معجزة المقاتل اليمني في سبع سنوات 17

معجزة المقاتل اليمني في سبع سنوات

سبع سنوات مضت، والتهرب السعودي والاماراتي يتواصل من مواجهة حقيقة الانهزام أمام المقاتلين اليمنيين، بالرغم من التجهيزات والعتاد الحديث الذي يمتلكه الجندي السعودي والاماراتي والأسلحة المتطورة التي يحصلون عليها من الولايات المتحدة الأمريكية ودول اوروبية كل سنة.

وللتخفيف من خسائرهم البشرية والعسكرية ارتأت السعودية والامارات الى اعتماد أسلوب شراء أو استئجار مقاتلين، بمعنى أخر تجنيد مرتزقة للقتال بالوكالة على حدود اليمن وداخلها. كما أن الرياض قامت بتسليم مهمة الدفاع عن أراضيها الجنوبية في عسير وجيزان لقيادات يمنية موالية لها تابعة للرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي.

في مقابل هذه الآلة العسكرية الضخمة والأسلحة الاميركية والغربية الفتاكة، كان هناك  جيشا بسيطا من المقاتلين اليمنيين الذي لا يملكون اقتصاد ولا أسلحة حديثة تواكب طبيعة العمليات ولا حتى أحذية مقاتل عادي، لكن رغم ذلك تمكن هؤلاء المقاتلين من تحقيق الإعجاز العسكري ووصلوا إلى أعلى سلم المعرفة والمهارات القتالية الأكثر تعقيدا، وانتصروا في اقسى ظروف المعارك التدميرية وعلى تحالف من الجيوش المنظمة والمدججة بأفضل قطع السلاح الفتاكة المتطورة.

ما تحدثنا عنه من شجاعة المقاتل اليمني لم يكن فيه أي مبالغة، فحصاد الـ 7 سنوات الماضية التي كشفت عنها  القوات اليمنية وأنصار الله أظهرت ضراوة العمليات العسكرية والانجازات التي حققها المقاتل اليمني في الميدان.

الاحصائيات تحدثت عن تنفيذ القوات اليمنية واللجان الشعبية ما يزيد على 13208 عملية عسكرية منها 6681 هجومية و6527 تصدي وإفشال محاولات هجومية لمرتزقة العدوان، من ضمنها أهم العمليات العسكرية التي نفذت في عمق دول التحالف كعمليات توازن الردع، إعصار اليمن، كسر الحصار.

خسائر مرتزقة التحالف السعودي تجاوزت 253 ألفا بين قتيل ومصاب، فضلا عن تدمير وإعطاب وإحراق أكثر من 17 ألف آلية ومدرعة وناقلة جند ودبابة وجرافة وسلاح متنوع، أغلبها موثقة بالصوت والصورة .

القوة الصاروخية اليمنية كان لها دور فعال في هذه الحرب حيث نفذت 1826 عملية، منها 1237 استهدفت تجمعات العدو داخل اليمن، و589 استهدفت العمقين السعودي والإماراتي، فضلا عن تنفيذ سلاح الجو المسير 2176 عملية داخل اليمن، و953 عملية في عمق دول التحالف .

أما الدفاعات الجوية اليمنية فتمكنت من أسقاط 13 طائرة حربية و10 مروحيات أباتشي، و158 طائرة استطلاعية مقاتلة، و95 طائرة استطلاع تجسسية، من بينها 34 طائرة مسلحة بدون طيار تابعة لسلاح الجو الأمريكي.

وبلغت عمليات وحدة الهندسة أكثر من 4414 استهدفت مدرعات وعربات وآليات للتحالف السعودي ، فيما بلغ إجمالي عمليات وحدة ضد الدروع 7412 استهدفت آليات العدو وتحصيناته وتجمعاته.

فيما بلغ إجمالي العمليات التي نفذتها وحدة المدفعية 85634، منها 1150 عملية مشتركة مع الطيران المسير ضد مواقع لحالف العدوان، في حين تجاوز عدد عمليات سلاح القناصة 65 ألفا.

هنا نشاهد أرقام مهولة من الخسائر المميتة لتحالف العدوان السعودي، والمتابع للإحصائيات السنوية لخسائر العدوان يرى أنها في ازدياد كل عام، رغم فرض اشد انواع الحصار على اليمن وإغلاق جميع معابره البحرية والجوية والبرية، فكيف طور اليمنيين قدراتهم العسكرية؟

التفسير المنطقي الوحيد في ظل هذا الحصار والعدوان الشرس هو أن المقاتل اليمني بنى رصيد قدراته ومهاراته المتميزة في ساحات الحرب منذ اليوم الأول وطورها دراماتيكيا في كل محطة من محطات العدوان، حتى صنع  أكثر الأعجوبات العسكرية جدلية في التاريخ وقف لها كل الخبراء والاستراتيجيين موقف المنذهل والعاجز في نفس الوقت.

وسر نجاح تجربة المقاتل اليمني في صد أكبر حرب عدوانية على اليمن، يقودها تحالف إقليمي ودولي رأس حربته السعودية والإمارات وبدعم لامحدود من الأقطاب الاستعمارية الرائدة أمريكا بريطانيا وفرنسا و”إسرائيل”، سر النجاح يكمن في قدرة المقاتل اليمني العقلية وأساليبه المتميزة في رسم التكتيكات والخطط الميدانية والعملياتية الخاصة بحرب العصابات وحرب الاستنزاف الغير تقليدية التي يتميز في حبكتها وفي صبغها بتكتيكات مبتكرة لا يتوقعها ولا يستطيع صدها العدو، فضلا عن قدرة المقاتل اليمني في التكيف والتأقلم في مختلف طقوس المواجهة وامتلاكه للشجاعة والاستبسال العقيدة الراسخة، اضافة الى مثالية الأرض اليمنية للمقاتل اليمني كونها ارض جبلية وذات جغرافيا وتضاريس معقدة ووعرة، وطالما وهو يخوض حربا غير تقليدية في مواجهه قوات تحالف العدوان النظامية فطبيعة الأرض تصب في صالحه وتعزز من فاعلية استراتيجياته الدفاعية والهجومية على الارض.

كل هذه العوامل والخصال في المقاتل اليمني مكنته من قلب موازين القوة والاشتباك، وقوته الصاروخية باتت تعتمد بنسبة 100% على خبرات يمنية، وهي اليوم تمتلك أيضا مخزونا استراتيجيا تعمل على تعزيزه، مع سلاح الجو المسير الذي قام بدوره في العام الأخير بتوسيع دائرة العمليات الاستطلاعية لتشمل كل الأراضي السعودية والإماراتية.

لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال