايران هو الذي دفعهما للسقوط في احضان “اسرائيل”، فهذا التبرير هو صناعة امريكية، هدفه تغيير العدو من “اسرائيل” الى ايران، وإلا اذا كان هناك حقيقة للتهديد الايراني المصطنع، لكانت امريكا توفر لهم لحماية امام هذا التهديد، ولا حاجة لهما ان يسقطا بهذه الطريقة المخزية في احضان “اسرائيل”.

نظرة سريعة للتبرير الاخير، تؤكد تهافته وعدم موضوعيته، لذلك لا يمكن تبرير مثل هذه السلوكيات غير السوية للنظامين الاماراتي والبحريني، الا من خلال امر واحد فقط، وهو “الدور الوظيفي” لهذة الانظمة التي تم تأسيسها من اجله.

كل الوقائع تشير الى ان الكيان الاسرائيلي يعيش حالة من القلق الوجودي، بسبب محاصرة محور المقاومة لهذا الكيان كالكماشة، بعد ان كان يوما يزبد ويرعد في المنطقة، دون ان يخاف من تداعيات جرائمه وعدوانه، اما اليوم، فازاء كل طلقة يطلقها صوب غزة او لبنان او محور المقاومة بشكل عام، يتم الرد عليه فورا، لذلك رأى العراب الامريكي ضرورة تفعيل الدور الوظيفي لهذه الانظمة من اجل اخراج الكيان الاسرائيلي من مأزقه، ومحاولة اعطائه جرعة معنويات، عبر ربطه بالانظمة الوظيفية التي قام المستعمر البريطني بزرعها في منطقة الخليج الفارسي، وهو خيار لن ينفع الكيان الاسرائيلي، كما انه على نقيض مصلحة الشعبين الاماراتي والبحريني، في حال انتقلت امريكا بهذا الخيار من التخطيط الى التنفيذ، رغم ان اغلب المرقبين يشككون بجدية هذا الانتقال ، نظر لرجحان كفة محور المقاومة الذي يمتد جذوره في اعماق الشعوب العربية والاسلامية، على عكس الانظمة المصطنعة وفي مقدمتها الكيان الاسرائيلي. 

المصدر: العالم

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال