مدرسة الشهيد سليماني لتربية الأبطال تبقى خالدة في ذاكرة الوطن 19

مدرسة الشهيد سليماني لتربية الأبطال تبقى خالدة في ذاكرة الوطن

تُطلق مفردة البطل، “حسب ما جاء تعريفها في الأدب الفلسفي”، على شخص استثنائي يختلف عن الناس عامة بسبب تفوقه على القدرات المحدودة للبشر وامتلاكه لسمات أخلاقية فريدة. يُعرف البطل بأنه إنسان خارق للعادة يمكنه بمجرد ظهوره بناء مجتمع مثالي ونبيل على نطاق عالمي، فيما أن البشر الخارق للعادة أو البطل يظهر في ظروف یوفّرها إنسان متميز مثله.

ومن أهم سمات مدرسة الإسلام هي تربية الأبطال، ولاسیما الأبطال المرتبطون بعالم النور الذين يحيون القيم الإلهية ويروّجون مفهوم البطولة في المجتمع ویعلّمون طرق الحصول عليها. إن الجنرال الشهيد سليماني، بسبب امتلاكه للأسس الفكرية الإسلامية – الشيعية، وولائه للأئمة الأطهار والدفاع عن المُثُل والقيم والمصالح الوطنية والدينية، والتفرّد بروحه الدؤوبة في حرب الحق ضد الباطل، كان بطلا حقيقيا. وبالإضافة إلى ذلك، كان التزامه بالإجراءات وتولّي المسؤولية، وقدرته التي لا مثيل لها على التواصل بفعالية مع مختلف الطبقات الفكرية والسياسية والدينية، وإنشاء جبهة متكاملة وقوية ضد نظام الغطرسة، من السمات البارزة الأخرى للشهيد سليماني والتي جعلته يستحق لقب البطل.

وبعد ظهور الثورة الإسلامية، التي أسسها رجل متميز مثل الإمام الخميني، نشأ الشهيد سليماني في مدرسة الإمام والثورة الإسلامية وتمكن من التحرك نحو خلق مجتمع مثالي. كما تم حينها تشكيل المقاومة الإسلامية بعد الثورة الإسلامية الإيرانية في المنطقة وإطلاق الحاج قاسم سليماني دوره في توسيع نطاق المقاومة.

وقضى الشهيد سليماني حياته بصدق ولم يبغِ قط أن يتداول اسمه على الألسن وفي كل منصب شغله، كان يقوم بمسؤولياته بأفضل طريقة ممكنة. کما كرّس حياته لرفع مکانة الإسلام الجديرة، وفي هذا الطريق الروحي حارب الأعداء بحكمته الخاصة حتی أصبح مفخرة عظيمة للشعب الإيراني والعالم الإسلامي. غير أن السمتين المميزتين للشهيد سليماني، أي الإيمان العميق بالله سبحانه وتعالى والالتزام بالسيرة النبوية وأهل بيت المعصومين جعلتاه يجذب كل القلوب المخلصة.

لقد كان الشهيد سليماني، الذي عمل دائما من أجل إرساء السلام والهدوء في مختلف البلدان طوال حياته، عقبة رئيسية أمام مستكبري العالم ومتغطرسيه. وفي عالم يبلغ عدد سكانه ما يقرب من ثمانية مليارات نسمة، فإن شخصا مثل اللواء قاسم سليماني، دون أن یحاول كسب الشهرة، ذاع صيته بالعالم وحظي بشعبية كبيرة لا تقتصر علی طيلة حياته، ولكن استمرت بعد استشهاده أيضا، حیث جذبت أيديولوجيته وطريقته الرجال الأحرار وجعلت أعداءه يرتعدون خوفا من اسمه.

منذ الأيام الأولى لاستشهاد الحاج قاسم وحتى اليوم مرت سنتان وشهد العالم أحداثاً فريدة؛ بدءا من الحداد علی فقدانه والاحتجاج على ارتكاب هذا الاغتيال الجبان ومرورا بمراسم إحياء ذكراه ونشر الكتب والأفلام الوثائقية عنه، وذلك ليس في إيران فقط بل في مختلف البلدان كذلك، نحو العراق ولبنان والبوسنة وسوريا واليمن. … كل هذا يشير إلى أنه لعب دورا تجاوز دور قائد عسكري، بل صار بطلا للأمم الحرة.

وبمعنى أدق، ينبغي القول إن الغربيين يفتقرون إلى مثل هذا البطل، إذ قال بعض الفلاسفة الغربيين، كناقد للحداثة، إن الحياة الحديثة، الناشئة عن تعاليم الحداثة، دمرت حياة البطولة أو، على حد تعبيرهم، Heroic Life.  وليس لديهم بطل، لأنهم لا يعلمون كيف يُّربی البطل، المدارس الغربية لا تعي غور حقائق القيم الإنسانية والإيمانية، ومن الواضح أن كل شيء لا يُفهم يستحيل بناؤه. وانطلاقا من هذا الافتقار، عندما يظهر بطل مثل الجنرال قاسم سلیمانی، فإنهم لا یقدرون علی أن یتحمّلوا وجوده حیا، ويستخدمون كل قوتهم للقضاء علیه.

وكان البطل قاسم سليماني خير من یربّي الأبطال، مما جعل تحمّل ذلك صعبا علی أعدائه وعلى وجه الخصوص الأمريكيين. إذن، اغتالوه جبنا وبعيدا عن الإنسانية، غير مدركين أن استشهاده له عواقب تربوية أيضًا. إذ سيوقظ الأبطال ويزيد من أتباعه ومحبي طريقته.

إن اختلاط دم الشهيد سليماني وأبو مهدي المهندس أدى إلى تعزيز أواصر الحب بين الناس الأحرار في العالم وبين دول محور المقاومة، لدرجة أن الأميركيين أجبروا على التخلي عن العديد من سياساتهم التدخلية والعدوانية ليس فقط في منطقة غرب آسيا، ولكن في أجزاء أخرى من العالم أيضا.

المصدر ؛iuvmpress.news

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال