مسيرة الأربعين ومحاربة الغطرسة العالمية 44

مسيرة الأربعين ومحاربة الغطرسة العالمية

يتجمع الملايين في الأربعين الحسيني في ظاهرة تعتبر من الطقوس الدينية التي تقام بطريقة جماعية مملوءة بالأحاسيس والأهداف، على الرغم من طبيعتها المذهبية وبسبب الانتشار الديني والقومي لانتفاضة عاشوراء الحسين، اتاح ذلك الامكانية لدراستها والبحث فيها من عدة زوايا مختلفة. إحدى هذه الزوايا هي دراسة الأدوار والوظائف السياسية والاجتماعية للأربعين. فالتمكين والوحدة والتماسك جزء من الوظائف السياسية، وإثبات الهوية وتقوية الروح الجماعية هي أحد المكونات والوظائف الاجتماعية، وفي الوقت نفسه فإن الوحدة التي تنشأ بين المسلمين لها أهمية كبيرة لأنها تتشكل في ظل هذا التجمع العظيم، وهو بالطبع مجتمع يتمحور حول “عشق الحسين”، وأهم نتائجه مواجهة الظلم والتوحد في الدفاع عن المظلوم. وفي هذا الصدد يقول الإمام الخميني رحمة الله عليه: “إن شرط جميع الطقوس الدينية والمواقف هو تحقيق الرغبات الطبيعية وآمال الإنسان وأيضا لتجمع المسلمين في هذه المراحل والمواقف وتوحيد كلمة الله عند كل عشائر المسلمين بغض النظر عن اللغة واللون والقبيلة والعشيرة والحدود والأرض والعصبية الجاهلة والزئير معا ضد العدو المشترك. »

وبحسب الإحصائيات المتوفرة فإن أكبر تجمع بشري عالمي يقام بانتظام وكل عام هو “الأربعين الحسيني”. كما إن الحماس والشعور في هذا التجمع العظيم ليس فقط تراثًا إنسانيًا ثابتًا من حيث العدد والأشخاص، ولكنه أيضًا أكبر حركة اجتماعية وتضامن دولي يقام ضد الاستكبار والظلم. لأن الأربعين هي مظهر من مظاهر الحركة البشرية المعرفية للوصول إلى حد محاربة الظالم والدفاع عن المظلوم بلا عنف. وهو المكان الذي تلتقي فيه ميسرة الأربعين كأبرز مسيرة في العالم ضد الغطرسة وتحدث بطريقة غير عنيفة على عكس كل المسيرات التقليدية في العالم حيث يكون النضال عنيفاً بشكلٍ من الأشكال، وهكذا فإن مسيرة الأربعين هي النضال الوحيد الذي يقوم على المشاعر الإنسانية والخدمة المخلصة والصادقة ومن هذه الزاوية فإن حركة الأربعين هي نقطة تحول في تاريخ البشرية.


لقد خلقت مسيرة الأربعين المقدسة دعماً هائلاً للمقاومة الإسلامية في جميع أنحاء العالم، والتي تعتبر بالتأكيد قوة كبيرة للتعامل مع الظلم والانحراف. لا شك أننا جميعًا نتحمل مسؤولية كبيرة تجاه الأربعبن الحسيني. وفي هذا الصدد يقول آية الله خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية (دام ظله الشريف) عن مسؤولية المسلمين تجاه الأربعين الحسيني: “اليوم بتنا نحتاج إلى تعريف الإمام الحسين بن علي للعالم. إن العالم الذي يعاني من القهر والفساد والخسة والألم يحتاج إلى معرفة حرية الحسين. اليوم شعوب العالم و شباب العالم والأمم غير الأنانية، قلوبهم تنبض من أجل معرفة هذه الحقيقة، وإذا تم تعريف الإمام الحسين إلى العالم، فقد تم إدخال الإسلام والتعريف بالقرآن للعالم أجمع. توجد اليوم مئات الوسائل التي يتم نشرها ضد الإسلام وضد التعاليم الإسلامية وأمام هذه الحركات العدائية لجبهة الكفروالغطرسة يمكن لحركة التعريف بالحسين أن تقدم حقيقة الإسلام وحقيقة القرآن إلى العالم. ومنطق الحسين بن علي منطق الدفاع عن الحق ومنطق الوقوف في وجه القهر والتمرد والضلال والغطرسة، هذا هو منطق الامام الحسين واليوم يحتاج العالم إلى هذا المنطق. يشهد العالم اليوم تحكم الكفر والغطرسة وسيادة الفساد، ويشهد العالم حكم الظالم، بالمقابل رسالة الإمام الحسين هذه هي رسالة لإنقاذ العالم. »


المصادر :

https://generalsoleimani.com/fa/

https://www.edub.ir/education/view/20235

https://www.iribnews.ir/fa/news/3231738

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال