منذ تأسيس النظام الملكي السعودي في عام 1932 كان نظام الحكم في الدولة ملكي بشكل مطلق. حيث لا وجود للحزب السياسي والبرلمان والانتخابات في بنيته الإدارية. كان على رأس النظام السياسي فيها هي العائلة المالكة التي برزت مكانتها في النظام الدولي منذ عام 1932 عندما تولى “الملك فيصل” السلطة. يشغل أعضاء آخرون رفيعو المستوى في الأسرة مناصب حكومية مهمة بما في ذلك الوزراء وحكام المناطق والمحافظات والمدن الكبرى.
وفقا للمادة 44 من دستور المملكة العربية السعودية تشكلت حكومة المملكة العربية السعودية على ثلاث سلطات: السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية تعمل هذه السلطات الثلاثة بشكل منسق في أداء واجباتها على أساس هذا القانون والقوانين الأخرى. وفي الوقت نفسه، يعتبر الملك هو أعلى سلطة لكل السلطات الثلاث. الملك هو رأس الحكومة ورئيس الوزراء ورئيس السلطة التنفيذية ويعتبر حاكماً للسلطات الثلاث ويتم تنفيذ جميع حالات الإقالة والتعيينات بأمر منه.
المجموعة الأولى وهي الأكثر نفوذاً في المملكة العربية السعودية هي العائلة المالكة. يطلق على العائلة المالكة وللاختصار اسم “آل سعود” ولكن هذا العنوان المختصر له العديد من الفروع، من بينها أربع عائلات كبيرة ومهمة يمكن تحديدها. هم في الحقيقة أربع عائلات آل فييصل وآل ثنيان وآل جيلاوي وآل كبير وهم أصحاب السلطة الرئيسيون مع اختلاف صلاحياتهم في المملكة العربية السعودية.
بالإضافة إلى عائلة آل سعود فإن العلماء أو القادة الدينيين من أكثر القوى تأثيرًا ونفوذاً في السياسة والحكومة في المملكة العربية السعودية. المملكة العربية السعودية هي واحدة من الدول القليلة التي يشارك فيها رجال الدين والعلماء بشكل كبير في السلطة. يرجع نفوذ العلماء والقادة الدينيين في المملكة العربية السعودية في الغالب إلى حقيقة أن إحدى وظائف هؤلاء العلماء هي إضفاء الشرعية الدينية على قوانين آل سعود. ومع ذلك فإن نطاق أنشطة العلماء يقتصر في الغالب على القضايا الدينية والحكم والدعوة والتدريس في المعاهد الدينية وإمامة المصلين في المساجد. مجلس العلماء هو في الأساس مؤسسة أنشأها فيصل عام 1971 بهدف التبادل المنتظم للآراء والمشاورات بين الملك والمنظمات الدينية.
تعتبر القبائل من القوى الأخرى وعنصرا هاما في بناء السلطة في المملكة العربية السعودية. للجزيرة العربية ثماني قبائل رئيسية وما لا يقل عن خمسة عشر قبيلة فرعية. تلعب القبائل دورًا مهمًا في توفير قوات الحرس الوطني. بالإضافة إلى لعب دور في الجيش و لا يزال زعماء القبائل هم صناع القرار الرئيسيين على المستوى المحلي وبالتالي فإن الحكومة المركزية مجبرة على مشاركتهم في صنع القرار ومنحهم مكانة خاصة في هيكل السلطة.
تعتبرعائلات التجار التقليديين الذين تتساوى أصولهم مع أصول آل سعود، من بين المجموعات المؤثرة الأخرى التي تؤثر على السياسة والحكومة في المملكة العربية السعودية. خلال فترة حكم عبد العزيز الطويلة ، اعتمدت العائلة المالكة على دعم العائلات التجارية في الأمور المالية. بعد أن أصبح النفط مصدر دخل ثابت للحكومة تغيرت العلاقة بين آل سعود والعائلات التجارية أيضًا حيث لم يعد آل سعود بحاجة إلى الدعم المالي من العائلات التجارية. ومع ذلك فإن العائلات التي استجابت بشكل إيجابي لطلب آل سعود من خلال الحصول على قروض أعطيت لهم الأولوية للعقود الاقتصادية كمكافأة. في عام 1973 أدى النمو الاقتصادي والتنمية في المملكة العربية السعودية إلى ظهور فئة جديدة من رجال الأعمال الذين يتم استشارتهم وتعيين أعضائهم في مناصب حكومية مثل مجلس الوزراء والوفد السياسي.
مجموعة أخرى مهمة وذات نفوذٍ في المملكة العربية السعودية هي الطبقة الجديدة من المتخصصين والمهنيين الذين نمت سلطتهم بسبب التغيرات الاجتماعية الناجمة عن مشاريع التنمية. وهم يشملون النخب الحضرية والمتعلمة في الغرب الذين ينتمون إلى فئتين من التجار والأسر العادية. تُستخدم النهر من هذه الفئة بشكل أساسي من أجل النهوض ببرامج التنمية الاقتصادية السعودية ولا يمكن دخولها إلى السياسة إلا إذا كان لديها التزام عملي بقوانين المملكة. يعتبر المختصون والمهنيون من أهم القوى التي تطالب بلإصلاح في المملكة العربية السعودية. وقد طالبوا بطرق مختلفة بتغيير هيكلي في النظام السياسي القائم وتشكيل مؤسسات مثل البرلمان والقضاء دون إشراف العلماء ومراجعة القوانين غير الديمقراطية.
لطالما شكّل الخلاف حول تقسيم السلطة قضية طويلة الأمد في العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية ويعتبر تحديًا للنظام الملكي السعودي. لذلك في حالة حدوث أزمة في المملكة في المملكة العربية السعودية ، سيواجه البلاط السعودي تحديات خطيرة من شأنها أن تهدد سلتطهم. لقد تحولت قضية الخلافة إلى معركة بين الأمراء وبدون وجود حق الحكم للشعب لا يمكن التنبؤ بمصير واضح لها. الواقع أن الوضع الحالي هو نتيجة طبيعية لحكم الأمراء المتعاقبين دون أدنى حاجة إلى الرجوع إلى الرأي العام للشعب أو حتى إقناعهم. على مدى عقود لم تتمكن المملكة العربية السعودية من تقديم صيغة مقنعة للخلافة في السلطة السياسية والتي إن لم يكن الشعب مقتنع فيها على الأقل تُقنع الأمراء وتقلل من تكاليف الصراع على السلطة.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال