لا اريد كثيرا ان اتحدث عن اللقاءات الفلسطينية الفلسطينية في الجزائر خاصة ان تصريحات السيد عزام الاحمد بان اطرافا فلسطينية وخارجية تسعى لافشال اللقاءات واجتماع المجلس المركزي ان دلت على شيء تدل على أن نقاط الخلاف اكثر واكبر من نقاط الالتقاء.
ولن أكشف سرا إن قلت أن حماس هذه المرة بالذات تذهبت تقديرا لموقف الجزائر المتقدم من القضية الفلسطينية دوما والذي لا ينكره احد من الفلسطينيين لكنها لا تأمل بأن يكون هناك اختراقة حقيقية تنهي الخلاف المستمر منذ خمسة عشر عاما، وقد يتفهم البعض او الغالبية موقف حماس خاصة بعد ان قدمت كل التنازلات الممكنة قبل الغاء الانتخابات التشريعية الاخيرة الأمر الذي دفع بقاعدتها الشعبية الى اللوم على قيادتها لما وصف بانه تنازلات ما كان يجب ان تقدم دون ضمانات حقيقية باجراء الانتخابات، اما فتح فيبدو انها حسمت امرها وتريد اجتماع المجلس المركزي باي شكل كي تضمن ترتيب اوراقها الداخلية من خلاله عبر ترتيب ملفات منظمة التحرير التي تمسك الحركة بزمامها بوصفها الفصيل الفلسطيني الاكبر داخلها، لكن الواقع أن الازمة هي ذاتها لمً تتغير منذ العام ٢٠٠٧ وحتى اليوم وهي ازمة البرامج السياسية المتناقضة ، ففي وقت تلوح حركة حماس بسلاحها اتجاه (اسرائيل ) وتهددها بحرب جديدة اكثر قسوة وترفض الحركة المفاوضات المباشرة وترى أن اقصى ما يمكن التوصل له مع الجانب الاسرائيلي صفقة تبادل اسرى وهدنة مقابل رفع الحصار عن قطاع غزة وتحقيق مكاسب حياتية للفلسطينيين فيه كالميناء والمطار ، في المقابل يعتقد بعض المسؤولين في السلطة بامكانية استعادة مسار التفاوض مع الاحتلال عبر مؤتمر دولي للتسوية بمشاركة الدول المؤثرة اقليميا ودوليا ، وقد تكون اللقاءات التي تجري بين قيادات في السلطة الفلسطينية ومسؤولين اسرائيليين هي محاولة لايجاد شريك اسرائيلي قادر على التفاوض السياسي مع الجانب الاخر دون ان يصف اللقاءات بانها امنية واقتصادية لا اكثر ، وحتى لا نتجنى على السلطة الفلسطينية فإن اطرافا عربية تشجع هذه اللقاءات وتدعمها وتعطي امالا للقيادة الفلسطينية بأن ادارة بايدن ستقدم مبادرة للتسوية قبل موعد التجديد النصفي للكونغرس الامريكي نهاية العام الحالي، من هنا نستطيع ان نفهم لماذا الجغرافيا ليست مهمة في اللقاءات الفلسطينية الفلسطينية وانما المهم امكانية الالتقاء على قواعد محددة وثابتة يقبلها الطرفان، وقد يكون الامر ليس مستحيلا اذا قبل كل طرف بالقواعد التالية اولا: ان العلاقة مع الاحتلال الاسرائيلي يجب ان تكون بالمواجهة بغض النظر عن شكلها وما يتم الاتفاق عليه شعبية كانت ام مسلحة ثانيا ان الاحتكام الى صندوق الاقتراع اولا ثم الشراكة السياسة في الحكم ثالثا ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد ولكن بعد انً يتم اصلاحها بناء على اسس الحوارات السابقة والاهم ان يصل الطرفين الى قناعة فحواها انه لا يمكن اقصاء الاخر، اذا التقت الاطراف وتحديدا فتح وحماس على هذه الاسس فإن الجغرافيا لن يكون لها دور حتى ولو كانت الجغرافيا هي بلاد الواقً واق ، اما ان ظل كل طرف يرفض هذه القواعد فلو كانت الجغرافيا هي اليابسة باسرها فلن يتم التوصل الى تقدم او التقاء.
فارس الصرفندي
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال