بعد العمل الإرهابي الأمريكي وارتكاب جريمة اغتيال الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما قرب مطار بغداد، إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في إجراء انتقامي، قامت بتخطيط وتنفيذ العملية الصاروخية المسماة بعملية الشهيد سليماني”. ونُفّذت العملية في الساعة 1:20 فجرا 8 يناير 2020، حيث أطلقت 13 صاروخا باليستيا من طراز “قيام”و”فاتح-313” على قاعدة عين الأسد الأمريكية حيث تضم قوات ومعدات أمريكية في محافظة الأنبار العراقية.
و تحظى الضربة الصاروخية الإيرانية على قاعدة عين الأسد الأمريكية، والتي جاءت رداً على اغتيال شهيد سليماني بطريقة دنيئة، بأهمية بالغة؛ لأنه لم تهاجم أي دولة رسميا قواعد الولایات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية. ومن جهة أخرى، أحرج الهجوم المسؤولين الأمريكيين وتسبب في نقل تصريحات وأخبار متناقضة من الولايات المتحدة. والرئيس دونالد ترامب الذي كان من المقرر أن يحضر مؤتمرا صحفيا بهذا الشأن، ألغى المؤتمر وغرد بدلا من ذلك “كل شيء على ما يرام”!
وبینما يأتي ترامب بهذا الادعاء بأن القوات المتمركزة في عين الأسد والمعدات اللوجستية فيها لم تحلق بها أي خسارة، في حين أن نشر صور من القاعدة الأمريكية بعد الضربة الصاروخية الإيرانية وتقدیر الخبراء، یشیران إلى أن القاعدة تعرضت لأضرار جسيمة. وعلى الرغم مما قالته إيران، فإنها لم تسع إلى وقوع إصابات مدنية إلا أن كثيرا من القوات المتواجدة في القاعدة أصيب بارتجاج في الدماغ جراء الضربات الصاروخیة. وفي هذا الصدد، أفاد أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية لحرس الثورة الإسلامية، أنه قامت القوات الأمریکیة بما لا يقل عن تسع طلعات جوية لنقل الجرحى الأمريكيين إثر الهجوم. وبرغم ذلك، تبنت الحكومة الأمريكية في ذلك الوقت صيغة الرقابة على المعلومات والعرض البطيء لها؛ لأن حقیقة الأمر کانت معبرة عن أن إيران تمكنت من تغييرتوازن القوة الرادعة في المنطقة أمام أعين أمريكا من خلال الهجوم على عين الأسد، وهذه كانت واحدة من إنجازات إيران الاستراتيجية کلما واجهت الولايات المتحدة.
ولقد مضى أكثر من 18 شهرًا على الضربة الصاروخية الإيرانية، وخلال هذه الفترة، کشف المسؤولون الأمريكیون ووسائل الإعلام عن جوانب أخرى للحادث، ولكن جاء في أحدثها حیث قالت المتحدثة السابقة باسم وزارة الدفاع الأمريكية خلال إدارة دونالد ترامب إن البيت الأبيض طلب من البنتاغون التقليل من أهمية الأضرار التي لحقت بالقوات الأمريكية بعد الهجوم الإيراني ونشرها تدریجیا. ونقلت الغاردیان عن أليسا فرح التي كانت ذات يوم المتحدثة باسم البنتاغون قولها إن الضربة الصاروخية للحرس الثوري الإيراني على قاعدة أمريكية في العراق كانت “أعنف ساعات في حياتها”. وأجرت السيدة فرح مقابلة مع بودكاست تحت عنوان ” وان دسيشن”، وهو ما يعني “قرار واحد”. وتم إنتاج البودكاست بواسطة ميشيل كاسينسكي وهو مراسل سابق لـ سي.إن.إن، وريتشارد ديرلوف، الرئيس السابق لجهاز المخابرات الخارجية البريطانية (M6). والموضوع الأكثر إثارة للاهتمام في البودكاست هودونالد ترامب. وبينما قد أكدت الولايات المتحدة أنه لم يُصب أو يُقتل أي من جنودها، وبحسب أليسا فرح، عندما لاحظ ترامب الضرر الكبير الذي لحق بقاعدة عين الأسد والقوات الأمريكية المتمركزة هناك، ازداد الضغط -من قبل البيت الأبيض- على البنتاغون: “كانت محاولة من البيت الأبيض ليقول إن [الهجوم] لم يكن ناجحا ولم يتمكن الإيرانيون جراء الإجراء الانتقامي من إلحاق الخسارة بأهدافنا، وأنني أعتقد حصل شيء من المغالاة في هذا الصدد”. وأكد دونالد ترامب “عدم إصابة” القوات الأمريكية وتحدث عن تخفيف التوترات مع إيران واعتبره سببا ضمنيا لعدم رد الجيش الأمريكي، لكن مع مرور الوقت، ارتفع تدریجیا عدد الجنود المصابین بارتجاج في الدماغ. وبحسب إليسا فرح، مع ورود المزيد من التقارير عن زيادة الخسائر في الأيام التي أعقبت هجوم يناير أصر البنتاغون على إعلان الإحصائيات تدريجياً؛ إلا أن البيت الأبيض لم يكن سعيدًا بالوضع: “وتصل رسائل تحذير من البيت الأبيض کُتبت فیها هل یمکن كتابة التقریر بشكل مختلف؟ هل يمكن تسليم التقرير كل عشرة أيام أو أسبوعين أو تلخيصه في النهاية؟ وكان يفضل البيت الأبيض عدم تحديث الإحصائيات بانتظام ».
وفي كل مرة يشير مسؤولون أميركيون سابقون إلى مزيد من الحقائق حول الهجوم الصاروخي على عين الأسد! ومن الواضح، في المستقبل القريب مع إزالة الضغط وكشف الرقابة عما حدث خلال الهجوم على عين الأسد، ستكشف هذه القصة عن حقائق أكثر صدمًا بكثير (ضد الولايات المتحدة).
المصدر ؛iuvmpress.news
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال