لماذا الضفة الغربية والى اين المآل 20

لماذا الضفة الغربية والى اين المآل

تستطيع ان تقرأ التصريحات “الاسرائيلية” كما تريد فيما يتعلق بالكثير من القضايا الا اذا كانت هذه التصريحات تتعلق بالضفة الغربية فلا خيار امامك سوى ان تقراها باتجاه واحد، ان لا احد في كيان الاحتلال سواء في معكسر اليمين او في معسكر الوسط او حتى في معسكر اليسار مستعد للقبول بدولة فلسطينية.

بالنسبة للـ”اسرائيليين” الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران وتحديدا في الضفة الغربية تعني نهاية كيانهم وانتفاء امكانية البقاء في فلسطين وعليه فانه في افضل الاحوال من الممكن ان يقبل الاحتلال دولة في قطاع غزة لكن الضفة يجب ان تظل على الاقل امنيا تتبع له ، لماذا الضفة الغربية ؟ سؤال كبير علينا ان نجيب عليه من خلال الرؤية الاسرائيلية لنستشرف المستقبل ، الضفة امنيا تعني العمق الاستراتيجي للاحتلال وهذا العمق هو الذي تحدث عنه بنيامين نتنياهو قبل اكثر من ربع قرن عندما جاء رئيسا للحكومة الاسرائيلية للمرة الاولى عندما قال ان طائرة مروحية تقطع فلسطين في اوسع نقطة جغرافية ما بين نهر الاردن والبحر المتوسط في خمسة عشر دقيقة فمن يقبل ان يكون عمقه الاستراتيجي اقل من ذلك ، وهذه اشارة الى ان الفكرة تتعلق بامكانية صد عدوان محتمل من الحدود الشرقية لفلسطين نحو الحدود الغربية اي نحو البحر المتوسط ، بالاضافة الى ان المستوطنات التي تقام بشكل يومي في الضفة الغربية ليس الهدف منها اسكان المستوطنين فيها وانما اقامة حواجز طبيعية مابين المدن الفلسطينية تمنع التواصل الجغرافي وتمنع اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي يحلم بها الفلسطينييون، لماذا الضفة الغربية ؟ لان الضفة الغربية هي نقطة الالتقاء وهي الاقرب الى المناطق المحتلة في العام 1948 ففي بعض المناطق لا يفصل الفلسطيني عن الداخل المحتل سوى بضع امتار وفي بعض مناطق رام الله الفاصل بين بعض القرى ومطار بن غوريون فقط ثلاث او اربع كيلو مترات هوائية ، وعليه ايضا هنا يجب ان نفهم كلمة نتنياهو في كتابه مكان تحت الشمس انه لن يسمح لفلسطيني بان يقف فوق جبال رام الله ليقصف مطار بن غوريون بصاروخ كتف ، هذا عداك عن التقاطع الاجباري بين الفلسطينيين الاسرائيليين في كثير من الشوارع وعند الكثير من البلدات ، لماذا الضفة الغربية ؟ لان الضفة الغربية هي ايضا الخزان المائي والغذائي فمنطقة الاغوار التي تشكل اكثر من 22 بالمائة من مساحة الضفة الغربية تعتبر سلة الغذاء الحقيقية للضفة والمناطق المحتلة في العام 1948 ، اضف الى ان الخزانين المائيين الرئيسيين لفلسطين يقعان في الضفة الغربية واتحدث عن الحوض الغربي والشرقي وتل ابيب عندما اقامت الجدار عمدت ان يتلوى ليضم هذين الحوضين ، اذا عرفنا لماذا الضفة الغربية وحان الوقت ان نستشرف المآل ، في تل ابيب ايضا يريدون ان يكون هناك حلول لانهم شاءوا ام ابوا فان التوصيف للضفة الغربية انها تحت الاحتلال ولا يمكن ان يختلف التوصيف الا باتفاقية او معاهدة تنهي هذه الصفة امام العالم ولكن لا تنهي الواقع وعليه جاءت خطة ترامب وقد تطرح خطط اخرى قد يكون من بينها كنفدرالية مع الاردن مثلا رغم -رفض الملك الاردني للفكرة عدة مرات وتصريحه ان اي علاقة مع الفلسطينيين سيتم تحديدها بعد اقامة الدولة الفلسطينية _، او تسوية اقتصادية تضمن للفلسطينيين في الضفة الغربية واقعا اقتصاديا افضل مقابل تنازلهم عن فكرة الدولة او حتى اعتبار الفلسطينيين مقيمين في الضفة مع منحهم هويات مقدسية تسمح لهم بالتنقل في كل فلسطين التاريخية دون ان يكون لهم اي حقوق سياسية او مدنية ،كل ذلك قد يطرح مستقبلا لكن يبقى القرار لدى الفلسطينيين ان يقبلوا بحلول مجزوءة بعد اربعة وسبعين عاما من النضال او ان يتمترسوا خلف حقهم مهما تكن الصعوبات والاهوال .

فارس الصرفندي

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال