أهل اليمن وقفوا بكل قوة وعزم في وجه طغاة العصر المتمثلون باللوبي الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة والولايات المتحدة الأمريكية و غيرها من أنظمة الإستكبار العالمي، وكانوا على بصيرة بما يحدث حولهم و كانوا يرصدون تحركات العدو و يعرفون من يقف معه ومن يقف ضده وكان الحاج قاسم سليماني في طليعة المجاهدين الشرفاء ممن ينظر إليهم بإجلال وإكبار قائد المسيرة القرآنية في اليمن السيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي الذي كان اول من حذر من المشاريع الإستكبارية لأنظمة محور الشر العالمية و خططها الهدامة من قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام الفين و واحد، و بين للناس أن الهجمات عبارة عن مؤامرة خبيثة لشرعنة إحتلال البلاد الإسلامية والتدخل في شؤونها بذريعة محاربة الإرهاب الذي هم من صنعوه وأعانهم على ذلك أنظمة التخلف والديكتاتورية في الجزيرة العربية، فكان ما حذر منه و احتلت قوات الناتو أفغانستان و من بعدها العراق وعاثت في هذين البلدين الفساد والقتل والتشريد والتدمير و أوقعت الفتنة بين الشعوب، و قامت الإدارة الأمريكية بإبتزاز و توظيف حكام الدول العربية لصالحها ومن ضمنها اليمن، فقام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بدعم كامل من واشنطن و النظام الكهنوتي السعودي بشن حرب عسكرية دموية ضد المجاهدين في اليمن عام ٢٠٠٤ و أستشهد على أثرها سماحة السيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي، ولكن شهادته أشعلت روح الجهاد والمقاومة في نفوس اليمنيين وعرفتهم بحقيقة ما حدث وما يخطط له بالنسبة لليمن والعالم الإسلامي وخاصة محور المقاومة، فالتحق أبناء اليمن الأبرار بالمسيرة القرآنية و ناضلوا حتى أخرجوا عملاء و مرتزقة محور الشر الأمريكي من اليمن.
وصل الأعداء إلى قناعة بأن اليمن على طريق الحرية والإستقلال والنهوض من براثن التبعية والجهل و الفقر فقام تحالف الأعراب بقرار أمريكي صهيوني على الإعتداء على اليمن أرضا وإنسانا في ٢٦ مارس ٢٠١٥ وإلى يومنا هذا وهمهم الوحيد هو القضاء على الفكر الثوري الذي تبناه أهل اليمن وتهديم التوجهات المحقة من قلوب اليمنيين تجاه قضايا الأمة الإسلامية ومقدساتها، و لكن ماحدث و يحدث هو العكس تماما و كلما سقط شهيد من اهل اليمن كلما زادوا ثبوتا على نهجهم الثوري ومقارعة للظالمين و تمسكا بمقداساتهم وقضايا أمتهم.
الحاج قاسم سليماني كان ممن ألهم كثير من شباب اليمن الصمود والثبات في ساحات الوغى و كان نموذجا لهم في الشجاعة والإقدام وخاصة لما كان يمثله من قيادة فيلق القدس الذي كان ينظر له كثير من اهل اليمن أنه الفيلق الأشرف والأعز والأكرم بين كل جيوش الدول العربية والإسلامية التي لايوجد لديها فيلق او حتى كتيبة مماثلة موكل إليها مهمة تحرير الأقصى الشريف، وكان الشباب اليمنيون يتابعون بشوق إنتصارات هذا القائد العظيم في كافة المحاور العسكرية وخاصة في معارك تموز ٢٠٠٦ بين حزب الله والكيان الصهيوني و معارك النصر ضد داعش في سوريا والعراق و دحر التنظيمات الإرهابية وتطهير الأرض منها، فكان الحاج قاسم سليماني بشخصه ومنصبه وأفعاله يشعل الحماس ويهيج المشاعر للإنطلاق في ساحات الجهاد لمقاومة أعداء الله وأعداء رسوله وأهل بيته (عليهم السلام).
عندما أستشهد الفريق قاسم سليماني و رفاقه حزن أهل اليمن على فراق مثل هذا القائد الشجاع فغاب شخصه ولكن شخصيته ستبقى خالدة في أذهان المجاهدين وسيبقى نهجه مدرسة لكل من يريد أن ينهج نهج الشرفاء و يرتقي في مراتب الشجاعة و يسموا في سماء الحرية والكفاح والجهاد في سبيل الله و بشهادة الحاج قاسم ولد عشرات الآلاف من القواسم الذين سيأخذون بثأر هذا القائد الشجاع و سينكلون بأعداء الله أينما وجدوهم و سيمرغوا أنوف المستكبرين في التراب و سيطهرون الأرض من المغتصبين و المجرمين ويحرروا مقدسات الأمة ويكملوا مسيرة الشهداء حتى تحقيق كامل النصر والعزة والكرامة للإسلام والمسلمين.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال