مراجعة خاصة بالوضع النووي 13

مراجعة خاصة بالوضع النووي

أصدرت مؤخراً منظمة “المحاربون القدامى من أجل السلام” وهي مجموعة دولية مقرّها الولايات المتحدة، تقييماً للتهديد الحالي للحرب النووية، وذلك قبل “المراجعة المرتقبة للوضع النووي” لإدارة بايدن.

وفي تقييمها، حذّرت المنظمة من خطر الحرب النووية التي أصبحت أكبر من أي وقت مضى، قائلة: “ما نحتاجه الآن هو مراجعة الوضع النووي، الذي يمكّننا من تقليل الخطر الحقيقي للمواجهة النووية من خلال الإطلاق العرضي أو التصعيد الخاطئ، وإزالة للأسلحة النووية على وجه السرعة”.

وبحسب وزارة الدفاع الأمريكية، يحدّد استعراض الوضع النووي الذي بدأ منذ إدارة كلينتون واستمر حتى الآن، سياسة الولايات المتحدة النووية واستراتيجيتها وقدراتها وقوتها على مدى السنوات الخمس إلى العشر القادمة.

وفي هذا الشأن، قال الرائد المتقاعد في سلاح مشاة البحرية “كين مايرز” في بيان للمحاربين القدامى من أجل السلام: “لقد تعلّم المحاربون القدامى الطريقة الصعبة للشك في مغامرات حكومتنا العسكرية، والتي قادتنا من حرب كارثية إلى أخرى”. وتابع: “تشكل الأسلحة النووية تهديداً لوجود الحضارة الإنسانية، لذا فإن الوضع النووي للولايات المتحدة أكثر أهمية من أن يُترك للمحاربين الباردين في البنتاغون. لقد طوّر قدامى المحاربين من أجل السلام مراجعة وضعنا النووي، مراجعة تتماشى مع الالتزامات المتماشية مع المعاهدات الأمريكية وتعكس أبحاث وعمل العديد من خبراء مراقبة الأسلحة”.

يشير تقرير المنظمة الجديد إلى أن الولايات المتحدة تحتفظ بآلاف الأسلحة في حالة تأهب قصوى، وأن الولايات المتحدة تقدم ردعاً نووياً موسعاً لكافة حلفائها في الناتو، وكذلك لحلفائها في المحيط الهادئ، اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية.

يقدم قدامى المحاربين من أجل السلام للرئيس بايدن 16 توصية مقسّمة إلى ثلاث فئات: تغييرات أحادية فورية في الوضع النووي، مفاوضات من أجل نزع السلاح النووي، وتنفيذ الالتزامات الناشئة عن المعاهدات.

وتتراوح التوصيات من تنفيذ سياسة عدم البدء باستخدام الأسلحة النووية وإنهاء “برنامج التحديث النووي” إلى التصديق على معاهدة حظر الأسلحة النووية، ومعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية.

وقال جيري كوندون، المحارب المخضرم في حقبة فيتنام والرئيس السابق لقدامى المحاربين من أجل السلام: “هذا ليس علم الصواريخ، الخبراء يجعلون نزع السلاح النووي يبدو صعباً لدرجة الاستحالة. ومع ذلك، ثمة توافق متزايد على الصعيد الدولي ضد وجود مثل هذه الأسلحة”. وأشار إلى أنه “تمّت الموافقة على معاهدة حظر الأسلحة النووية بأغلبية ساحقة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في تموز 2017 ودخلت حيّز التنفيذ في 22 كانون الثاني عام 2021، لذا من الممكن والضروري إزالة جميع الأسلحة النووية”.

وفي إشارة إلى أهمية بناء “حركة متعدّدة الجوانب من أجل السلام في الداخل والسلام في الخارج”، يقول التقرير الجديد: “إننا ننضمّ إلى حركة العدالة المناخية المزدهرة، معلنين أن كارثة المناخ والحرب النووية هما التهديدان المزدوجان لجميع أشكال الحياة على الأرض”.

في وقت سابق من هذا الشهر، أصدر قادة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهي الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بياناً مشتركاً يقرون فيه بالمخاطر التي تشكلها الأسلحة النووية التي يمتلكونها جميعاً.

وقالوا جزئياً: “نؤكد أنه لا يمكن كسب حرب نووية ويجب عدم خوضها أبداً، وبما أنه سيكون للاستخدام النووي عواقب بعيدة المدى، فإننا نؤكد أيضاً أن الأسلحة النووية -طالما استمرت في الوجود- يجب أن تخدم “أغراضاً دفاعية” و”ردع العدوان” و”منع الحرب”.

 سمر سامي السمارة

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال