مساعي أمريكية لإعادة تصدير نفط الإقليم 7982

مساعي أمريكية لإعادة تصدير نفط الإقليم

إن السياسة الخارجية الأميركية، وخاصة فيما يتعلق بالمناطق الغنية بالنفط، وخاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط، تأثرت بشكل كبير بالمتغير النفطي. إن الوجود السياسي والعسكري والاقتصادي المكثف للولايات المتحدة في المناطق الغنية بالنفط، فضلاً عن اتخاذ التدابير اللازمة لضمان إمدادات النفط، كلها تشير إلى الدور البارز لهذه المادة الحيوية في السياسات العسكرية والأمنية العليا للولايات المتحدة. [1]

اهتمام الولايات المتحدة بمنطقة إقليم كوردستان الغنية بالنفط
تعد منطقة غرب آسيا إحدى النقاط الجيوسياسية التي تتمتع بموارد طاقة هائلة وأهمية استراتيجية وجيواستراتيجية بالغة الأهمية وفريدة من نوعها في العالم. ولهذا السبب، كانت هذه المنطقة دائمًا في مركز اهتمام القوى العظمى عبر التاريخ. في غضون ذلك، يتمتع إقليم كردستان العراق، الذي يمتلك نحو 50% من احتياطيات الطاقة من النفط والغاز في العراق، بأهمية جيوسياسية عالية في العراق ومنطقة غرب آسيا، وكان دائما محط اهتمام الولايات المتحدة.[2]

وقف تصدير النفط الإقليم
في منتصف شهر شباط/فبراير 2022، أعلنت المحكمة الاتحادية عدم دستورية قانون النفط والغاز في إقليم كوردستان إثر شكوى تقدمت بها وزارة النفط الاتحادية وأعلنت أن قيام إقليم كوردستان بتصدير النفط لمصلحته الخاصة غير قانوني وشددت على أن تصدير النفط والغاز غير قانوني ويجب أن يكون النفط في جميع أنحاء البلاد تحت إشراف الحكومة المركزية. وبسبب هذا الوضع، وفي مثل هذه الحالة توقفت تركيا أيضاً عن تصدير النفط عبر خط جيهان بعد قرار محكمة باريس وتؤخر استئناف الصادرات منذ أكثر من عام، والسبب الرئيسي هو نشر معلومات حول تهريب هذا النفط من قبل أطراف إقليمية بربع السعر العالمي وقد أعلنت عن معارضتها لاستئناف الصادرات. [3]

جهود أمريكا لاستئناف التصدير الرسمي لنفط الإقليم
في رسائل منفصلة ومتتابعة، ​​طلبت شركات النفط الأجنبية وحكومة إقليم كردستان من حكومة بايدن الضغط على بغداد لاستئناف صادرات النفط من إقليم كردستان إلى تركيا. ولهذا السبب، قال جيفري بيات، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الطاقة، في مؤتمر صحافي مع الصحافيين حول مسألة وقف تصدير النفط من إقليم كردستان عبر تركيا قبل عام، إن بلاده حريصة جداً على تصدير نفط إقليم كردستان عبر تركيا في أسرع وقت ممكن، لأن أمريكا ترى في نفط إقليم كردستان هدية ثمينة في مجال الطاقة، ويجب إعادتها إلى الدائرة في أسرع وقت ممكن. وأكد أن نفط إقليم كوردستان يلعب دوراً مهماً جداً في استقرار اقتصاد إقليم كوردستان. [4]

الطريق المسدودة أمام تصدير نفط الإقليم
ونشرت خلال الأيام القليلة الماضية أنباء عن زيارة مساعد شؤون الطاقة في وزارة الخارجية الأمريكية إلى العراق وإقليم كردستان، ولذلك قامت جمعية صناعة النفط في إقليم كردستان المكونة من 8 شركات نفط أجنبية من بينها المتحدة بإصدار بياناً يسلط الضوء على دور الولايات المتحدة في حل المأزق، واعتبر أن تصدير النفط لإقليم كردستان مهم. واعترف مايلز كوجينز المتحدث الأمريكي باسم اتحاد صناعة النفط في إقليم كردستان العراق في هذا البيان وبأن قضية صادرات نفط إقليم كوردستان قد وصلت إلى نهايتها واستئنافها يتطلب التعاون والتفاعل البناء من جميع الأطراف بما في ذلك إقليم كوردستان والعراق وتركيا والشركات العالمية النفطية. كما أعلنت هذه المؤسسة استعدادها لاستئناف تصدير النفط من إقليم كوردستان، وترى أن إقليم كوردستان لديه قدرة أكبر على إنتاج وتصدير النفط الخام إلى الأسواق العالمية، الأمر الذي سيكون مفيداً لشعب العراق وإقليم كوردستان. [5]

خلاصة القول
لسنوات، ركز الأمريكيون على تدفق مستقر للطاقة ويعتبرون أي عدم استقرار في إمدادات النفط وأسواق النفط سيكون على حساب اقتصادهم، ومن ناحية أخرى، يريدون الحفاظ على هيمنتهم ولا يريدون ل40 عاما مضت من الحضور والسيطرة أن يخسروها بهذه الطريقة، وعلى هذا الأساس، أعطوا الأولوية للحفاظ على هيمنتهم. في الواقع لقد ربطت الولايات المتحدة أمن الطاقة العالمي بنفسها، وتعتبر نفسها من واجبها ألا تكون غير مبالية بالأحداث المتعلقة بتدفق توزيع الطاقة، ولهذا السبب نشاهد الولايات المتحدة تبذل مساعي حثيثة لاستئناف تصدير نفط الإقليم في الظروف التي نعيشها الآن.

مرضیة شریفي


[1] https://journals.iau.ir/article_535365_371
[2] https://priw.ir/article-1-841
[3] https://energypress.ir/
[4] https://www.kurdpress.com/news/2768682
[5] https://www.kurdpress.com/news/2770665
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال