ممر زانغزور ومساعي الشهيد الرئيس سيد إبراهيم رئيسي 804

ممر زانغزور ومساعي الشهيد الرئيس سيد إبراهيم رئيسي

خلال السنوات والأشهر الماضية، تمت مناقشة إنشاء ممر زانغزور من قبل تركيا وحكومة جمهورية أذربيجان عدة مرات بسبب أهميته الجيوسياسية في الدوائر السياسية والإعلامية في إيران، ويشار إليه أحيانًا بالأسماء مثل ممر الناتو وطريق النفوذ السريع. في ذات الوقت في السنوات الأخيرة، دارت مناقشات حول هذا الأمر بشكل عام خلال مدة الحكومة الثانية عشرة برئاسة حسن روحاني، وتعمقت خلال فترة الحكومة الثالثة عشرة برئاسة الشهيد سيد إبراهيم رئيسي، لكن خلال الحكومة الثانية عشرة، لم تتم معالجة هذه القضية المهمة بالقدر الذي ينبغي، بل تم تجاهلها بوضوح في بعض الأحيان، لكن بعد تنصيب الحكومة الثالثة عشرة للجمهورية الإسلامية الإيرانية برئاسة سيد إبراهيم رئيسي، صبت كل الجهود في السياسة الخارجية التي اتخذت سياسة "حسن الجوار" في مقدمة أولوياتها إلى حل المشكلة وتحقيق أقصى فائدة وطنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية. وهكذا وفي آخر يوم عمل لرئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تم إعلان أخبار جيدة جدًا حول الاتفاق الذي تم توصل إليه الدكتور سيد إبراهيم رئيسي بعد اجتماعٍ مشترك مع نظيره الأذربيجاني.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنه بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين أذربيجان وأرمينيا بوساطة إيران وروسيا، تم طرح مسألة "ممر زانغزور" كطريق وصول بري بين الأراضي الرئيسية لجمهورية أذربيجان وناختشيفان، عبر أراضي أرمينيا، وأصبح التحدي الأهم لقدرته على زيادة التوترات وحتى الصراع العسكري في المنطقة. لكن بما أن عبور هذا الطريق عبر حدود إيران هو أحد متطلبات هذا الاتفاق، فمن الطبيعي أن يصبح من أهم القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية بالنسبة لإيران. ومن أهم أهداف ممر زانغزور ربط أوروبا بالقوقاز وآسيا الوسطى وأخيرا جنوب وجنوب شرق آسيا دون المرور بروسيا، وتسعى دول المنطقة خاصة تركيا وجمهورية أذربيجان، إلى اتخاذ خطوات يستفيدون من خلالها من هذه الفرصة لتعزيز موقعهم السياسي والاقتصادي، خاصة في هذه المنطقة.

كانت ردة فعل جمهورية إيران الإسلامية إيجابية على عودة السيادة على إقليم كاراباخ إلى أذربيجان، لكنها تعارض بشدة إنشاء ممر زانغزور من أجل إقامة اتصال بري بين الإقليم الرئيسي لجمهورية أذربيجان وجمهورية ناختشيفان المتمتعة بالحكم الذاتي لأنه مع إنشاء هذا الممر لن تخضع الخرائط الجغرافية للمنطقة لتغييرات فحسب، بل من الممكن ومع إغلاق الحدود البرية بين إيران وأرمينيا، أن يتم حظر طريق اتصال إيران مع أوروبا وتتوقف فرص إيران الاقتصادية والسياسية وسوف يتم ضياع المصالح السيادية. ثانيا، أكدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مرارا وتكرارا على حماية حقوق الدول والشعوب، وخاصة حقوق جيرانها، وقد عارضت أي تواجد لقوى ثالثة من دول المنطقة إلى هذه الجغرافيا خاصةً .

فيما يتعلق بالوضع الحالي لمنطقة كاراباخ وهوامش الصراعات بين باكو ويريفان ومسألة ممر زانغزور، فقد تمت مناقشة أشياء كثيرة، لكن ما يجب الحديث عنه في هذا المجال هو المتابعة الحثيثة لآية الله السيد إبراهيم رئيسي لهذه القضية، والتذكير أيضاً بجهوده المخلصة في حل المشاكل والتحديات التي خلفتها الحكومات السابقة بشكل خاص، والتي كانت ناجمة أحياناً عن عدم الحكمة وأحياناً بسبب عدم الفهم الصحيح للقضايا والتي لا تزال آثارها باقية حتى الآن. وفي مجال التحديات المتعلقة بقضية ممر زانغزور، كان الملف الأخير الذي سعى لحله المرحوم السيد إبراهيم رئيسي حيث تابع هذه القضية وحقق فيها نجاح كبير وتم التوصل إلى اتفاقات جيدة للغاية.

وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أنه في اليوم الأول من إعلان الفاجعة، حضر رئيس أذربيجان إلهام علييف إلى سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في باكو وأشادَ بمواقف آية الله سيد إبراهيم رئيسي و رفاقه الشهداء وقدم العزاء في هذا الحادث الأليم: " لقد ضحى السيد إبراهيم رئيسي بحياته من أجل تنمية وتقدم إيران، وقد لعب قبل وأثناء رئاسته دورًا كبيرًا في حماية المصالح الوطنية للأمة الإيرانية وحتى قبل ساعات من وقوع هذه الحادثة والمأساة في اجتماع مشترك قرب الحدود بین إيران وأذربيجان، وقد وصفنا هذا الاجتماع المهم بأنه اجتماع تاريخي وأكدنا على الإرادة المشتركة للحكومتين في تطوير العلاقات والمستقبل الإيجابي لهذه العلاقات، ورسمنا جزءًا كبيرًا من خارطة الطريق للعلاقات المستقبلية، والتي ستحفظ بالتأكيد مصالح البلدين المسلمين في إيران وأذربيجان". وفي النهاية أعرب عن تعازيه لشعب وحكومة إيران، ووصف السيد إبراهيم رئيسي بأنه الأخ الأكبر له وللأمة الأذربيجانية.

وفي النهاية تجدر الإشارة إلى أن الدكتور سيد إبراهيم رئيسي دافع بحق عن القرآن والإسلام والنظام الجمهوري طوال فترة خدمته، وأخيراً سارع إلى لقاء الحق بذراعين مفتوحتين أثناء خدمته على طريق إعلاء الإسلام وعزة وشرف إيران وذلك عشية ولادة الإمام الثامن للشيعة في العالم. وبعد عامين ونصف من نشاط حكومة الشعب الثالثة عشرة برئاسة الدكتور سيد إبراهيم رئيسي والتي أنجز خلالها أكثر من 28 سفرة خارجية تنتهي قصة الشهيد المعطاء الدكتور سيد إبراهيم رئيسي وحكومتة الثالثة عشرة بأيادي ممتلئة بكل نجاحاته في مجال السياسة الخارجية للبلاد.

« وَبَشِّرِ الصَّابرِینَ الَّذینَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِیبَهٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ »

نويد دانشور
لا توجد تعليقات لهذا المنصب.
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال