مركز قيادة وليس سفارة!! 469

مركز قيادة وليس سفارة!!

كيف تُدير الولايات المتحدة حرب إسرائيل على لبنان؟


في خطوة عدائية واضحة للعلن، أصدرت السفارة الأمريكية في بيروت بيانًا اليوم أعلنت فيه أن واشنطن "ستستخدم كل الوسائل لمنع حزب الله من تهديد لبنان والمنطقة". اتسمت نبرة الرسالة بالعدائية وكانت أقرب إلى إعلان حرب منها إلى بيان دبلوماسي، وأكدت مدى تورط الولايات المتحدة في تشكيل ودعم الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان.


يأتي هذا البيان بعد أقل من 24 ساعة من كشف هيئة الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن الموجة الأخيرة من التصعيد الإسرائيلي نُفذت بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة. إن تضافر هذه التطورات يُصعّب بشكل متزايد إخفاء الدور المباشر لواشنطن في إدارة وتدبير الهجوم الإسرائيلي.


ما يحدث ليس مجرد حرب إسرائيلية بدعم أمريكي بل حرب أمريكية يشنها الجيش الإسرائيلي. حيث تُقدّم واشنطن الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية والغطاء السياسي بينما تُنفّذ تل أبيب الهجمات.


تواصل طائرات الشحن العسكرية الأمريكية نقل الذخائر دقيقة التوجيه والقنابل المتطورة والذكية، مما يُمكّن إسرائيل من قصف الأراضي اللبنانية مباشرةً.


توضع خطة الحرب في واشنطن وتُنسّق عبر السفارة في بيروت، وتُنفّذها القوات الإسرائيلية على الأرض. وتكاد الخطوط الفاصلة بين الحليف والوكيل أن تختفي.


ومع ذلك وكما جرت العادة أن تلتزم الحكومة اللبنانية الصمت. لم يُجب رئيس الوزراء ولا وزير الخارجية ولم يستدعيا السفير الأمريكي ولم يُدينا البيان علنًا.


إنّ غياب أيّ ردّ رسمي لا يُشير فقط إلى الشلل السياسي، بل يُؤكّد أيضًا على تآكل السيادة اللبنانية تحت الضغط الخارجي المُستمر.


بينما تُواصل شخصيات أمريكية مثل مورغان أورتاغوس إصدار التهديدات، وبينما تُنفّذ التوجيهات عبر وسطاء مثل توم باراك، تجاوز سلوك واشنطن كلّ الحدود الدبلوماسية.


ويؤكد أحدث بيان للسفارة أن الولايات المتحدة لم تعد تتظاهر باحترام استقلال لبنان بل تُصوّر نفسها كطرف مباشر في الصراع.


داخل لبنان تتكرّر نفس الأعذار بأن البلاد "لا تملك القدرة على مواجهة الأمريكيين والإسرائيليين".


لكن ما يبقى مسكوتًا عنه أخطر بكثير: أن بعض القوى السياسية داخل لبنان متواطئة هي نفسها في المشروع الأمريكي الإسرائيلي، وتعمل كوسطاء محليين لحملة أوسع لتقويض لبنان من الداخل.


مع استمرار القصف الإسرائيلي وتكثيف الولايات المتحدة للضغط الاقتصادي والسياسي والعسكري، تُقوّض سيادة لبنان ليس فقط من قِبل القوى الخارجية بل أيضًا من قِبل من في الداخل الذين فضّلوا الخضوع بدلاً من المقاومة.



إبراهيم ماجد


لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال