بعد مبادرة القيادات الإسرائيلية إلى إعلان قيام دولة إسرائيل يوم 14 مايو/أيار عام 1948، خاضت الدول العربية في المنطقة بقيادة مصر حروبا ضد كيان الاحتلال في 1948 و 1956 و 1967 و 1973، لكنها هُزمت في جميعها وأصيبت بخيبة أمل ما عدا حالة واحدة حققت فيها شيئاً من الانتصار. في مثل هذه الظروف، أعلن الرئيس المصري آنذاك أنور السادات في يوليو 1977 عن استعداده لتوقيع معاهدة سلام مع الكيان الصهيوني شريطة انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة في سيناء. بعد أربعة أشهر، في 19 نوفمبر 1977، في خضم حيرة العالم الإسلامي والعربي، التقى أنور السادات بقادة إسرائيليين في رحلة مهينة ومؤلمة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وألقى كلمة أمام البرلمان الصهيوني. وعلى الرغم من إدانة الدول العربية بشدة لهذه الخطوة، إلا أنها أصبحت أرضية لاتفاقيات كامب ديفيد، ومن ناحية أخرى، صارت نموذجا للعرب الآخرين لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.
طيلة السنوات المنصرمة، كانت بعض الدول العربية مرتبطة سرا بالكيان الصهيوني، لكن بين سبتمبر إلى ديسمبر 2020، بدأت أربع دول، الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب – رسميا علاقات دبلوماسية مع كيان الاحتلال، في حين أن بعض الدول العربية الأخرى لا تزال تحتفظ بعلاقاتها السرية مع إسرائيل بل وتحتاج إلى مقدمة للكشف عنها.
تركيا هي دولة إسلامية أخرى تربطها علاقات بإسرائيل بشكل أو بآخر وعلى الرغم من أن أنقرة بعد حادثة سفينة “مرمرة” قطعت علاقتها ظاهريا مع تل أبيب لمدة استغرقت 13عاما دعما لسكان غزة، بيد أن الخطوات التي تتخذها حاليا فيما يتعلق بعلاقاتها السياسية والاقتصادية مع تل أبيب تعكس موقف أردوغان المنافق حيال القضية الفلسطينية. وفي تصريحاته الأخيرة، أكد الرئيس التركي أن الإجراءات التي تتخذها أنقرة بخصوص علاقاتها السياسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني شيء وأن قضية القدس شيء آخر.
كما زعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: “من الواضح أن طرق الدفاع عن القضية الفلسطينية تمرّ عبر علاقة متوازنة ومنطقية مع إسرائيل”.
على الرغم من أن حكومات بعض الدول الإسلامية والدول الناطقة باللغة العربية تتولى زمام المبادرة في إقامة علاقات مع إسرائيل واحدة تلو أخرى، إلا أن ثمّة بعض الحكومات، وإن كانت غير مسلمة، دافعت عن القضية الفلسطينية، حيث دعم الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز المقاومة الفلسطينية بشكل كامل وطرد سفير تل أبيب من كاراكاس، وذلك بعد غزو الكيان الصهيوني لغزة استمر 22 يوما. والآن، وبعد مرور 13 عاما على وقف العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وفنزويلا، تواصل كاراكاس الوقوف إلى جنب الأمة الفلسطينية المضطهدة، كما لحظنا أن الحكومة الفنزويلية والشعب الفنزويلي أدانا مرات عديدة إجراءات كيان الاحتلال اللاإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال