لمحة من البعد الاجتماعي عند الشهيد الحاج قاسم سليماني 12

لمحة من البعد الاجتماعي عند الشهيد الحاج قاسم سليماني

أنجبت ايران كثير من الشهداء ، وكان لكل منهم قصة تحمل كثير من المعاني والدلالات ، وكان للشهيد  الحاج قاسم سليماني قصته الخاصة التي نسج خيوطها الذهبية منذ انتصار الثورة سنة ١٩٧٩م .
ان حياة هذا القائد الشهيد  تحمل في طياتها كثير من المعاني والتعاليم والتي تصلح كمدرسة تربوية أصيلة تنهل من عذب ماء معينها الأجيال .
لقد ولد الشهيد سليماني في سنة ١٩٥٧م في قرية ملك وهي إحدى توابع رابر في محافظة كرمان الواقعة جنوب شرق ايران .
لقد تعلم الشهيد السعيد في نشأته الأولى من أسرته ومن بيئته النظيفة الشهامة والشجاعة والصدق والتفاني في العمل ورفض الظلم ، حتى أنه كان منذ مطلع  حياته مستعدا للتضحية والإيثار فانخرط في الحرس الثوري الإسلامي والذي كان ولايزال يضم خيرة أبناء ايران .
لقد كان القائد سليماني اجتماعي   بطباعه حتى أنه كان قد وصل إلى أعلى الرتب العسكرية وهو لا ينفك عن ماجبل عليه من حبه للناس وتواضعه لهم ؛ فهو يتحدث مع مرافقيه الذين معه وكأنهم اصدقائه ، وفي سفراته المتعددة ينقل عنه أولئك الذين رافقوه احاديثهم وحواراتهم معه ، وينقل الشيخ عبدالله حاجي صادقي أنه كان بتواضع للناس ويقول في مرة قلت للحاج قاسم لماذا انت تتواضع لبعض المدراء  وتقول لهم عندما يسلمون عليك وتقول ( ابوس ايديك أو اقبل ايديكم) هذا غير لائق ؟! فاجابه الحاج قاسم ( من أجل حل مشكلات الناس انا اقبل يد كل أحد ) ! فقال له الشيخ صادقي: بعض الأفراد لايستحق ان تقول له هذه الكلمة أو هذه الجملة)! فقال له الحاج قاسم : ( انا لأجل تمشية أمور الناس ابوس[اقبل] يد كل احد ) ثم اكمل وقال : (اذا  كان تقبيل الأيدي من قبلي سبب لدفع المسؤولين لخدمة الناس فلن انفك عن هذه العادة ).
ان الحاج قاسم كان مصداقا لقول الله عز وجل ( ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا )/سورة مريم : الآية ٩٦.
لقد كان الشهيد سليماني قرين العمل الصالح وكان لين الأخلاق فكثرت اغصانه وكثر محبوه ( من لان عوده كثفت اغصانه) / نهج البلاغة ، الحكمة ٢١٤.
لقد رأينا الحاج قاسم سليماني وهو مع الناس في السيول التي اجتاحت (بعض ) مناطق خوزستان(الاهواز) ، وشاهدناه كيف يتحدث معهم وكأنه يعرفهم ويعرفونه أو كانهم أبناء بلدته التي ولد فيها .
وقد رأينا الشهيد قاسم وهو يجلس مع الناس وخاصة الشباب ويلتقطون معه صورا تذكارية ، وشاهدنا الشهيد قاسم سليماني وهو يجلس مع أبناء الشهداء وكيف يحتضنهم بحرارة ويتحدث إليهم كالأب الرؤوف .
لقد كانت حياته خالية من التشريفات والمبالغات وبيته الذي ظهر فيه السيد القائد الخامنئي حيث جاء معزيا بشهادته ذلك المكان كان يشير إلى طبيعة حياته البسيطة .
أن هذه الأخلاق هي جزء صغير من البعد الاجتماعي عند الشهيد الحاج قاسم والذي صقلته ثقافة الثورة الإسلامية في نفس هذا القائد الكبير الذي كان كأحد الناس ، أنها مأخوذة من قدوة واسوة الخلق محمد المصطفى الذي كان يجلس مع اصحابه ومع الناس فلايتميز عليهم لشدة تواضعه؛ فقد ( دخل رجل على جمل ،فأناخه في المسجد ثم عقله ، ثم قال : ايكم محمد ؟ والنبي متكيء بين ظهرانيهم )/ صحيح البخاري، ج١ص٢٣،باب ما جاء في العلم ، رقم الحديث٦٣.
نعم ان الشهيد الحاج قاسم سليماني سليماني باخلاقه وبعده الاجتماعي ينتسب إلى مدرسة الإسلام الكبرى .

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال